ھآرتس

بھدوء تام وضعت إسرائیل ولبنان في ھذا الشھر حجر أساس مھم في العلاقة بینھما، الذي یمكن أن

یكون لھ تأثیر یكبح جماح أي اشتعال لحرب جدیدة في الشمال. بعد عقد تقریبا من الجھود الأمیركیة نجح الوسیط في الادارة الأمیركیة، نائب وزیر الخارجیة دیفید سترفیلد في اقناع الدولتین بتفعیل طاقم مفاوضات ثلاثي (مع الولایات المتحدة) لرسم الحدود البحریة بینھما. الاتصالات یمكن أن تمكن لبنان من البدء في مواصلة العمل الجدي من اجل كشف مخزون الغاز في میاه البحر المتوسط. بیروت تأمل تطویر مجال الطاقة فیھا مثلما حدث قبل بضع سنوات في إسرائیل.

المحادثات یمكن أن تبدأ قبل نھایة الشھر الحالي في قاعدة لقوات الیونفیل في الناقورة على الحدود

بین إسرائیل ولبنان. وھي تتعلق بالاساس ببلوك 9 ،وھو حقل غاز یعتبر ترسیم حدوده موضوعا

مختلفا علیھ بین الدولتین. النقاش لن یشمل الحدود البریة بینھما، التي ما زال ھناك على طولھا

ثلاث نقاط مختلف علیھا. استعداد الحكومة في بیروت لاجراء محادثات مباشرة على الحدود

البحریة بعد سنوات من معارضة ذلك تنبع من أسباب اقتصادیة.

إن استیعاب مئات آلاف اللاجئین السوریین القى على لبنان عبئا ثقیلا، بحیث أن اكتشاف الغاز

یمكن أن یخففھ. ھذه المحادثات لم تكن لتجري بدون ضوء اخضر من حزب الله، الذي تم اعطاؤه

لنفس الاسباب. وحسب الاستخبارات الاسرائیلیة فان الدعم المالي الإیراني لحزب الله تقلص من

مبلغ ملیار دولار في السنة الى 600 ملیون دولار بسبب تأثیر العقوبات الأمیركیة.

حزب الله بدأ في الاشھر الاخیرة بحملة تجنید عامة بواسطة لافتات كبیرة من اجل التغلب على

الازمة المالیة. ویمكن التقدیر أن حزب الله، الشریك الرئیسي في الحكومة اللبنانیة وفي البرلمان،

یأمل الحصول على نصیبھ من صفقات الغاز المستقبلیة.

إن قرار اجراء محادثات على ترسیم الحدود البحریة یتناقض بشكل كبیر مع الخطاب العلني للجیش

الإسرائیلي وحزب الله، الذي یتركز كالعادة في تبادل الاتھامات. في خطاب في بدایة الشھر الحالي

قال حسن نصر الله إن حربا بین الولایات المتحدة وإیران اذا اندلعت ستشعل كل المنطقة وإسرائیل

ھي التي ستدفع الثمن.

في ھذا الأسبوع جرى احتفال لاحیاء الذكرى السنویة لشھداء حرب لبنان الثانیة. قائد المنطقة

الشمالیة الجدید، امیر برعام، تحدث في خطابھ في الاحتفال عن ”الغضب والصراخ“ الذي شخصھ

في تصریحات نصر الله الاخیرة وقال ”كل شيء، اقول لكم، ھو نتیجة الضغط الشدید“. قبل بضعة

ایام قال رئیس الاستخبارات العسكریة، الجنرال تمیر ھایمن في خطاب القاه في معرض السلاح في

تل ابیب ”نحن لسنا بحاجة لنصر الله كي یقول لنا ما ھو وضع مشروع تطویر دقة صواریخ حزب الله، نحن نعرف افضل منھ“. الله یعلم لماذا یختار جنرالات الجیش الاسرائیلي الذین كانوا أطفالا في

الروضة في زمن حرب یوم الغفران الانجرار وراء نصر الله واسماع تھدیدات تجاه العدو.