عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    20-Apr-2019

شارع بسمان..شاهد على تاريخ عمّان الحديث وتحولاتها الاجتماعية

 

عمان - الدستور -خالد سامح - تاريخ عمان الحديث واتخاذها كعاصمة للدولة الأردنية عام 1921 مرتبط بمنطقة «وسط البلد» ومحيطها» والتي تضم شواهد حضارية عديدة أبرزها المدرج الروماني وجبل القلعة وسبيل الحوريات، وهي الشاهدة على مفاصل وتحولات تاريخية مهمة شهدتها البلاد بعد اعلان امارة شرق الأردن، فيه أعرق المقاهي ومقار الأحزاب السياسية وأقدم عيادات الأطباء وأقدم الصيدليات والمطاعم ودور السينما والمدارس والفنادق والدوائر الحكومية.
يحيط بقلب المدينة مجموعة من جبال عمان القديمة أهمها جبل عمان الذي يضم العديد من السفارات الأردنية وجبل اللويبدة الذي يضم أهم المراكز والمؤسسات الثقافية في المملكة المحلية منها والأجنبية، اضافة الى جبل القلعة والأشرفية وجبل التاج.
ومن أبرز شوراع وسط البلد التي شقت في العشرينيات والثلاثينيات من القرن العشرين وهي الأقدم في عمّان حاليا: شارع الملك فيصل، شارع خرفان، شارع الرضا، شارع قريش، شارع الملك طلال، شارع الملك حسين وشارع بسمان الذي اشتهر بماركات الملابس والأحذية والمطاعم الفاخرة خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الفائت حيث نضيء على تاريخ ذلك الشارع وأهميته في ذلك التقرير.
« بسمان»..مشاوير وذكريات
سمي ذلك الشارع بذلك الاسم نسبة الى منطقة في مكة المكرمة كما تذكر بعض المصادر، ويقع شارع بسمان بموازاة شارع الملك فيصل بارتفاع أعلى منه بقليل وهو قريب على جبل عمان لاسيما منطقة شارع الرينبو وشارع خرفان، لا يتجاوز طول شارع بسمان حوالي نصف كيلو متر،وهو ضيق لايتسع لأكثر من سيارة، حيث شق الشارع في فترة كان عدد السيارات في العاصمة قليلا للغاية وذلك في ثلاثينيات القرن الماضي.
بنيت على جوانب شارع بسمان المحال التجارية والفنادق الصغيرة وأفتتحت فيه مدرسة حكمت عيسى جانخط سنة 1931 وهي من أوائل المدارس الخاصة في تاريخ المملكة، وكان شارع بسمان مشهوراً بالعديد من النشاطات الفنية السينمائية التي كانت تقام فيه، حيث كان شارعا يحتضن قديماً دار سينما رغدان ودار سينما بسمان الفخمتين.
كانت دار سينما بسمان من أشهر دور السينما في عمّان، وكانت المساهم الأهم والأكبر في تعريف الجمهور الأردني بفنون المسرح؛ ومن أهم المسرحيات التي أقيمت على مسرح دار سينما بسمان: مسرحية لعميد المسرح العربي الفنان يوسف وهبي.
أما دار سينما رغدان فقد اشتهرت بعروض الافلام الهندية الغنائية والتي كان الإقبال عليها من قبل الشباب والعائلات في فترات المساء منقطع النظير. وقد وصل الأمر في ذلك الوقت إلى حد إغلاق شارع بسمان بسبب ازدحام رواد سينما رغدان.
كما يذكر عدد من أصحاب المحال التجارية هناك لاسيما كبار السن منهم، أن العديد من مشاهير عمّان وعائلاتهم واظبوا على حضور حفلات تلك السينما؛ ومنهم: وصفي التل رئيس الوزراء الأردني آنذاك والذي كان يقف بالدور على شباك التذاكر. كما كانت التذاكر في بعض الأحيان تباع في السوق السوداء بسبب الإقبال الشديد على حضور الحفلات السينمائية.
من أشهر المحلات القديمة الموجودة في شارع بسمان: محلات غريب البكري، اسطانبولي للأصواف، الدباس للكلف والأزرار، صيدلية رغدان، حلويات لبنان، وغيرها من المحال العريقة.
واشتهر شارع بسمان بوكالات الماركات الأجنبية لشتى البضائع، ومنها : «باتا» للأحذية، «سنجر»و»برذر» لماكينات الخياطه، وغيرها العديد من الماركات التجارية.
أما المحلات الحديثة، فتتواجد في شارع بسمان الكثير من محلات بيع قطع الإلكترونيات النادرة لأجهزة الاتصال، مثل: الهاتف والساتلايت والتلفاز والمذياع وغيرها من الأجهزة الكهربائية.
كما ظهرت في هذا الشارع مؤخراً الكثير من محلات البيع المتخصصة ببيع الملابس النسائية الشرقية المطرزة بخيوط الحرير الملونة.
واشتهر شارع بسمان كذلك بوجود المحكمة الشرعية فيه، وهي محكمة مختصة بالأحوال الشخصية كالزواج والطلاق وقد انتقل مقرها حاليا من هناك.
وللأدراج حكايا
تنبع أهمية وجمال شارع بسمان السياحي من كثرة وجود الأدراج الكبيرة والصغيرة التي تؤدي إلى شارع بسمان من شارع الملك فيصل وجبل عمان.
وأول درج يصادف المارّ من جهة المسجد الحسيني وعلى بعد 100 متر تقريباً، هو الدرج المؤدي إلى محلات المصري ومطعم دار السلام الشهير. وعلى الجهة المقابلة للرصيف على بعد مسافة قصيرة جداً يوجد درج طويل يصعد فيه المارّ إلى شارع المحكمة الشرعية في جبل عمان. وعلى زاوية هذا الدرج الطويل، يقبع أحد أول الفنادق الفخمة في عمّان قديماً: فندق كونتيننتال المهجور حالياً.
وبعد السير عدة أمتار أخرى في شارع بسمان، يصادف المارّ درجا قديما جداً. ويتميّز هذا الدرج القديم بدرجاته الحجرية المنقوشة بشكل بارز؛ كما يؤدي هذا الدرج إلى سوق منكو العريق بشهرته والخاص ببيع ملابس وأقمشة العرائس (جمع عروس).
وبعد متابعة السير قليلاً، يشاهد المارّ درجاً ضيقاً ولكنه قديمٌ جداً، يحتوي على العديد من المحلات القديمة الخاصة ببيع اللحوم والخبز، ومحلات بيع السمك الطازج والنادر، وبقالات الألبان والأجبان. كما يوجد هناك المطعم الشهير فؤاد الخاص ببيع الفلافل والسندويشات، وبعض محلات الحلاقة الرجالية، ومقهى صغير خاص بالعمال وعمال المياومة البسطاء حيث يقع في مستوى الطابق تحت الأرضي تقريباً.
كما يوجد في طرف الشارع من جهة مبنى البريد ثلاثة أدراج تضم عددا من مطاعم المشاوي التي يرتادها السواح الأجانب بكثرة وحتى ساعات متأخرة من الليل.