دراسة توصي باستمرار الجھود لضمان حقوق الكبار بحیاة كریمة وصحیة وآمنة
دیمة محبوبة
عمان-الغد- یرن المنبھ مشیرا إلى الخامسة صباحا، یصحو متحمسا، یلعب ریاضة خفیفة، یشرب العسل مع الماء، یتناول فطوره، ثم یستعد للانطلاق من البیت.
ھذه العادات الیومیة لا تعدو كونھا روتینا قد یكون ”مملا“ في بعض الأحیان، لكنھ بالنسبة إلى أحمد مسعد (76 عاما)، ھو إكسیر الحیاة، ودافع كي یبقى على قید المعیشة الیومیة والإنتاج.
مسعد، على الرغم من كبر سنھ، إلا أنھ یرفض الجلوس في البیت، مریضا، أو حزینا أو مھزوما، فقد ”صارع“ الحیاة كثیرا، ویرفض الاستسلام في ھذا الوقت بالذات، لذا فإنھ ما یزال یعمل وینتج في حیاتھ من خلال مشروعھ الخاص الذي یشرف علیھ بشكل مباشر.
ما یفعلھ مسعد من دون ترتیب أو تنسیق، ھو جزء مما تفعلھ منظمة ”ھیلب ایج انترناشونال“، وھي شبكة عالمیة من المنظمات التي تروج لحقوق كبار السن لعیش حیاة كریمة وصحیة وآمنة.
وتقول مدیرة ”مشروع عدم ترك أحد خلفنا“ في الأردن ستیفاني یوسف، الذي یندرج تحت ”ھیلب ایج انترناشونال“: ”لا یقف العمر في وجھ الطموح وإثبات القدرة على العیش، لكن من الممكن أن تختلف الوسائل التي تجعل من الشخص قادرا على العیش ضمن أي فئة عمریة یصل لھا“.
وتؤكد أن من یعتقد أن كبار السن انتھت قدرتھم على العمل أو الاندماج في المجتمع وتقدیم خبراتھم ووضع بصمة لھم في الحیاة یكون أخطا؛ إذ تعمل المنظمة الدولیة لمساعدة المسنین على تغییر ھذا التفكیر.
وتسعى یوسف إلى إیجاد عالم یحترم كبار السن ویرعاھم ویوفر خدماتھم فیحصلون على دخل یلیق بھم، ویستطیعون الاستمتاع بصحة وجودة حیاة ممكنة، والشعور بالأمن والأمان، والحریة وعدم التمییز أو الإساءة.
ولأجل ھذا السبب، أطلقت ”ھیلب ایج انترناشونال“ دراسة تبحث ملف كبار السن في الأردن مؤخرا، بعنوان ”تجارب ومخاطر إدماج كبار السن الأردنیین واللاجئین السوریین“.
وتھدف الدراسة التي أجریت بالتعاون مع منظمة ”iMMAP ”إلى المساعدة على تحقیق فھم أوسع ورفع الوعي حول المخاطر والتجارب المحددة لكبار السن في الأردن سواء كانوا مواطنین أردنیین أو لاجئین سوریین.
وتضمنت الدراسة، المخاطر الصحیة والمخاطر النفسیة وتحدیات الحمایة، والمخاطر الاقتصادیة التي تواجھ كبار السن، والمأوى والمیاه والنظافة.
وتوضح یوسف أن الجھات المعنیة أوصت بأھمیة استمرار الجھود المبذولة للترویج لحقوق كبار السن في الأردن، ولترویج السیاسات التي تدعم المحافظة على حقوقھم، ورفاھیتھم وترتیب
الأولویات والالتزام لبناء المزید من المراكز الصحیة الحكومیة الشاملة من أجل تلبیة احتیاجات العدد الكبیر من كبار السن بشكل أفضل. كذلك، ترتیب أولویات توزیع الموارد الحكومیة للبرامج التي تدعم المواطنین الأردنیین ذوي الدخل المنخفض وبذل الجھود لمحاربة التمییز المبني على العمر.
ویقول ناصر سعید (68 عاما)، الذي یشترك في برامج المنظمة، إنھ یتطوع في أعمال الجمعیة، وھو الأمر الذي جعلھ یشعر براحة نفسیة، وأشعره بأنھ ما یزال منتجا وذا قیمة في المجتمع.
ویشیر في الوقت ذاتھ إلى الرعایة الصحیة التي یتلقاھا ھو وأعضاء الجمعیة، من خلال الفحوصات الدوریة، إضافة إلى الصداقات الجدیدة التي یكونھا من خلال الجمعیة باستمرار.
ویروج مشروع منظمة ”ھلیب إیج“، لنظرة إیجابیة تجاه كبار السن في المجتمع والبدء بدمج كبار السن ضمن البرامج لتحدید حقوقھم كأولویة مھمة عند تطویر الخدمات وتوظیف معاییر الشمول الإنسانیة (HIS (في تطویر البرامج لضمان حصول كبار السن على إمكانیة الوصول العادل للخدمات.
وأیضا یعرف كبار السن بحقوقھم والقنوات المناسبة لمشاركة تغذیتھم الراجعة وتطویر البرامج لمحاربة الوحدة وتشجیع المشاركة المجتمعیة لكبار السن، من خلال الحوار مع الذین یوفرون الرعایة لأفراد عائلاتھم الأصغر سناً ضمن شبكتھم الأسریة.
إلى ذلك، الاعتراف بحقوق كبار السن في الحصول على المساعدات الإنسانیة والحمایة، وضمان المحافظة على ھذه الحقوق من خلال توفیر التمویل المناسب للعمل الخاص مع كبار السن، وضمان أن تكون جمیع البرامج الإنسانیة شاملة لجمیع الأعمار. وتحدید كبار السن كفئة ّقیمة وتخصیص التمویل لتلبیة احتیاجاتھم بشكل خاص.
ومن الجدیر بالذكر أن ھذه الفعالیة تنفذ ضمن أنشطة ”مشروع عدم ترك أحد خلفنا“ الممول من
الحكومة الألمانیة من خلال ”مركز المعرفة والمصادر“ في الأردن التابع لمنظمة ”ھیلب ایج انترناشونال“ الذي یحرص على تنفیذ ودعم المبادرات الشاملة في مجال الصمود والتماسك الاجتماعي لتعزیز القدرة على التكیف مع العمر.