عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    13-Jan-2020

شبكات التواصل منصات شفافة توجب الحذر

الراي - ناصر الشريدة - تقول الحكمة «من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة»، عبارة يتناقلها الاردنيون بعد ان عصفت منصات وشبكات التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا باخبارهم ومناسباتهم لا تفرق بين مواطن او مسؤول، بعد ان اصبح الفضاء الافتراضي ساحة للناشرين للصيد بالمياه الراكدة رغم قانون الجرائم الالكترونية.

ويعترف احد ناشري الصفحات الاخبارية ان مضمون منشور فيديو وصورة على منصات وشبكات التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا يطلقه هاو، قد يكون مفعوله مدويا، ويصيب الناس بحالة احباط او عنف ربما لا يحمد عقباها، وذلك بحجة حرية الرأي.
وعلى الرغم من أن الغرض من منصات التواصل الاجتماعي كان سرعة دمج وتواصل الناس فيما بينهم إلكترونيا، إلا أن بعض موادها أضحت مؤخرا تمثل تهديدا للنسيج الاجتماعي والامن الوظيفي، خاصة عند ضعاف النفوس الذين امتهنوا النشر كتجارة رابحة وليس رسالة اعلامية، وهنا مربط الحكي اذا ما قدمت تنازلات ترضيهم.
ويقول الناشط الاجتماعي وليد جروان، ان الاردنيين اصابهم الخوف من المجهول، بعد ان استغل عدد من الناشرين بمختلف مسمياتهم والقابهم، منصات وشبكات التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا على الشبكة العنكوبتية لتخويفهم ونبش مواجعهم واسرارهم وخفاياهم لغاية في نفس يعقوب ربما تكون مادية او معنوية يستفيدون منها يوما ما.
ويقول المواطن معتصم نوافلة، ان ازدحام الممتهنين لمهنة الصحافة والاعلام على شبكات التواصل الاجتماعي، خلق اجواء اعلامية غير مريحة تركز على الاشاعة اكثر من المهنية، بحيث وجد عدد من الاشخاص انفسهم يقتحمون عالما جديدا لتحقيق مكاسب خاصة، دون الالتفات الى قدسية ورسالة الاعلام ولا حتى انفسهم وتناسوا من هم، وذات الوقت يدينون الاخرين بموازين ما انزل االله بها من سلطان.
ويحذَر المواطن عبدالمجيد خطاطبة من عَواقِب الغِيبة والنميمة التي يعمل بها بعض الناشرين على شبكات التواصل الاجتماعي، لاهواء شخصية ومآرب دنيوية لديهم دون الحصول على المعلومة الدقيقة والامينة، ويسألهم هل انتم راضون عما تكتبون وتصورون، ضعوا انفسكم مكان من تقصدونهم فان قبلتم قبلوا.
ورغم فهم ومعرفة كثير من الناشرين على منصات وشبكات التواصل الاجتماعي بحقيقة انفسهم، الا انهم تمادوا في غيهم كما يحكم عليهم بعض الاردنيين، ولم يعد توصيفهم وقبولهم اجتماعيا الا في اطار المثل الشعبي «كمن يرضع من فوق اللجام»، ومن هنا يذكرهم البعض بحكمة «من كان بيته من زجاج فلا يرمي الناس بالحجارة».
ويتعجب المواطن عبدالسلام بني بكر من استغلال عدد من الناشرين والمستخدمين لمنصات وشبكات التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، خصوصية واخطاء الغير لتخويف من لا يتعاون معهم ويلبي مطامعهم، كأنهم منزهين عن الاخطاء، الا انني اشبههم بالمثل القائل «الجمل لا ينظر الى عوج رقبته».
ويرى متابعون ان قانون الجرائم الالكترونية ليس حلا كافيا لمنع تغول هواة وناشرون على شبكات التواصل الاجتماعي، بل يتطلب الحل وضع شروط واسس لمن يتناولون المجال الاخباري فقط على صفحاتهم، فضلا عن اطلاق مدونة سلوك تحكم الجميع، لان ما نراه اليوم من فوضى اعلامية تخطت المؤهل والاخلاق بحيث اصبح البعض مصصي دماء.
ويخاطب زكريا درادكة ملثمي شبكات التواصل الاجتماعي، بعد ان ذاق ذرعا بمن ينشرون ولا يرحمون من في الارض، «اذا دعتك قوتك على ظلم واذيه الناس فتذكر قوة االله عليك»، لان حال الفضاء الافتراضي في هذه الايام كمن يسقط من العين فينكسر حالا ولا يعود اليها ابدا، لذا اكون ناصحا لمن يتغنى بكلمة اعلامي وناشط ان لا تتعدى على خصوصية غيرك لأنك لن تتوقع رد الفعل منه.
ويعتبر عدد من ضحايا شبكات التواصل الاجتماعي ان اللجوء الى القضاء رغم انه يحصل حقك، الا ان فترة التقاضي تستغرق وقتا وجهدا، ما يتوجب على الجهات ذات المسؤولية الصحفية والادارية والقانونية والامنية وضع بدائل واسس جديدة تكبح انتشار هواة الصيد بالمياه الراكدة بمسميات ما هي الا ضرب في جسد المجتمعات، وتضع حدا لحجارتهم التي يرمونها على بيوت الاخرين ظنا منهم انهم ملائكة الارض، اما آن الاوان لكي يُعطى الخبز الى خبازة ونتخلص من اغنية كتبنا وما كتبنا ويا خسارة ما كتبنا.!!
ويرى باحثون أن تشويه الواقع عبر عدد من الناشطين على شبكات التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا، ادى الى خلق ثقافة الكراهية والتشهير والتحقير في المجتمعات التي اتعبها جور وظلم فئة لا يهمها الا ذاتها وتقول من بعدي الطوفان.
ان لغة وممارسات بعض الناشرين على شبكات التواصل الاحتماعي والسوشيال ميديا الغير مسؤولة، آن لها ان تبحث عن لغة جديدة تصب في منظومة الاخلاق وتجسد خيوط التكافل والتلاحم وتبتعد عن التخندق لاهواء شخصية، حتى لا تصبح الكراهية والعنف أمرا مشروعا.