عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-May-2019

لننتصر علی الجوقة - بقلم: د. رویتل عمیران
معاریف
 
جرت في منتھى السبت في تل ابیب إحدى المظاھرات الكبرى والحادة في اسرائیل. طوابیر طویلة
من السیارات امتدت نحوھا في منطقة الوسط والاكتظاظ من شارع ابن غبیرول وعلى طول شارع
شاؤول الملك بالكاد أتاح التحرك والتنفس. فقد أمت الجماھیر المدینة كي تقول للاغلبیة الحاكمة ان
انتصارھا في الانتخابات لا یشكل ضوء أخضر لتفعل كل ما یحلو لھا. غیر أن المظاھرة لم تحظى
بالتغطیة المناسبة في وسائل الاعلام التي حاولت في معظمھا التقلیل من أھمیتھا ومن حجمھا.
وانضمت الى ادارة الظھر من جانب وسائل الإعلام جوقة متحدثي الیمین التي حاولت التشكیك
بشرعیة الاحتجاج. ھؤلاء واولئك على حد سواء یعملون الان كحركة كماشة لوقف روح المظاھرة.
لقد بدأت محاولة قمع یوم الجمعة الماضي، عندما جلس غادي طؤوب في استدیو الاخبار في القناة
13 ووبخ المراسل سیفي عوفادیا على أنھ یبلغ عن الحدث. وفي الغداة في استدیو قناة 12 اختار
استراتیجیة الھزء كي یحاول اخراج الروح من الاحتجاج. في اثناء المظاھرة نفسھا غطتھا القنوات
المركزیة بتقنین، وكأنھا حدث طفیف ولیس توحیدا لقوى كل كتل المعارضة في إسرائیل. وبلغ
مراسلو الاذاعات المختلفة عن الفي مشارك فقط.
الى جانب الانشغال بحجم المظاھرة كانت محاولة متوقعة من متصدري الرأي الیمینیین للتشكیك
بمنطقھا. فمبعوثو الیمین الى التلفزیون والى الشبكات (طؤوب، یعقوب بردوغو، ایرز تدمور
وغیرھم) حاولوا ان یبیعوا للجمھور بان الموضوع الرئیس لیس انفلات نتنیاھو من المحاكمة بل
فقرة التغلب والحاجة الى التوازن بین السلطات. وعن السؤال لماذا في اثناء نحو 10 سنوات لم
یعنى حكم الیمین لرئیس الوزراء بذلك لم یعرفوا كیف یجیبون. ولا على سؤال لماذا موضوع ھام
بھذا القدر، یتطلب بحثا موضوعیا ومعمقا، اصبح فجأة ملحا وملزما للدخول في صیغة معینة الى
الاتفاقات الائتلافیة.
حتى لو كان یمینیون مثل لیمور لفنات وبني بیغن لم یشاركوا في المظاھرة، فان المبدأ الذي وجھھا
لیس بعیدا عن المبدأ الذي یوجھھم ھم ایضا: رئیس الوزراء لا یحق لھ أن ینشر الفرع الدیمقراطي
الذي بفعلھ انتخب. ھذا المبدأ مشترك بین بعض من اعضاء الائتلاف المتبلور مثل روعي فولكمان،
موشیھ كحلون، یوفال شتاینتس وجدعون ساعر، والذین لاعتبارات سیاسیة جبانة یكذبون على
انفسھم ویتعاونون مع خطوات نتنیاھو الھدامة.
امام التحدیات على المعارضة ان تواصل الوقوف متراصة الصفوف والا تستسلم امام محاولات
تفكیكھا. في نھایة الیوم سنجد ان كل محبي الدیمقراطیة، من الیمین ومن الیسار، سیشكرونھا.