احتفلت شبكة “لينكد إن” المهنية الاجتماعية، بداية الشهر الحالي، بدخولها عامها العشرين مع أكثر من 800 مليون مستخدم في جميع أرجاء العالم، لتواصل تطورها وتميزها عن باقي الشبكات الاجتماعية في العالم الرقمي بتركيزها على العلاقات والتواصل بين المهنيين وأصحاب العمل والباحثين عن عمل من جهة أخرى.

وشهدت الشبكة الاجتماعية المملوكة لشركة “ميكروسوفت” العالمية، تطورات متلاحقة وتحسينات وتحديثات حتى باتت مقصدا للمهنيين وصناع القرار ومديري المؤسسات والشركات أو الشباب الباحثين عن عمل، خصوصا من أصحاب الخبرات والمهارات، ولتتميز أيضا بمحتواها الملهم والمتخصص في كثير من الأحيان.

وبعيدا عن التواصل الاجتماعي العادي بين الناس ومتابعة أخبار ونشاطات الأصدقاء، والتسلية والترفيه، توفر شبكة “لينكد إن” منصة لتعزيز العلاقات مع أولئك الموجودين في قائمة الاتصالات، وللتعرف على أشخاص آخرين ومعرفة المزيد عنهم من خلال الاتصال المتبادل، وهي تتيح للمشتركين تحميل سيرهم الذاتية، وترتيب ملفهم الشخصي بعرض وإبراز أعمالهم وخبراتهم، الأمر الذي يمكن مستخدميها من إيجاد وظائف، أو أشخاص، أو فرص عمل ينصح بها شخص ما في قائمة التواصل.

وفي الأردن، كما هو الحال في باقي دول العالم، انجذب الأردنيون لهذه الشبكة الاجتماعية ليبلغ عدد مستخدميها من الأردنيين، مع بداية العام الحالي، حوالي 1.2 مليون مستخدم.

وزاد عدد مستخدمي شبكة “لينكد إن” في الأردن بمقدار مائة ألف مستخدم وبنسبة تصل الى 9 بالمائة مقارنة بعدد مستخدميها المسجل في بداية العام الماضي الذي بلغ وقتها قرابة 1.1 مليون حساب.

وبات عدد مستخدمي شبكة “لينكد إن” يشكل مع بداية العام الحالي نسبة تصل إلى 12 % من إجمالي عدد سكان المملكة والمقدر بحوالي 10.3 مليون نسمة.

وعن تأسيس الشبكة وتطوراتها المتلاحقة، تقول التقارير العالمية إن موقع “لينكد إن” انطلق رسميًا في 5 أيار (مايو) 2003. وبحلول نهاية الشهر الأول، كان لدى الموقع 4500 مشترك، فقد خطط المؤسسون المشاركون ريد هوفمان، وألين بلو، وكونستانتين جويريك، وإريك لي، وجان لوك فيلانت، لإطلاق المنصة وقتها من منزل هوفمان عملا برؤية واضحة تتمثل بتوفير فرص اقتصادية، وإيجاد مساحة لربط المهنيين في العالم.

وتطورت الشبكة بعد ذلك لتضم 4.2 مليون في العام 2005 مع إتاحة “لينكد إن” نوعين إضافيين من الاشتراكات: حساب (Pro) لموظفي التوظيف وأصحاب الحسابات التجارية، وحساب (Personal Plus) للباحثين عن عمل والمتصلين بالشبكات، ثم بحلول العام 2010، بلغ عدد الأعضاء المسجلين على موقع “لينكد إن” نحو 90 مليون عضو، يخدمهم ألف موظف يعملون من 10 مكاتب في جميع أنحاء العالم.

ويقول الخبير في مجال السوشيال ميديا خالد الأحمد “إن شبكة “لينكد إن” الاجتماعية المهنية مرت بالكثير من التطورات خلال الأعوام الماضية حتى وصلت الى شكلها الحالي، متميزة عن باقي الشبكات الاجتماعية في العالم الرقمي بمستخدميها وجمهورها الذي يتكون من قادة الرأي وصناع القرار والمديرين التنفيذيين للمؤسسات والشركات.

