الانشغال المتواصل بالعمل.. هل یعني أنك ”منتج“؟
إسراء الردایدة
عمان–الغد- یسعى الجمیع لكي یكونوا أكثر فعالیة في العمل، ولكن اختلاط مفاھیم الإنتاجیة تشكل تفكیرا مغلوطا لدى البعض بأن المرء حینما یكون مشغولا طوال الوقت، فذلك یعني أنھ بقمة انتاجھ.
ولكن ھذا الأمر غیر صحیح، حیث الإنشغال لا یعني ان الفرد قادر على تأدیة مھام كثیرة، وبشكل فعال إنما یعكس غیاب التنظیم بالتعامل مع الأولویات ما یجعلھ متأخرا دائما.
الفرد المنتج ھو القادر على انھاء ما لایقل عن 50 % من مھامھ المتراكمة، فیما المشغولون یمیلون للاعتقاد أن انجاز الكثیر من المھام في ساعات العمل ھو الأصح. بینما الاشخاص المنتجون یدركون انھم لایحتاجون لـ 40 % من تلك القائمة المتراكمة من الواجبات ویركزون على الأولویات.
الأمر لدیھم یرتبط بالتخطیط لما یجب ان یتم انجازه على الطاولة وتأدیتھ، وتتوالى الفروقات بین من یدعي الانشغال ومن ھو شخص منتج بطرق مختلفة منھا:
یعرض مدعو الانشغال انفسھم لكل مھمة، فیما المنتجون یمیزون الفرق بین ما ھو ”عاجل“ وما ھو ”مھم“، فمدعو الانشغال یمضون وقتا طویلا في العمل في صراع ونقاش لا داعي لھ كونھم غیر مدركین لما یحتل أھمیة على حساب الآخر.
وفي كل شركة، ھنالك أمور متعددة تعد طارئة والتي یقررھا المدراء وأصحاب القرار عادة، ویتوقعون جوابا لھا في أسرع وقت. وفي المقابل فإن الافراد المنتجین لحد كبیر قادرون على التمییز بین ھذه الامور وتحدید المھام التي تحتل صفة الاستعجال، لذا یجدولون أعمالھم، ویسعون لإنھاء كل تلك الامور.
القادرون على الإنتاج یملكون نظاما معینا، فیما مدعو الانشغال یمیلون للانتھاء، فھم یوزعون أنفسھم في أكثر من جبھة ما یفقدھم التركیز، بین قراءة الایمیلات والرد على الھاتف ومجاملة الزملاء. وھذا ینعكس على قدرتھم على التركیز.
وفي دراسة نشرتھا جامعة لندن كینغز كولیدج، وجدت أن التخبط بشكل مستمر في المحیط ینعكس على مستوى الذكاء، حیث أن الانتقال من مھمة لأخرى دون انجازھا یضعف من مقدرة الفرد على التعاطي مع الحلول، وایجاد القرار المناسب للحالات وتحلیلھا.
ویعمل أصحاب الإنتاجیة بنظام مختلف فھم یخصصون وقتا لكل شيء لفعلھ من دون الانتقال بین المھام. ما یجعل قدرتھم على التعاطي مع ضغوطات العمل اكبر وبتركیز أعلى.
في حین أن الذین یمیلون للبقاء مشغولین طیلة الوقت ھم من الأفراد الذین یمسكون بعدة مھام في الوقت نفسھ، في حین أن أصحاب الانتاجیة یصبون تركیزھم على امر واحد فلا تكون نتائج اعمالھم تكمیلیة او في الانتظار.
أصحاب الانشغال الدائم یعادلون مقولة 7/24 ،اي انھم متوفرون طیلة الیوم على مدار الاسبوع، فیما المنتجون الحقیقیون یعرفون أن لكل شي وقتھ ویرسمون خط التوقف. فإن كنت ترید تحقیق نتائج ونجاح علیك أن تدرك متى تتوقف وكیف تبدأ، فكل شيء في وقتھ، في حین أن تكون مشغولا طیلة الوقت فلن تصل لأي نتیجة أوتحقق أي مكسب في أي مجال في حیاتك وھذا مرتبط بتوزیع طاقتك وبذلھا فیما یستحق.
إلى ذلك، كي تكون منتجا علیك التخلص من كل ما لا یحقق لك نتیجة ومتابعة ما ھو مضمون.
أما الذین یبقون أنفسھم في حالة الانشغال طیلة الوقت یلتصقون بمكتبھم ولا یتحركون والعكس مع الشخص المنتج، فھو یعرف متى یضع الفواصل ویرسم النقاط. وھي تلك التي تشحنھ بالطاقة مثل الذھاب للمشي، التحدث مع الزملاء او تناول وجبة خفیفة. بمعنى أنھم یدركون بتحقیقھم كفاءة عالیة بعد ترك عقولھم ترتاح لساعات بعیدا عن العمل.