عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jul-2019

السلطات لا تسعی لعلاج جذري للعنصریة - بقلم: مردخاي كرمنتسار
ھآرتس
 
ما جرى مؤخرا بین رجال الشرطة واسرائیلیین من أصل اثیوبي، لم یك ولید صدفة، والاصبع الخفیفة على الزناد ضد ابناء مجموعة معینة من الجمھور لا تتطور من تلقاء ذاتھا، فجذر الامر ھو الذي یمتد ویخلق الرأس، ھذا ھو الوصف لما حدث مع مجموعة الاثیوبیین في أعقاب مقتل أحدھم على ید رجل شرطة.
رجال الشرطة یتعاملون بطابع اجرامي، ما یمكنھ أن یثیر الشك بفعل اجرامي خطره بسیط أو
متوسط یتم تشویھھ من البدایة ویتم تفسیره كأمر خطیر وشدید، من ھنا وحتى اطلاق النار الفتاكة
المسافة قصیرة.
كیف نشأ ھذا الوصف لذلك ؟ ھناك احتمالان، إما أن مصدره ھو موقف عنصري مسبق، یؤدي الى
تطبیق متشدد یؤكد علیھ، وإما أن مصدره یكمن أنھ من ناحیة احصائیة المجموعة المذكورة تخرج
من اوساطھا مجرمین أكثر مقارنة مع اجمالي السكان، بشكل عام سبب ذلك یكمن في الضعف
النسبي للمجموعة من ناحیة اقتصادیة أو اجتماعیة أو لأنھا یتم التمییز ضدھا سلبیا.
ولكن عندما یدور الحدیث عن الحالة الثانیة، فلیس ھناك مكان للتصنیف على اساس الانتماء
للمجموعة، محظور تسطیح شخص أو تقزیمھ من خلال وضعھ في مكانة عضو في مجموعة
والتعامل معھ وفقا لحالتھ. وحتى لو كانت نسبة الجریمة مرتفعة في اوساط ھذه المجموعة، فلا
یوجد في ذلك ما یدعو للتأثیر على أي عضو أو عضوة في داخلھا. فھم أبریاء مثل أي شخص
آخر. وكل مقاربة اخرى تعتبر مقاربة عنصریة واضحة على الاغلب تعزز نفسھا بمعطیات احصائیة عن المجموعة التي ھي ھدف للعنصریة. ھذا الاستنتاج من السھل التوصل الیھ اذا وضعنا انفسنا في مكان أي شخص من أبناء المجموعة، الذي یحافظ بشكل مثالي على القانون.
وعلى الرغم من ذلك دائما یعتبر متھم.
ھذه المقاربة یجب أن یتم اجتثاثھا من جذورھا. للأسف الشدید، یتم استخدامھا في اسرائیل على أنھا سیاسة رسمیة في سیاقات مختلفة، بالاساس تجاه الفلسطینیین، وضمن امور اخرى، في كل ما یتعلق بالفحص الامني وجمع شمل العائلات. ومثلما في سیاقات اخرى، ایضا ھنا، تعاملنا مع
الفلسطینیین لیس فقط ھو سیئ بحد ذاتھ، بل ھو یرسخ عادات سیئة ومرفوضة تنتقل الى مجموعات اخرى.
احتجاجات الطائفة الاثیوبیة التي رافقھا استخدام مظاھر العنف، لیست مفاجئة. لا یوجد شعور أكثر
قسوة من شعور اشخاص یشعرون بأنھم یتعاملون معھم بدونیة. وكأن قیمتھم كبشر أقل من قیمة
الآخرین. الاشخاص الذین یتم التمییز ضدھم على اساس انتمائھم الجماعي، الشعور بالاھانة یتقوى
ازاء عنصریة ممأسسة مثلما میزت علاقة المؤسسة الحاخامیة مع الاثیوبیین، ھي تمیز مقاربة
الحكومة بخصوص أبناء عائلاتھم الذین لم یھاجروا بعد الى البلاد. ھي تزداد في اعقاب عجز
السلطات في مواجھة عنصریة من جانب افراد، والاخطر من ذلك، عنصریة من قبل مؤسسات
النظام نفسھ، وعلى رأسھا جھاز تطبیق القانون الذي تكون التوقعات منھ أعلى بشكل خاص.
من المنطقي – لیس فقط بالنسبة لابناء الطائفة – الاحتجاج ضد ھذه الظاھرة. الاحتجاج والصراخ
حتى عنان السماء. لا یمكن تبریر العنف، لكن یمكن أن یكون مفھوم. ھذا یحدث في الاساس في
اوضاع فیھا المجموعة التي یتم التمییز ضدھا والمھانة تشعر بأن الاحتجاج غیر مجد، وأن العالم
یتصرف كعادتھ (باستثناء الضریبة الكلامیة)، وأنھ لا یوجد استعداد لمواجھة مشكلات جذریة
بصورة جدیة واساسیة.
یبدو أن الشرطة نفسھا تشعر بذلك، لھذا ھي لم تسارع الى الانتقال الى مقاربة غیر متسامحة من
اجل الحفاظ على النظام العام. ھذا دلیل آخر على أن روایة الشرطة السائدة التي تقول بأنھا تتعامل
حقا بمعاییر متساویة مع خارقي القانون في اعقاب احتجاج اجتماعي، ھي روایة غیر صحیحة.
یجب فقط التفكیر كیف كانت الشرطة سترد لو أن الامر كان یتعلق بالفلسطینیین، یجب الأمل بأن
الشرطة ستكون قادرة على توجیھ الاحتجاج من خلال الحوار وضبط النفس الى قنوات غیر عنیفة.
وألا تتورط بحرب على سمعة وھمیة وخطیرة ضد المتظاھرین.
إن توجھ السلطات في اسرائیل نحو الاستیقاظ من اجل العمل (أو التظاھر بالعمل) فقط بعد خروج
الامور عن السیطرة، ھو شھادة على الضعف. والتفكیر في أنھ سیستمر الرضى الوھمي من علاج
الشكاوى على عنف رجال الشرطة، ھو وھم خطیر. من الواضح أن الامر یتعلق بفشل ھیكلي یسمم
العلاقة بین الشرطة وبین الجمھور، وحتى أنھ یؤدي الى عنف مضاد.
العلاقة تجاه یھود سود لیست السیاق الوحید لمظاھر العنصریة في المجتمع الاسرائیلي. السود
الافارقة غیر الیھود ھم ھدف رئیسي لمقاربة عنصریة، التي من یمارسونھا ویرعونھا لا یخجلون
حتى منھا، بل یتبنونھا بفخر. ایضا لا مناص من الاعتراف بأن السیاسة الرسمیة الاسرائیلیة فیما
یتعلق بـ ”المشكلة الفلسطینیة“، وما تملیھ معظم خطوات النظام، مبني على خلق نوعین من البشر في الضفة الغربیة وعلى الكراھیة والتخویف وعلى تكرار الروایة الكاذبة والخالدة (برعایة وسائل
الاعلام)، بأن جمیع الفلسطینیین ھم أعداء یریدون القضاء علینا. وطالما أن العنصریة والتسبب
بالعداء بین اجزاء الجمھور ھي حجر اساس سلوك الشرطة، وطالما یدرسون في جھاز التعلیم على
التفوق الیھودي، فسنستمر في أن نكون مجتمعا مریضا قابلا لتفشي عنف المجموعات.