عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    16-Sep-2025

"نتنياهو" يعود لمزاعم "تغيير وجه الشرق الأوسط" من ثنايا حرب غزة

 شهداء بتصعيد عنيف للاحتلال.. واستهداف عشرات المباني والأبراج

الغد-نادية سعد الدين
 عاد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مرة أخرى إلى مزاعم هدفه الأساس بتغيير وجه الشرق الأوسط من بين ثنايا حرب الإبادة الجماعية التي يواصل شنها ضد قطاع غزة، على وقع مبادرة أميركية جديدة لاستئناف المسار التفاوضي تم إطلاقها من القدس المحتلة خلال جلسة مباحثات أميركية صهيونية لخطة ضم الضفة الغربية.
 
 
ويدعي نتنياهو أن حربه على غزة تتجاوز هدف القضاء على حركة حماس، نحو مزاعم تغيير وجه الشرق الأوسط، وهو هدف إستراتيجي في منظوره الصهيوني يسعى لتحقيقه عبر فتح جبهات قتالية أخرى انطلاقا من عدوانه ضد القطاع، وفق مزاعمه التي نقلتها وسائل إعلام الاحتلال.
وبما يخالف تقديرات الأوساط الأمنية والعسكرية الصهيونية؛ فقد زعم رئيس الحكومة المتطرفة بقرب المرحلة الأخيرة من حرب الإبادة الجماعية ضد قطاع غزة، بما يتناقض مع ادعاءات أجهزته العسكرية بأن العملية العسكرية العدوانية لتدمير مدينة غزة تمهيدا لاحتلالها بالكامل قد تستغرق أشهرا طويلة، على حساب استباحة الدم الفلسطيني.
وتأتي مزاعم نتنياهو تلك على هامش زيارة وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إلى فلسطين المحتلة، والذي أطلق بدوره مبادرة أميركية لكسر جمود مفاوضات تبادل الأسرى خلال اجتماع ثنائي عفد أمس في القدس المحتلة لبحث خطة ضم الضفة الغربية.
وتتضمن جلسة المباحثات الثنائية حرب الإبادة الصهيونية المتواصلة ضد قطاع غزة، والاعترافات الدولية المرتقبة بدولة فلسطين خلال انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة خلال الشهر الحالي، مثلما تأتي عقب الهجوم العدواني الصهيوني على قطر.
بدورها، نقلت وسائل إعلام الاحتلال مثل صحيفة جيروزاليم بوست عن مصدر دبلوماسي لم تسمه القول بأن الإدارة الأميركية قد تطرح قريبا مبادرة جديدة تهدف إلى كسر الجمود في مفاوضات غزة، مشيرة إلى أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ستعقد جولة جديدة من المحادثات الصهيونية – القطرية في محاولة لاستئناف المفاوضات المتوقفة بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفق مزاعمها.
تأتي تلك التحركات وسط شكوك أمنية وعسكرية صهيونية بنجاح تحقيق هدف هزيمة حماس عسكريا أو سياسيا حتى من بعد احتلال مدينة غزة، وفق تعبير رئيس أركان جيش الاحتلال المتطرف إيال زامير الذي أبلغ نتنياهو بأن عملية السيطرة على المدينة قد تتطلب 6 أشهر على الأقل، وفق وسائل إعلام الاحتلال.
وطبقا للقناة (12) الصهيونية؛ فإن المتطرف زامير أبلغ القيادة السياسية الصهيونية بأن العملية البرية العدوانية التي يستعد جيش الاحتلال لتنفيذها في غزة لن تحقق حسما كاملا، مشيرا إلى أن تحقيق حسم نهائي يتطلب توسيع العمليات العسكرية العدوانية إلى مناطق أخرى في القطاع، بما في ذلك المخيمات المركزية، وهو ما يفرض تحديا مدنيا لا يرغب الجيش بتحمله، وفق مزاعمه.
وينسجم ذلك مع خطة الوزير في حكومة الاحتلال المتطرف إيتمار بن غفير التي كشف عنها، أمس، بإقامة حي لشرطة الاحتلال على شاطئ قطاع غزة بعد احتلاله، وذلك على أنقاض الفلسطينيين الذين يقوم جيش الاحتلال بتهجيرهم قسرا تحت وطأة القتل والتدمير المتواصل.
وتقوم خطة المتطرف بن غفير على احتلال كامل غزة وتهجير الفلسطينيين قسريا، تمهيدا لإنشاء حي لشرطة الاحتلال في غزة أيضا، على الشاطئ، وفقا لوسائل إعلام الاحتلال.
وفي الأثناء، شهدت مدينة غزة تصعيدا غير مسبوق من الغارات الجوية الصهيونية التي استهدفت عشرات المباني السكنية والأبراج والمؤسسات، ما أدى إلى ارتقاء شهداء وجرحى فلسطينيين وتدمير واسع للبنية التحتية، إلى جانب تدمير أبراج وعمارات سكنية ومنازل الفلسطينيين.
كما طال القصف مخيم فلسطين للنازحين الذي يضم أكثر من مائة خيمة، ومبان قرب مستشفى القدس، وسط تحذيرات منظمات إنسانية من تفاقم الأوضاع مع استمرار استهداف المساكن والمخيمات المدنية.
وأطلقت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس، نداء استغاثة عاجل، محذرة من انهيار وشيك للقطاع الصحي في ظل النقص الحاد في الأدوية والمستلزمات الطبية الأساسية، واستمرار الحصار والتصعيد العسكري على القطاع.
وقالت الصحة الفلسطينية، في بيان لها أمس، إن المرضى والجرحى في غزة محاصرون ضمن مثلث الرعب: الجوع، القصف، والحرمان من العلاج، مشيرة إلى أن المؤشرات الراهنة لتوفر الأدوية والمستهلكات الطبية تجاوزت حدود الأزمة إلى مستويات كارثية.
وأكدت الوزارة أن الطواقم الطبية لم تعد قادرة على الاستمرار في تقديم الخدمات ضمن أرصدة مستنزفة من الأدوية الأساسية والمستهلكات الطبية، مما يؤدي إلى عدم توفير الاحتياجات الطبية العاجلة، ويجعل العديد من المرضى والجرحى يواجهون لحظات حرجة لا يمكن توقع نتائجها في ظل غياب العلاج اللازم.
ودعت الصحة الفلسطينية كافة الجهات المعنية والمنظمات الإنسانية والدولية إلى التحرك الفوري وممارسة كامل نفوذها الإنساني لضمان إدخال وتسيير الإمدادات الطبية الطارئة إلى مستشفيات قطاع غزة، تجنبا لكارثة صحية شاملة.