الدستور- عندما يكون الموت بنكهة الحقد، وعندما يكون الدم بنكهة الانتقام، وعندما يقتل أحمد عريقات بدم بارد يقهر كل من شاهده، وعندما يغتالون فرحة اخته وامه واسرته ليرتقي شهيدا، ليكون رصيد يومهم المليء بالاحقاد، فتلك لغة الاحتلال والحقد الصهيوني، الذي حمل على عاتقه قهر وتعذيب وقتل نكهة الفرح في حياة شعب لا يرضى الا بالحياة !!
عندما يكون الموت هكذا قريب من اسلحتهم، وتكون يدهم على زناد احمق، ويختاروا «احمد» كما اختاروا غيره قبلا، وسيختارون غيرهم وغيرهم، من اجل درء كما يدًعون يد الارهاب عن اجسادهم.. هم اختاروا بالامس احمد عريقات، وبالغد لا احد يعلم من قادم ضحاياهم، فهم مجرد جثث بين ايديهم، لكنهم بين يدي الله سبحانه وتعالى شهداء، وفي عيون الوطن عريس الارض والسماء..
احمد عريقات، عريس كان يفترض ان يزف الى عروسه في التاسع والعشرين من أيار، ولأنه شعب يعشق الفرح والحياة، ارتأى ان يؤجل عرسه الى الثامن والعشرين من ايلول المقبل، وكان بيته بانتظار ان تطأ قدماه وزوجته باب البيت، وكان فرحا يزدهي بالبهجة والتحضيرات لهذا اليوم الموعود، لكنهم غدروا بجسده الطاهر واردوه شهيدا، وبقي ينزف هكذا بلا معين الى أن فقد الحياة على قارعة حاجز احمق، وما زالت آثار دمه ترسم خريطة الوطن والشهادة..
احمد عريقات، شهيد الفرح، كان مبتهجا بفرح اخته في ذلك اليوم، يحضر نفسه وبدلته، ويوصل امه واخته لاستكمال احتياجات الزفاف، كان يجوب الشوارع لاستكمال متطلبات اسرته من أجل «عرس اخته «ليصل في طرق ملغومة بكل حواجز القهر والاذلال، وبمجرد انحراف سيارته عن مسارها أخرجوه بوحشية منها، وسط اطلاق كثيف للنار اصاب كل جسده، لكنه لم يصب همة وعزيمة اسرته وأمه..
فكانت ام الغالي كما قالت «صابرة متماسكة»،، « أحمد لا يشبه احدا «، وهو « الصورة والصوت الجميل في حياتنا»، كان «محبا» «مرضيا»، كان كل شيء..
« احمد» ضحية عدو صهيوني يعتاش على قهرنا، ويقتات من دمائنا ليتجرع الحياة، فهوية الصهيوني الجبن وقتل النفس، هم كما ذكرهم القران الكريم وكما قال والد احمد « كالحجارة او اشد قسوة « ليتابع والده قائلا «هم ليسوا بشرا هم وحوش، ويبدد قهره بكلمة تؤكد انهم فقط يريدون ان يقبلوا جبينه ويلمسونه قبل دفنه رحمه الله، وسيحاسبون القتلة.، لأنهم شعب يحب ويستحق الحياة..
«احمدنا» جميعا فلسطيني زمن الكورونا « الشهيد الذي اوجعنا بقسوة، جميل الوجه والسلوك والخلق، ابكانا بلا هوادة، وسيبقى يذكرنا دوما، بأن يد العدو تطال شبابنا وتقرر موعد اطلاق النار عليهم.
ومع ذلك، فيد الله فوق الجميع، وصبر اهالي فلسطين اقوى من كل تصديق، ودموع امهات فلسطين ابهى من دمعة اي ام، وصبرهم وتحملهم وقهرهم يصلنا كل يوم، ويزيدنا ايمانا بأنهم يكتبون كل يوم قصة شعب يكافح وحكاية امة، هي اصل الحياة، وأصل حياتنا..