عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Feb-2019

تيارات سياسية.. هذه رؤية الملك - صدام الخوالده

الراي - تحدث جلالة الملك مراراً عن تطلعه لأن يرى اتجاهات سياسية تمتلك قواعد شعبية واسعة توصلها إلى البرلمان وتشكل الحكومات وهذا بطبيعة الحال يمثل تعبيرا حقيقيا عن ارادة سياسية من رأس الدولة في سبيل الوصول للانتقال والتحول بطريقة ممارسة الشعب لادواره السياسية في الدولة وعلى رأسها طريقة ومنطلقات الاختيار لممثليهم في البرلمان.

لا ننكر صعوبة تحقيق هذا التحول على صعيد المجتمع الأردني الذي ما زال التوجه الوحيد الذي يحكم خياراته السياسية هو العشيرة مع وجود قناعة لدى الكثيرين منا بأن تحولنا إلى اتباع خيارات أخرى للمشاركة السياسية بات حاجة مهمة لنا إذا اردنا تحقيق النهضة لبلدنا وعلى رأس تلك الخيارات العمل الحزبي وتوجيه المجتمع سياسيا ولكن تبقى معضلة من يسبق من ومن يأتي قبل الاخر بمعنى هل يحقق ذلك خيار الدولة وارادتها السياسية العليا لوحدها من خلال إيجاد الأرضية المناسبة تشريعيا أو يفرض الشعب خياراته من خلال الضغط بهذا الاتجاه والسؤال الاهم هنا هل الشعب بجميع مكوناته جاهز لهذا التحول بمعنى أن يتخلى عن إطار العشيرة كمنطلق لاختياراته السياسية.
و حتى يكون لدينا مجتمع يحمل توجهات سياسية واتجاهات نعرفها ونراها في مختلف التجارب و الديمقراطيات في العالم وبالمناسبة تسييس المجتمع وجعل الشعب ذا توجهات سياسية يتطلب بناء ثقافة مجتمعية سياسية و لا يعني ذلك أن يكون كل الشعب منتسبا لأحزاب بعينها دون أخرى فالقضية ليست ابدا بتأسيس هذا العدد من الاحزاب التي لا تختلف عن بعضها البعض الا بالأسماء البراقة التي تذكرنا بشعارات يطرحها المرشحون للانتخابات ولا يطبقون منها شيئا.
في ندوة قبل سنوات تحدث رئيس الوزراء الأسبق معروف البخيت ان إنتاج ممارسة سياسية يقوم بها الشعب بالمعنى الذي شرحناه آنفا يحتاج لعقد إلى عقدين من الزمان على اقل تقدير لكن علينا أن نبدأ اليوم قبل غد لنصل إلى ما نريد ويمكن لنا أن نحقق ذلك بالتدرج بتطوير قوانين الانتخاب مستثمرين تجربتنا الديمقراطية والإصلاحات التي تمت في المملكة مع وجود الإرادة السياسية للدولة ويبقى تحفيز إرادة الشعب التي ربما انها إلى اليوم ما تزال لديها اسبابها العالقة بالاذهان من عدم جدية الأمر مدفوعة بما في العقلية التقليدية للدولة الريعية وانها هي من يجب أن تبدأ بكل شيء وتدفع المواطن اليه وحتى وان كان ذلك الأمر هو حق للمواطن نفسه.
استمعنا قبل أيام إلى أفكار جيدة نظريا من وزير الشباب حيث تحدث عن اكاديميات لبناء الثقافة السياسية وأتمنى أن يضاف عليها ثقافة مجتمعية لان الامر تحول مجتمعي يؤدي إلى تحول في التوجه السياسي وهذه البرامج تستهدف الشباب والاجيال الناشئة بانتظار طريقة التطبيق على أرض الواقع وهنا لا بد من الإشارة إلى ضرورة أن يتحول هذا الجهد إلى مشروع دولة ومجتمع تشارك فيه اكثر من جهة على رأسها الشباب والثقافة و التنمية السياسية والتربية والتعليم العالي ولا ننسى مؤسسات المجتمع المدني وهنا يمكننا أن نعلن نقطة البداية التي لن تكون من الصفر بل نستند إلى رصيد جيد من ممارستنا السياسية والديمقراطية في الأردن لتحقيق تطلعاتنا و تطلعات جلالة الملك الذي لا يسعده كثيرا ان نبقى نردد ما يقوله من افكار وتوجهات ورؤى دون تطبيقات عملية وممارسات حقيقية نصنعها لنا ولاجيالنا القادمة.
Sad_damesr83@yahoo.com