عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Jan-2019

أسبوع أردني وعمّانيٌ بامتياز*أحمد الحوراني

 الراي

لم يكن الأسبوع الذي مضى أسبوعاً اعتيادياً لدرجة يمكنني القول معها أن الأردن بقيادة جلالة الملك قد ناب عن الأمة العربية جمعاء في السعي نحو تحقيق الهدف العام المشترك في إعادة اللحمة والوئام للبيت العربي كاملاً دون غياب أي كان، فعمّان عاصمة الوفاق والاتفاق ما زالت مثلما كانت تجمع ولا تفرق وتوفّق ولا تنفر ولا تبحث إلا عن كل ما من شأنه تقوية دعائم الوحدة العربية من المحيط إلى الخليج وهو الهدف الرئيسي الذي بقي ثابتاً في سفر وعقيدة الهاشميين منذ انطلقت راية الثورة العربية الكبر قبل نحو قرن وزيادة من الزمن.
 
الحراك السياسي والدبلوماسي المكثف الذي قاده جلالة الملك كان ملفتاً وواضحاً وتمخض عن لقائه بزعيمين عربيين لهما ولبلدهما ثقل سياسي واقتصادي كبير، فاستقبال جلالته للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أكد مجدداً حرص المملكة على التنسيق مع القيادة المصرية وترجم رغبة القيادتين بتفعيل وتوسيع آفاق التعاون المشترك بما يحقق مصلحة البلدين الشقيقين ليشمل مجالات اقتضتها التطورات التي فرضت نفسها على الواقع كالطاقة والمياه والاتصالات وسواها ناهيك عن التلاقي في وجهتي نظر البلدين في البحث عن سبل للخروج من الأزمات والقضايا الماثلة أمام الأمة لاسيما القضية الفلسطينية.
 
وعلى صعيد متصل جاءت الزيارة التي وصفت بالتاريخية لجلالته إلى العراق، البلد الذي يمثل النافذة الشرقية للمملكة الأردنية الهاشمية وما الأهمية المحلية والعربية والإقليمية التي اكتسبتها زيارة جلالة الملك إلى عاصمة الرشيد إلا دليل على ما يُعوّل على العراق كرئة يتنفس منها الأردن تارة والعراق تارة أُخرى، وهو ما أعرب عنه الجانبان في أن يتسع مجال التعاون ليشمل أيضاً المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية إذ لا يخفى على أحد حجم الاستثمارات التي يقوم بها رجال أعمال عراقيون في عمان منذ سنوات مما كان له أثر بالغ في تحقيق رفعة ونمو اقتصادنا الوطني وهو جُلُّ ما يسعى قائد الوطن إلى تحقيقه.
 
ولئن كان الأردن بقيادة جلالة الملك يسعى لتحقيق مصالحه العليا وهو أمر مشروع وغاية نبيلة خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تمر بها المملكة التي تحملت تبعات الربيع العربي وأرتال اللاجئين من أكثر من دولة، فإنه لا يتخلى عن دوره في بذل جهوده المخلصة الرامية إلى تنقية الأجواء العربية، وتجاوز ما بين الأشقاء العرب من خلافات آنية عابرة، وهو ماضٍ في دعم مؤسسات العمل العربي المشترك، من أجل توحيد جهود الأمة وموقفها، تجاه قضاياها المصيرية، وحشد طاقاتها في إطار من التعاون والتكامل، من أجل مستقبل أفضل لأجيالها القادمة.
 
وفي ضوء ما سبق من الحديث عن حراك وجدول ملكي حافل أساسه البحث عن كل فرصة تؤدي إلى تحسين مستوى معيشة المواطن الأردني فإننا على يقين وثقة بأن الأردن يسير في الاتجاه الصحيح وهو اتجاه تؤكده عمق نظرة جلالة الملك في تعزيز العلاقات الأردنية العربية المتوازنة التي قامت على أسس راسخة من المودة والاحترام والثقة المتبادلة والتعاون الكامل وعدم التدخل في شؤون الآخرين، فالأردن وكما قال جلالته «لا يعتز بشيء أكثر من اعتزازه بانتمائه لأمته العربية، وحرصه على النهوض بواجبه تجاه قضاياها العادلة، وتوحيد كلمتها، وحشد طاقاتها من أجل المستقبل، الذي يليق بتاريخها، ودورها الحضاري والإنساني العظيم».
 
إذاً، حُقّ لنا في الأردن أن نباهي بقيادتنا التي جعلت من عمان عاصمة الوئام والسلام والانسجام بين أمة العرب، وإذا كان الشهر الأول من هذا العام قد شهد هذا النوع والكم من تحرك ملكي له دلالاته ومعانيه فإن القادم يبشر بالأفضل لما فيه خير الوطن والمواطن.
 
ألا بوركت جهودكم يا صاحب الجلالة