عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Nov-2019

في مؤتمر "وايز" بالدوحة.. الذكاء الاصطناعي سيغير مستقبل التعليم بالعالم

 

 
الدوحة - محمد الشياظمي - ما هو شكل التعليم الذي يستشرف المستقبل؟ وهل سيقضي الذكاء الاصطناعي على دور المعلمين؟ مثل هذه الأسئلة وغيرها استأثرت بمداخلات المشاركين في مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم "وايز" في دورته العاشرة اليوم الأربعاء بعنوان "لنتعلم من جديد.. ما معنى أن تكون إنسانا؟". 
 
ويعكس مؤتمر وايز -وهو إحدى مبادرات مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع- التزام قطر بمعالجة قضايا التعليم الملحة، ومن بينها مواكبة التحولات المتسارعة في عالم التكنولوجيا، ونشر التجارب والممارسات العالمية الناجحة في التعليم التي تستجيب للتحديات اليوم وفي المستقبل.
 
وفي افتتاح المؤتمر الذي شهدته رئيسة مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع الشيخة موزا بنت ناصر، ورئيس رئيس جمهورية أرمينيا أرمين سركسيان برزت تصورات تركز على ضرورة ربط الابتكار بالمسارات التعليمية، وإعادة تعلم المهارات التي تمكن مجتمعات اليوم من النهوض بمجال التعليم، وتوظيف الذكاء الاصطناعي في التعليم، وتطوير البرامج البحثية التي تقفر على التحديات التي يطرحها وتجيب عن الأسئلة المفترضة.
 
أي تعليم للمستقبل؟
خلال أزيد من 150 جلسة عمل سيحاول ثلاثة آلاف خبير دولي ومتخصص في التعليم ونخبة من قادة الفكر من 110 بلاد اقتراح الحلول التي ترسم مستقبل التعليم في قطر والعالم، وتحديد السلوكيات والمهارات والسمات التي ينبغي تعلمها وإعادة اكتسابها مجددا، بما يفضي إلى دمج مقاربة التعلم الشمولي، وفهم طبيعة عمل عقولنا وكيف نتعلم، والمواطنة العالمية لأجل التنمية المستدامة، والاستفادة من التكنولوجيا لتحقيق نتائج تعليمية إيجابية.
 
كما تطغى على هذه النقاشات قضايا ملحة من قبيل الاتجاهات الحالية التي تواجه التعليم ابتداء من مناقشة كيفية إعادة تعلم المهارات الوجدانية والنفسية، وتبادل الآراء بشأن ما إذا كان ينبغي تعليم الرفاهة في المدارس، وهل يجب أن تتخلص المدارس من أنظمة التقييم بالدرجات؟ وهل يجب على الطلاب التعهد بتخصيص نسبة مئوية من رواتبهم المستقبلية لتمويل تعليمهم العالي؟
 
وفي تصريح للجزيرة نت اعتبر وزير الدولة القطري حمد بن عبد العزيز الكواري أن مؤتمر وايز مبادرة تجذرت، وأصبحت تحت تصرف العالم وليس قطر فقط، وعمليات الابتكار في التعليم مستمرة، وعلى العالم مواكبتها، وهذا ما عكسه عنوان المؤتمر الذي يضعنا جميعا أمام تحديات كبرى كمسؤولين وصانعي قرار وخبراء وباحثين تربويين، معربا عن تطلعه لحصد ثمار هذه الجهود الجماعية في القريب.
 
مسؤولية مشتركة
في كلمته، نوه وزير التعليم والتعليم العالي في قطر محمد الحمادي بمشاركة جمع كبير من صانعي السياسات وقادة الفكر والباحثين وكذلك المعلمين والشباب في أعمال المؤتمر، وهو ما يراه رسالة مفادها أن التعليم ليس مسؤولية مؤسسة أو جهة بعينها، وإنما هو مسؤولية مشتركة لها تأثير على الحاضر والمستقبل.
 
وأضاف الحمادي أنه إذا كان النقاش بشأن التعليم ظل دوما يركز بشكل تلقائي على ما يجب تعليمه إلا أنه في الآونة الأخيرة استأثرت قضايا التعلم بالساحة التربوية، وبرزت طروحات حول ما إذا بات لزاما أن يعاد النظر في بعض المسلمات حول طرق التعلم، وأساليبه ومخرجاته، وذلك حرصا على عدم تجاهل المواهب.
 
وفي وقت ألمح فيه رئيس جمهورية أرمينيا أرمين سركسيان في كلمته إلى دور الذكاء الاصطناعي في العملية التعليمية مستقبلا أشار في الوقت نفسه إلى دور المعلمين الرئيسي في اكتشاف المواهب، وهنا تكمن رسالة المعلمين في تعزيزها وتنميتها، مذكرا بأن التعليم ليس متاحا للجميع، وأنه ليس بإمكان الجميع الوصول إلى الامتيازات التعليمية نفسها، حيث إن هناك العديد من المحرومين من أحد حقوقهم الأساسية.
 
