عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    21-Jan-2020

سليمان الموسى هل ظلمناه .. ؟ * طلعت شناعة

الدستور -
خلال الأيام القليلة الماضية ، قرأتُ ثلاثة كتب للمؤرّخ الأردني سليمان الموسى. والكتب هي :
* ثمانون ( الذي يتناول سيرته الذاتية والمعرفية وكتاباته حتى عام 2002 ).
* لورنس .. من وجهة نظر عربية ( وهو الكتاب العربي الوحيد الذي تصدّى وقت صدوره عام 1962 لمزاعم رجل الإنجليز خلال قيام الثورة العربية الكبرى ).
* أعلام من الاردن ..صفحات من تاريخ العرب الحديث.
(ويتناول سيرة ومسيرة ثلاثة من أبرز رؤساء الوزارات السابقين وهم: هزّاع المجالي وسليمان النابلسي ووصفي التل ).
واعترفُ أنني بعد الانتهاء من قراءة هذه الكتب شعرتُ بالذّنب لأنني ( تأخرتُ ) بالاطلاع على تجربة المرحوم الموسى دونما قصديّة مني.فقد اقتربتُ من الرجل وزرتُه في بيته وكنتُ أستعين بمعرفته في المواد الصحفية التي كانت تستدعي اخذ أراء مؤرّخين أردنيين.كما تربطني علاقة احترام مع ابنه الأكبر الدكتور عصام الموسى استاذ الصحافة المعروف.
وذات يوم طلبت مني إعلامية لبنانية كانت تعمل في باريس إجراء لقاء مع المؤرّخ سليمان الموسى وذهبنا إلى بيته واستمتعنا بحديثه .
لديّ الجرأة ان اعترف ان بعض المثقفين وربما كنتُ واحدا منهم.. يحكمون على الأشخاص من زوايا ضيّقة ومُسبقة.
فلا بُدّ من الغوص والاقتراب من هؤلاء قبل الحُكم عليهم وعلى نتاجاتهم.. حتى لو اختلفنا معهم.
سليمان الموسى .. كرّمته الدولة الاردنية وعلى اعلى المستويات.ولكن قراءتي لكتابه « ثمانون « ولعله/ آخر ما كتب قبل وفاته عام 2008 اشعرتني وخلال ما ذكره انه رجل « مظلوم «.. على الاقل في سنواته الاولى.
فقد جاءه التقدير لمؤلفاته من الاخرين، خاصة كتابه المهمّ عن « لورنس « الذي شارك في الثورة العربية الكبرى وأصدر كتابه الشهير « أعمدة الحكمة السبعة « واعتمدته المؤسسات الإعلامية والثقافية في امريكا وفرنسا وبريطانيا بما فيه من مزاعم و اكاذيب تصدّى لها سليمان الموسى بعد ان بذل جهدا كبيرا بالاطلاع على دار الوثائق البريطانية في لندن حيث قضى أربعة شهور وهو يراجع أوراق كتبها « لورنس « وتناقض فيها مع ما ذكره في كتابه « أعمدة الحكمة السبعة «.كذلك الجهد الذي بذله الموسى في لقاءاته مع الأشخاص أو أبنائهم الذين عاصروا وعرفوا الأحداث الحقيقية للثورة العربية الكبرى. دون إنكار ذكاء وما قام به رجل الانجليز القوي خلال عامين من تجواله ومشاركاته في الصحراء العربية.
وهو ما لفت انتباه المؤرخين والصحافة والاعلام الغربي والياباني لما كتبه سليمان الموسى وقدّره حقّ قدره.
كذلك كتابه عن المرحومين:
هزاع المجالي وسليمان النابلسي و وصفي التل .الذين خدموا الاردن والقضية الفلسطينية بكل إخلاص.
سليمان الموسى تناول مسيرة الرؤساء السابقين بالتفصيل والمعلومات والوثائق والادلّة.