ويبين الأحمد أن شبكة “لينكد إن” تشبه “فيسبوك” من حيث تقسيم نوع الحسابات؛ حساب شخصي، مجموعة “لينكد إن”، صفحات الشركات، ولكنه يشير الى أن سياسة خوارزمية النشر على “لينكد إن” أسهل بكثير من “فيسبوك”.

ويقول، على سبيل المثال، إنه يمكنك رفع ملفات الـpdf على منصة “لينكد إن”، وهذا غير متاح على “فيسبوك”، كما يمكنك البحث عن الأشخاص من خلال المسمى المهني مثل مديرين للتوظيف في أي مدينة معينة.

ويقول، إن العدد المسموح به للأصدقاء على “فيسبوك” هو 5000 صديق، بالمقابل عدد المعارف المسموح به على “لينكد إن” هو 30 ألفا، لافتا الى أن جمهور “فيسبوك” يتكون من الأصدقاء والأهل، بينما جمهور “لينكد إن” هم صناع القرار وقادة للفكر المتخصصين.

ويبين أن المحتوى المنشور على “لينكد إن” متميز ومختلف عن المحتوى على الشبكات الاجتماعية الأخرى، فمعظمه “محتوى ملهم وتعليمي”.

تطورت شبكة “لينكد إن” بشكل متسارع حتى وصلت في العام 2015 الى أكثر من 300 مليون مشترك في جميع أنحاء العالم، وأعلنت في ذلك العام، عن استحواذها على موقع (lynda.com) مقابل 1.5 مليار دولار. وهي منصة إلكترونية تساعد المهنيين على تحقيق تطلعاتهم المهنية، من خلال تعليمهم الأعمال والتكنولوجيا والمهارات الإبداعية. ولاحقا تغير اسم موقع (Lynda.com) ليصبح (LinkedIn Learning).

وفي العام 2016، أطلقت “لينكد إن” في سنغافورة أول مركز بيانات لها خارج أميركا، لخدمة عملائها وأعضائها البالغ عددهم 85 مليونًا عبر منطقة آسيا والمحيط الهادئ. وفي العام نفسه أعلنت “ميكروسوفت” استحواذها على “لينكد إن” بالكامل بصفقة نقدية قيمتها بـ26.2 مليار دولار.

ويقول الخبير في مجال التقنية وصفي الصفدي “إن “لينكد إن” هي شبكة تواصل اجتماعي احترافي مجاني أو مدفوع مقابل اشتراك شهري للحصول على جميع مزايا المنصة ومتاح بلغات عدة منها العربية. معظم الموجودين على الشبكة هم شركات، رجال أعمال، مديرون تنفيذيون، موظفو شركات أو أعمل حرة وخبراء من جميع المجالات”.

ويبين أن الشبكة تقدم حزمة من الخدمات منها؛ تواصل بين الشركات ورجال الأعمال والمهنيين وعرض المنتجات وتبادل الخبرات، منصة تشغيل وعرض للوظائف، منصة تقدم دورات تدريبية بمجالات عدة، والمنصة تقدم حلولا تسويقية ومبيعات للشركات. ويلفت الى أنه بإمكان الأشخاص متابعتك على الشبكة من دون إضافة، كما يسمح لك بإنشاء صفحة للشركة، يتيح لك معرفة من قام بزيارة ملفك، وإنشاء سيرة ذاتية لك مع عرض خبراتك والمشاريع التي أنجزتها بحيث يطلع عليها أصحاب العمل، مديرو استقطاب الخبرات وغيرهم، ويسمح لك بطلب الثناء أو التوصيات من قبل زملاء العمل المباشرين وغير المباشرين، ويتيح لك الاطلاع على نشاطات ومنشورات أعضاء شبكتك المهنية ضمن إشعارات النظام إضافة الى الايميل.