وفي واقع متباين، تطرح أسئلة كبيرة بشأن التعليم، حيث من المتوقع أن تنتقل الفصول الدراسية قريبا في بعض الدول من الإطار التقليدي للتعلم إلى استخدام الروبوتات والذكاء الاصطناعي المصمم حسب الحاجة، وستستفيد نسبة كبيرة ومتزايدة من الطلبة من الروبوتات التي تتسم بالاستمرارية والمرونة، الأمر الذي أرعب المدرسين وأثر على توقعاتهم للمستقبل.
 
وفي هذا السياق، عبرت وزيرة التربية الفرنسية سابقا نجاة فالو بلقاسم في تصريح للجزيرة نت عن تطلعها لمستقبل تعليمي يشمل الجميع في العالم، إلا أنها دعت إلى ضرورة تحديث المنظومات التربوية بما يساير الثورة التكنولوجية التي نعيشها، وبحث كيفية تطوير الذكاء الاصطناعي خدمة للعملية التعليمية والتربوية، واستغلاله لتحقيق المزيد من الكفاءة لرفع جودة التعليم.
 
جائزة وايز
خلال المؤتمر، سلمت الشيخة موزا بنت ناصر جائزة "وايز للتعليم 2019" لصاحب مبادرة "هاي تك" لاري روزنستوك، وذلك لمساهماته في الارتقاء بجودة التعليم بنموذج التعلم الابتكاري الذي يساعد الطلاب على النجاح رغم خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية المتباينة.
 
وفي تصريح للجزيرة نت، عبر روزنستوك عن فخره بالجائزة، معتبرا أن تتويجه اعتراف بأنه تمكن فعلا من التأثير في مستقبل التعليم بشكل إيجابي، وهو ما سيدفعه للمضي قدما، إلى جانب باقي الخبراء والمدرسين حول العالم الذين يمتلكون شغفا كبيرا بالتعليم ويتوقون إلى تطوير مهارات طلابهم.
 
وجائزة "وايز" للتعليم هي جائزة أطلقت عام 2011 بمبادرة من الشيخة موزا بنت ناصر، وتعد أول وسام شرف من هذا النوع يحتفي بالإنجاز الفردي أو الجماعي لمن قدموا إسهامات عالمية متميزة في مجال التعليم، وتهدف إلى رفع مستوى الوعي العالمي بالدور المحوري الذي يضطلع به التعليم في كافة المجتمعات، وإنشاء منصة للحلول المبتكرة والعملية التي تساعد في التغلب على بعض التحديات التي تعترض تطويره.
 
وخلال الأعوام العشرة الماضية تمكنت الشركات الناشئة والمبادرات المدعومة من وايز من الحصول على دعم يقدر بما يزيد على 28 مليون دولار، بالإضافة إلى ذلك قدم وايز دعما لـ150 مشروعا وشركة ناشئة، واستفاد من مخرجات القمم السابقة أكثر من 245 مليون مستفيد.
 
احتفاء بالمشاريع البحثية
سيحتفي مؤتمر القمة العالمي للابتكار في التعليم هذه السنة بالمشروعات البحثية الستة الفائزة بجوائز "وايز 2019" التي تم اختيارها من بين 481 مشروعا تقدمت للمنافسة، وكذلك المشروعات التي حازت على مركز الوصافة، وذلك تقديرا وتشجيعا للمبادرات التعليمية المبتكرة في جميع أنحاء العالم.
 
وتضم المشاريع الفائزة والتي تم الإعلان عنها في سبتمبر/أيلول الماضي كلا من مؤسسة "فاميلي بيزنس فور إديوكيشن" من المملكة المتحدة، و"مدارس العالم المتحدة" التي تعمل في نيبال وميانمار وكمبوديا، ومنظمة "ميكروبت التعليمية العالمية"، ومشروع "الطفل السعيد" في البرازيل، ومشروع "أربن" لرعاية سلامة الأطفال في الهند، ومعهد "أكيلا" في رواندا.
 
كما سيتم إطلاق ثمانية تقارير بحثية جديدة تقدم رؤى مفصلة وتوصيات قابلة للتنفيذ لتحديات التعليم في دولة قطر وخارجها، وقد اشتملت هذه التقارير التي تهم التربويين وصناع السياسات وقيادات المدارس وأولياء الأمور على موضوعات، مثل نظم التعلم المحلية وسياسات اللغات ورفاه الطلاب والقيادة التربوية وتعليم المواطنة العالمية والتميز في التعليم العالي، وتنقل الطلاب الجامعيين عبر الدول، كما سيقوم مؤلفو التقارير بعرض نتائجهم ومناقشتها مع وفود المؤتمر.
 
المصدر : الجزيرة