وبعد تولي قره غوز مناصب رفيعة مثل تأسيس ورئاسة تحرير صحيفة “الصباح” اليومية، صوت أردوغان الإعلامي، ورئاسة تلفزيون “تي أر تي” قرر الرئيس التركي أن يسند إليه رئاسة “أهم المؤسسات التركية”.
وإلى جانب قره غوز عيّن أردوغان أعضاء مجلس إدارة بتوجهات تدعم المسار التركي السياسي والدبلوماسي ومشروع الهيمنة في المنطقة.
ويشمل مجلس الإدارة البروفيسور يوسف أوزكير منسق مركز سيتا للدراسات، وهو من أذرع السلطة، وإسماعيل تشاغلار من نفس المركز ومتخصص في “مواجهة حملات المعارضة” و”النفوذ الإعلامي الغربي”، وبشرى قره دوماناكتونا نائب رئيس قسم الاتصال في الرئاسة وتعمل مباشرة مع فخرالدين التون، وحسن نوري يشار كبير مستشاري أردوغان وعضو المجلس الأعلى للتعليم العالي.
وتقوم إستراتيجية أردوغان في الاختراق الإقليمي على عناصر أساسها شخصيته والمشروع الإخواني في المنطقة ودعم إقليمي مباشر مثل الدعم القطري أو غير مباشر مثل الأحزاب الإخوانية المتمكنة من أذرع في السلطة في عدد من الدول العربية وقوات عسكرية ضاربة مستعدة للتدخل المباشر أو عبر المرتزقة وجهاز مخابرات فعال وشبكة شركات ومصالح اقتصادية.
لكن الإعلام يعد من أهم أدوات الرئيس التركي، إذ أصبحت إسطنبول مقرا إقليميا للإعلام الإخواني. كما دعم المشروع التركي نفسه بتحويل الإنتاج الفني والدرامي إلى سلاح اختراق “ناعم” تسلل بهدوء ليغزو الشاشات العربية بمسلسلات مدبلجة تتصدر قوائم الشعبية في المشاهدة.
ويأتي تعيين قره غوز على رأس وكالة الأناضول ليعزز النظرة التركية للإعلام، ويجعله أقرب أداة في يد الرئيس التركي.