عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Apr-2020

بيرتس أسوأ من غانتس - بقلم: حيمي شليف

 

هآرتس
 
بني غانتس، اذا كان الامر هكذا، خيب ثقة ناخبيه وخدعهم، جذبهم وبعد ذلك حطم قلوبهم.
غانتس خيب آمال هؤلاء ايضا، الذين مثله اعتقدوا في البداية بأن الوحدة هي من ضرورات الساعة، أو بعد ذلك أن نتائج الانتخابات لا تترك أي خيار. حتى من أخذوا في الحسبان بأن رفض بنيامين نتنياهو مثل رفض القائمة المشتركة هو وعود على الجليد، لم يستطيعوا توقع أن دخول ازرق ابيض سيكون محتال جدا ومهين جدا وفاسد جدا.
خسارة أنه لم يظهر من اليسار أي وريث لوزير المالية المتوفى يغئال هوروفيتس، كي يسمع صرخته الخالدة “أيها المجانين، انزلوا عن السطح”. وحتى بعد أن نسلم بانضمام غانتس الى نتنياهو وبعد أن نعطيه تسهيلات مبالغ فيها بسبب وطنيته وسذاجته ونواياه النقية، فان تنازلاته الغريبة تبقى صعبة على الهضم. ملح لاذع على جرح نازف.
36 وزيرا في اكثر الحكومات ضخامة في التاريخ، وظائف اكثر من اعضاء الكنيست، هل جننتم؟ ميري ريغف في وزارة الامن الداخلي، هل جننتم؟ يولي ادلشتاين يعود الى ساحة الجريمة كرئيس للكنيست، واذا لم يكن هكذا، هل سيكون ياريف لفين؟ يعقوب ليتسمان سيواصل وظيفته في وزارة الصحة، هل اصابكم الخرف تماما؟ والافضل – غابي اشكنازي وزيرا للخارجية، في الوقت الذي لا يوجد فيه علاقات خارجية؟ حقا لماذا لا؟ هناك عدالة شعرية في أن من قام بطبخ العصيدة واطعم معسكره، سيتحول الى نكتة حزينة – ازرق ابيض، لا تندموا.
بالضبط جهود غانتس كي يحضر معه الى نتنياهو عمير بيرتس وايتسيك شمولي ايضا، التي اثارت أمس استغراب المحللين، هي جهود مفهومة وذكية بالنسبة له. صحيح أن غانتس تنازل عن وزارتين وخاطر بأن يمنح بيرتس وشمولي اغلبية 61 لنتنياهو، بدونه. ولكن طالما أن هذين المتحايلين يقفان الى جانبه، فان غانتس واصدقاءه سيظهرون مثل صديقي الجيل.
غانتس يريد تحمل جزء من العبء؛ يريد أن يدخل تحت العربة ولكن بيرتس يريد الركوب عليها كآخر المتهربين من الخدمة. غانتس اتخذ قرار. بيرتس يتمسك بأهداب عباءته، أو كما يقولون، كان فاشل. في ازرق ابيض يمكنهم القول بصعوبة بأنهم يدافعون عن الديمقراطية. وبيرتس ليست لديه ورقة تين لتغطية عورة فائدة خطوته. غانتس حصل على مواقع قوة وبيرتس وشمولي باعا انفسهما بثمن بخس. غانتس أخذ معه نواة الحزب الذي شكله قبل سنة وبيرتس يترك خلفه ارض محروقة وحزب معد للدفن.
بيرتس، حسب فرقة “هوليس” ذات يوم، تحول الى الملك ميداس بشكل معكوس: لمسته تحول الذهب الى قمامة. مرتين عرضت عليه رئاسة اليسار. وهو فضل أن يدخل حصان طروادة باسم اورلي ابكاسيس وأن يعزل ستاف شبير ويبعد اهود باراك وينضم لميرتس بغرض البقاء فقط. بعد ذلك، في حفل مضحك، تبين أنه مدحوض ايضا أن يحلق شاربه ويقسم بأنه لن ينضم الى نتنياهو في أي يوم.
الاخطر من ذلك هو أن بيرتس ومن يحاول الظهور بأنه الجميل الذي يقف الى جانبه، يتركان ناخبيهما في منتصف الطريق، وهم محاطون برعب الكورونا، قبل أن يهضموا النتائج الصعبة التي حصلوا عليها في صناديق الاقتراع، في الوقت الذي ما يزالون فيه يستيقظون من ضربة الفأس التي انزلها غانتس على حلمهما، الحلم بعالم من غير نتنياهو. هم يتخلون عنهم وهم ينزفون في منتصف المعركة. الحديث يدور عن انشقاق مهين جدا الى درجة خيانة الحركة والقيم والاستقامة والعقل السليم. حتى في عالم يتدهور من كارثة الى الحضيض، فانه أدنى من ذلك يصعب الهبوط.