عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Jul-2019

سحاب مدينة منكوبة بيئيًا! - محمد داودية

 

الدستور -كان سؤال «الأردن الى أين ؟!» هو احد الاسئلة التي ترددت في اللقاء الحواري الذي اقامه «ملتقى متقاعدي جنوب شرق عمان العسكريين» في مقره بسحاب، مساء امس الأول، بمشاركة نخبة من القيادات العسكرية المتقاعدة والسياسية والأكاديمية.
ومن تجربتي واتصالي وتفاعلي، مع الجنرالات والضباط المتقاعدين، فانني اسجل ان الجيش والأجهزة الأمنية، تغني الحياة العامة في بلادنا، بكفاءات نادرة سياسية وتقنية وادارية، غاية من النضج والوعي والحيوية والمسؤولية.
والملاحظ ان المحاور او المحاضر في الندوات، غالبا ما يكون هو «المسؤول عن الخطايا والأخطاء التي تم ارتكابها في هذا المرفق او ذاك» !!. باستثناء الندوات مع ابنائنا المتقاعدين العسكريين. 
ما كان منصفا ولا عادلا، أن يقف المتحدث في حضرة القامات والمقامات، التي تزخر بها سحاب وقفة المحاضر ! 
في هذه البقعة السامقة، عالية الوطنية والإنتماء والولاء، المهمشة والمظلومة إلى حدود مريعة ومريبة، مشكلات تحتاج الى برنامج معالجة وطني خاص وعاجل لآثارها المدمرة.
حدثني مازن الساكت عندما كان مستشارا في وزارة المياه، ان لجنة تثبيت مشاريع وزارة المياة لعام 1994، طلب منها تخفيض بعض المشاريع، وكلما حاولت تخفيض مشروع في محافظة ما، ينبري ابن تلك المحافظة مدافعا، فيوقف مد اليد إلى محافظته !! فذهب التوجه إلى ظلم المحافظات التي لم يكن لها حضور في اللجنة، وكانت محافظة الطفيلة !! التي تولى الساكت النطق دفاعا عنها، وحفظ حقوقها من الجور والتعدي !!
يبدو أن الكارثة البيئية المستمرة والمتفاقمة في سحاب، تندرج تحت عنوان غياب الأصوات التي تحمل هموم سحاب وتنتصف لها، أو اعطوني سببا غير ذلك !!
يوم الثلاثاء 27 أيار 2014 زار وزير البيئة الأسبق طاهر الشخشير مدينة سحاب ووصفها بالمدينة المنكوبة بيئيا لهول ما راه. مرت 5 سنوات ولم تفعل الحكومات شيئا لإنقاذ المدينة المنكوبة.
الأردن إلى أين، هو السؤال الذي يحمل دلالات الحرص والإنتماء. وهو السؤال الذي يصدر عن أبناء الوطن المنتمين، الذين لا يخطر الغدر والمغادرة على بالهم.
الأردن الى الإنفراجات السياسية والإقتصادية بلا ادنى شك. 
فها نحن نوشك على الخروج من سنوات الحصار العجاف، بفعل الوعي والرشد المتبادل بين القيادة والشعب، الرشد الفاتن الذي درأ عنا ما لم تتمكن الأنظمة الثورية من تفاديه. 
الرشد الذي أبطل مفعول المغامرين والهدامين وعزلهم.
والماء من شكل الإناء !!.