الاحتلال يوسع عمليته العسكرية بغزة.. وحماس ترفض نزع سلاحها
الغد-نادية سعد الدين
يوسّع الاحتلال عمليته العسكرية العدوانية في مدينة غزة لدفع سكانها الفلسطينيين على مغادرة أراضيهم، دونما فائدة، بينما يواصل رئيس الحكومة المتطرفة بنيامين نتنياهو عرقلة المسار السياسي بالتزام الصمت حيال مقترح الوسطاء الذي وافقت عليه حركة حماس، مقابل اشتراط نزع سلاح المقاومة لإنهاء حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة.
وقرر جيش الاحتلال توسيع العملية العسكرية العدوانية على أطراف وداخل مدينة غزة، بما يشمل تدمير البنية التحتية وهدم أبراج سكنية، في ظل تصاعد الانتقادات الدولية ضد الكيان المحتل ومطالبته بوقف إطلاق النار في القطاع.
وفي حين تشير التقديرات العسكرية داخل الكيان المُحتل بأن احتلال مدينة غزة قد يستغرق عاماً كاملًا، إلا أن "نتنياهو" يدفع باتجاه إقامة آليات جديدة لإنهاء الحرب في أسرع وقت، بعد تحقيق أهداف "القضاء على حماس، واستعادة جميع الأسرى، وضمان ألا تشكل غزة تهديدًا للكيان المحتل"، وفق مزاعمه.
إلا أن حركة حماس أكدت أن المقاومة وسلاحها حق مشروع لا تنازل عنه إلا بقيام دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة.
وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، باسم نعيم، أن الحركة مستعدة للانخراط في هدنة طويلة الأمد، وجاهزة للذهاب إلى صفقة شاملة يطلق فيها سراح جميع أسرى العدو مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، وتنهي الحرب وتؤدي إلى انسحاب شامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة.
وأكد انفتاح الحركة على أي أفكار أو مقترحات من شأنها تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب شامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وضمان دخول المساعدات الإنسانية دون شروط، إلى جانب التوصل إلى صفقة تبادل أسرى حقيقية عبر مفاوضات جادة يجريها الوسطاء.
وفي نفس السياق، قال القيادي في حركة حماس، محمود المرداوي، إن حكومة الاحتلال تواصل صمتها عن مقترح الوسطاء الذي وافقت عليه الحركة، مشيراً إلى أن "نتنياهو "لا يريد أي نوع من المفاوضات، ويتعمد تجميد المفاوضات ويضع العراقيل أمام كل المحاولات المبذولة للتوصل إلى اتفاق.
وأضاف المرداوي، في تصريح له أمس، أن "حماس" متمسكة بالمقترح الذي قدمه الوسطاء لوقف إطلاق النار بتاريخ 18 آب (أغسطس) الماضي، كما ترحب بأي عرض جديد يلبي محددات إنهاء الحرب في قطاع غزة، لافتاً إلى أن موقف الحركة ثابت في السعي نحو وقف العدوان وتخفيف معاناة الفلسطينيين.
وكان وفد حماس قد اختتم، مساء أول من مس، "زيارة إلى مصر، ضمن جهود العمل من أجل إنهاء حرب الإبادة على قطاع غزة ووقف تصاعد العدوان الصهيوني في الضفة الغربية والقدس المحتلة"، وفق تصريح صادر عن الحركة.
وقالت الحركة، في تصريح لها أمس، إن "الوفد التقى فصائل فلسطينية ومؤسسات المجتمع المدني وشخصيات فلسطينية ورجال أعمال في القاهرة، بهدف تعزيز التشاور وتطوير العمل المشترك ورسم خريطة طريق وطنية، إلى جانب التأكيد على أن وحدة الموقف والميدان هي الضمانة لإنهاء الحرب وتعزيز الصمود".
وأضافت إن الزيارة "جاءت تزامناً مع تصاعد جرائم الاحتلال في قطاع غزة وتزايد سياسة التدمير والتهجير الممنهجة، وذلك في إطار الخطط الصهيونية لإعادة احتلال مدينة غزة واستمرار الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين".
وأشارت إلى أن "الفصائل الفلسطينية اتفقت على استدامة البحث عن سبل إنهاء الحرب وإسناد صمود أهالي قطاع غزة، ومواجهة ما تتعرض له الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلى جانب تعزيز العمل المشترك لإدارة المعركة، ورسم خريطة طريق وطنية لما بعد الحرب".
وفي الأثناء، يواصل الاحتلال عدوانه ضد قطاع غزة، والذي أدى لارتقاء 87 شهيداً، منهم 4 شهداء تم انتشالهم من تحت الركام و409 إصابات جديدة، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، وفق وزارة الصحة الفلسطينية بغزة.
وأفادت "الصحة الفلسطينية"، في تصريح لها أمس، بأن حصيلة عدوان الاحتلال ارتفعت إلى 64,368 شهيدًا و162,776 إصابة منذ السابع من أكتوبر للعام 2023.
بينما ما يزال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة، مبينة أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس الماضي بلغت 11,911 شهيدًا و50,735 إصابة.
وقالت "بلغ عدد ما وصل إلى المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية من شهداء المساعدات 31 شهيدًا و132 إصابة، ليرتفع إجمالي شهداء لقمة العيش ممن وصلوا المستشفيات إلى 2,416 شهيدًا وأكثر من 17,709 إصابة".
وسجلت مستشفيات قطاع غزة، خلال الساعات الـ24 الماضية، 5 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية من بينهم 3 أطفال، ليرتفع العدد الإجمالي إلى 387 حالة وفاة، من ضمنهم 138 طفلًا.