عمان - الدستور - خالد سامح - عشر سنوات مرت على إطلاق الجمعية الملكية الأردنية للفنون الجميلة مشروع «المتحف المتنقل» والذي يهدف الى نشر الثقافة البصرية الابداعية بين الأطفال والشباب وتعريفهم بالمنجز الفني محليا وعربيا وعالميا، وذلك عبر زيارات دورية تنطلق صباح كل ثلاثاء لتجوب في القرى والبوادي والمخيمات وأحياء المدن.
عجلون..محطة احتفالية
الثلاثاء الماضي حط المتحف المتنقل رحاله في مركز عبين وعبلين الثقافي للشباب بمحافظة الشباب واحتفت الزيارة بالذكرى العاشرة لانطلاق المشروع صيف العام 2009، حيث نظمت ورشة رسم لثلاثين يافعاً من الجنسين، وبحسب المشرف على المشروع الفنان التشكيلي سهيل بقاعين فقد استمرت الورشة لساعات أنجز خلالها المشاركون لوحات تشكيلية مختلفة بمضامينها وتقنياتها، كاشفا عن مواهب جيدة في الرسم والتشكيل لدى الجيل الحالي من الشباب في الأردن.
كما قدم بقاعين خلال الزيارة شرحا وافيا حول أهمية مشروع «المتحف المتنقل» وبرامجه ومنجزاته على مدى عقد من الزمن.
وأكد بقاعين في حديث لـ»الدستور» أن الزيارة جاءت بتنسيق مع مدير ثقافة عجلون سامر فريحات وعدد من الفعاليات الاجتماعية والثقافية في المحافظة، وتابع « عشر سنوات من الانجازات التي نفخر أننا حققناها، المتحف المتنقل جاب عشرات القرى وزار مناطق نائية وعرف آلاف الأطفال والشباب اليافعين بماهية الفن التشكيلي وأثره في إغناء حياتنا ثقافيا ومعرفيا»، مشيرا الى أن الجولات تتضمن عرض نخبة من الأعمال الفنية التي يقتنيها المتحف لكبار الفنانين الأردنيين، كذلك تعليم الأطفال فنون الرسم، واطلاعهم على مدارس الفنون التشكيلية المختلفة وتطورها عبر الزمن كالواقعية والتعبيرية والانطباعية والتجريدية وغيرها، ويوفر المتحف المتنقل للطلاب الذين يزورهم أدوات الرسم كافة من لوحات وألوان مائية وزيتية وأكريليك وأقلام تخطيط وغيرها.
اتفاقيات تعاونية
وعقد المتحف المتنقل على مدى العشر سنوات الماضية اتفاقيات تعاون مع عدد من المؤسسات المحلية والدولية، أبرزها تعاونه مع مشروع تطوير السياحة المستدامة لتعزيز النمو الاقتصادي الممول من الوكالة الأميركية للتنمية الدولية، لتشجيع الشباب على الإقبال على وظائف في قطاع السياحة والفندقة مع تعلّم مهارة الرسم في الوقت ذاته. حيث نظمت مسابقة شارك فيها أكثر من ألف ومائة طالب وطالبة من 12 منطقة نائية في المملكة، ضمت عجلون والطفيلة والبترا والكرك والسلط ومادبا والزرقاء والاغوار والعقبة واربد، وتم تقييم رسومات الطلبة التي أعدوها خلال ورش العمل الفنية من قبل لجنة متخصصة، ووزعت جوائز على الطلبة الفائزين.
فكرة غير مسبوقة
مدير عام المتحف الوطني للفنون الجميلة د. خالد خريس، يقول: ان فكرة المتحف المتنقل غير مسبوقة وريادية في المنطقة، لافتاً إلى أن المشروع يأتي في صلب فلسفة المتحف الرامية إلى تعزيز الوعي بالثقافة التشكيلية، والتوجه بها إلى أوسع قطاعات المجتمع، وأشار إلى أن المتحف وضع خطة مكنته من تغطية محافظات المملكة كافة، مبيّناً أن المشروع من شأنه دعم مفهوم الفن، وتعزيز أهمية الثقافة البصرية في المجتمع، ورأى أن المتحف سيسهم في تجسير الفجوة بين الفن والناس، معتبرا أن ذلك من شأنه أن يكون محفّزاً للمؤسسات الرسمية والأهلية لمزيد من الاهتمام بالفنون التشكيلية وثقافتها البصرية.
مسيرة الإبداع الفني
أسست الجمعية الملكية للفنون الجميلة في عمان عام 1979م، وقد قامت الجمعية بتأسيس المتحف الوطني الأردني للفنون الجميلة الذي افتتح عام 1980م، في عمان ـ جبل اللويبدة ليحقق الأهداف التالية: تبادل وإقامة المعارض بين المتحف الوطني والمتاحف العالمية والمؤسسات الأخرى في أمريكا وأوروبا والبلدان العربية للتعريف بالفن الأردني والعربي والإسلامي. إقامة ندوات ومحاضرات ومؤتمرات ومهرجانات وورشات عمل في الأردن، والاشتراك في الندوات والمؤتمرات الفنية العالمية.
ابتدأ المتحف بمجموعة لا تتجاوز 50 عملا فنيا، وصلت حاليا إلى حوالي 2000 عمل تمثل إنتاج 520 فنانا من 43 دولة عربية وإسلامية. ولقد نظمت الجمعية أكثر من 160 معرضا في عمان بالتعاون مع المؤسسات الفنية والحضارية في أوروبا وأميركا مثل مركز بومبيدو في باريس، ومتحف فكتوريا والبرت في لندن، ومتحف التاريخ والفن في جنيف، ومتحف جامعة هارفارد للدراسات السامية، كما أعارت المتاحف التركية ومتحف الفن الحديث في القاهرة مجموعات خاصة لعرضها في المتحف الوطني في عمان.ولقد أقامت الجمعية الملكية للفنون الجميلة معارضا لأعمال مميزة من مجموعتها الفنية في كل من فرنسا وتركيا وبولندا وبريطانيا وغيرها من الدول.