عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    28-Feb-2020

خطايا غزة - بقلم: أفرايم غانور

 

معاريف
 
ان حكومة في اسرائيل تدعي على مدى السنين بانه لا يوجد حل لمشكلة غزة وانه محكوم على نحو 200 الف من سكان غلاف غزة أن يعيشوا تحت تهديد دائم بالصواريخ، نار قاذفات الهاون والبالونات المتفجرة، لا يمكنها أن تبقى في حكمها، وعلى مسؤوليها، وعلى رأسهم رئيس الوزراء نتنياهو، ان يستقيلوا فورا.
منذ زمن ونحن نسمع هنا النظرية من مدرسة حكومة نتنياهو، ان ليس لمشكلة غزة المعقدة حل سحري. وبالتالي، رغم تهديدات نتنياهو التي لا تتوقف وتكرر نفسها، ارفق بهذا تفسير آخر بان كل هذا يحصل لأن نتنياهو يتصرف بمسؤولية وبحذر. فهو يمنع حملة برية شاملة وواسعة ضد المقاومة الغزية كي يمنع الاصابة لجنود الجيش الاسرائيلي، بينما وفقا لهذا المذهب يمكن أن نفهم بان حياة سكان الغلاف هي حياة سائبة، وحياة الجحيم التي يعيشونها على مدى السنين الاخيرة تحت التهديد الدائم لا تعني ولا تقلق الحكومة. وبالتوازي يثور السؤال: أوليس لهذا الهدف اقيم الجيش الاسرائيلي؟ اذا لم يكن هذا بكاف، فاني سمعت مؤخرا جوقة رئيس الوزراء نتنياهو تهلل، تمدح وتتفاخر: كيف رغم هذا الوضع، رغم الصواريخ والتهديدات اليومية، فان اسدود، عسقلان، سديروت وبشكل عام كل بلدات الغلاف تزدهر وتتفتح، ويوجد تدفق دائم من السكان نحو الغلاف. بمعنى أن حماس والجهاد الاسلامي يصنعون خيرا لاسرائيل، لسكان الغلاف، وبمعونة الصواريخ والبالونات يساهمون بالنمو والازدهار. لمشكلة غزة يوجد أكثر من حل واحد، ولكن عندما تكون مصالح الحكومة ومصالح رئيسها لا تستوي مع طريقة العمل اللازمة لحل المشكلة، لا يعود ممكنا حلها. ان الحل لمشكلة غزة كان يجب أن يتحقق على الفور بعد حملة الجرف الصامد، حين كان ما يزال بعض من الردع الاسرائيلي يعمل على حماس. على الفور من تلك الحملة كان على دولة اسرائيل أن تعد خطة سياسية شاملة لحل مشكلة غزة، وبالتوازي العمل على عقد مؤتمر دولي بمشاركة الامم المتحدة، الولايات المتحدة، الاتحاد الاوروبي، الدول العربية المعتدلة، الجامعة العربية وروسيا.
في اطار هذه الخطة كان يفترض باسرائيل أن تعرض البنود المهمة التالية: غزة تجرد من السلاح الصاروخي وحماس تتعهد بوقف كل اعمال ضد اسرائيل. وبالتوازي، توافق اسرائيل على القرارات التي تتخذ في المؤتمر، تدعم وتعمل على اعمار غزة من كل الجوانب، وبالاساس تسمح بعبور سكان غزة للعمل في اسرائيل والى الضفة، حيث ترابط الى جانب هذا في غزة قوة دولية من الامم المتحدة تراقب تنفيذ الخطة وتساعد في الحفاظ على الهدوء. كل ذلك بينما هو واضح بانه اذا لم تلتزم حماس بكل التعهدات في الاتفاق المتحقق، سيعمل الجيش الاسرائيلي في غزة بكل قوته. لا شك أنه لو كان عقد مؤتمر كهذا، قبل ست سنوات، لكنا منذ زمن بعيد في مكان آخر تماما.
أزرق أبيض أيضا، الحزب الذي يطلق وعن حق من موقع المعارضة “اسهم القصور” نحو حكومة نتنياهو ليس نقيا من خطايا غزة. لقد كانت لحزب الجنرالات سنة ليعد خطة لحل مشكلة غزة، ولكنهم لم يجدوا من الصواب الانشغال بشكل جدي ومهم في الموضوع الاهم والاكثر اشكالية في سلوك نتنياهو. الواضح هو انه في تاريخ شعب اسرائيل، السنوات العشرة الاخيرة من سلوك حكومة نتنياهو في الموضوع الغزي ستعتبر سنوات ظلامية وأليمة.