عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    03-Jul-2020

قبل إيداعه الأرشيف القومي الأمريكي: هكذا يبدو المرمى مفتوحاً أمام نتنياهو - بقلم: إسرائيل كهانا

 

مرت خمسة أشهر منذ إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب باحتفال في واشنطن بأن “الاعتراف (بخريطة السيادة) قد يتم بشكل فوري”. لقد عقدت 30 جلسة حكومية منذ وعد بنيامين نتنياهو بأن “قرار السيادة سيقر في الجلسة الحكومية القريبة المقبلة”. مر 67 يوماً منذ التوقيع على الاتفاق الائتلافي الذي قيل فيه إن “رئيس الوزراء قد يطرح التوافق الذي يتم مع الولايات المتحدة في موضوع بسط السيادة ابتداء من 1/7/2020 لإقرار الحكومة أو الكنيست”. أجريت محادثات عديدة بين نتنياهو، وغانتس، وأشكنازي، والسفير فريدمان، والمبعوث باركوفيتش، والمستشار كوشنير، وغيرهم وغيرهم من أصحاب المناصب وأصحاب القرارات. اقتراحات طرحت وشطبت، خرائط قدمت وعدلت، مظاهرات نشبت وصمتت، وهتافات مؤيدة اسمعت واختفت.
 
شيء واحد فقط لم يحصل بعد… السيادة لم تبسط بعد. لم تتحقق عود ترامب ونتنياهو.
 
 بقيت الوعود في الهواء؛ فمنذ الشتاء، وقف مستشار وصهر الرئيس جاريد كوشنر ضد الخطوة فور الاحتفال. سلسلة من الأخطاء وسوء التفاهم أدت إلى الخلل إياه. إسرائيل والإدارة على حد سواء فعلتا كل ما في وسعهما منذئذ لطمس الأزمة، ولكنها تحوم في الخلفية.
 
يقول نتنياهو منذئذ لكل من هو مستعد للسماع، بأنه لن يتنازل عن السيادة، ودليل ذلك إدخالها إلى الاتفاق الائتلافي وعمله على تنفيذها. بالمقابل، فإن خطوات إدارة ترامب مفهومة أقل. لم تصدر لإسرائيل بطاقة حمراء، ولكنهم في البيت الأبيض “يريدون القيام بالخطوة بالشكل الصحيح”، مثلما درج على القول هناك. أما عملياً، فإن كوشنر ورجاله يطرحون مصاعب جديدة في كل مرة.
 
في البداية، كان هذا طلب الإجماع بين عناصر الحكومة، مما يمنح حق الفيتو لـ”أزرق أبيض” (لماذا في واقع الأمر؟ ما شأنهم في أن يكون هناك إجماع في إسرائيل؟). بعد ذلك، كان الطلب من إسرائيل القيام ببوادر طيبة تجاه الفلسطينيين، وهو ما لم يكن موجوداً في الخطة (أي العودة إلى ذاك النمط الفاشل من إرضاء للطرف الرافض وتعويضه، وبشكل يتعارض تماماً مع المنطق الداخلي لخطة ترامب). مرة ثالثة، كان هذا إسناداً لبيني غانتس رغم تراجعه عن تأييده للخطة. وللتذكير: بينما كان يقف إلى جانب الرئيس ترامب في الشتاء، تبنى غانتس “رؤيا الازدهار والسلام”. أما هذا الأسبوع، فقد أجلها رئيس الوزراء البديل إلى “ما بعد كورونا”. كان يلزم أن يحتج مندوب الرئيس على رفض خطته، ولكن هذا لم يحصل إذ صمت البيت الأبيض. فهل يوجد أمامنا محور “البيت الأبيض – أزرق أبيض”؟
 
مهما يكن من أمر، فالاستنتاج الواجب هو أن إدارة ترامب تبحث عن سبل للتحرر من الخطوة التي وضعتها هي نفسها ومن الوعود التي أطلقها الرئيس وسفيره. هذا خطأ جسيم من جانب الإدارة، وذلك لأن التملص من السيادة سينقل خطة ترامب إلى المكان الذي تنزل فيه كل الخطط الأمريكية السابقة – الخزائن المغبرة في الأرشيف القومي الأمريكي.
 
في كل الأحوال، فإن السطر الأخير هو أن الوعود يجب أن تنفذ. ثمة شخصية عامة واحدة تعهدت للناخبين الإسرائيليين بتنفيذ السيادة. يدور الحديث عن ذاك الرجل الذي له حق أخلاقي وواجب تاريخي وقدرة قيادية، لمطالبة إدارة ترامب بالإيفاء بوعودها والتنفيذ الآن لما قد لا يكون ممكناً تنفيذه في عشرات السنين المقبلة. يا رئيس الوزراء نتنياهو، كرة السيادة في ملعبك وهذا هو الوقت لتسجيل الهدف.
 
 إسرائيل اليوم