عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Feb-2019

منتصف الطریق - افرایم غانور
معاریف
الغد- دخول بیني غانتس الصاخب إلى الساحة السیاسیة ھو اشارة لما سیأتي، إلى عصر جدید: فقد وصل إلى الحارة شاب جدید وجلب معھ جدول أعمال آخر، سیغیر على ما یبدو خریطة الأحزاب. سیكون اللاعبون مطالبین بتفكیر متجدد، سلوك مختلف، بل وحتى ارتباطات، على نحو مختلف عن كل ما عرفوه في العقد الأخیر، تحت حكومات نتنیاھو.
لا شك أن رئیس الأركان السابق، یجعل الحیاة صعبة لحزب العمل برئاسة آفي غباي وقائمة تسیبي لفني، الحركة. ولا یمكن لاورلي لیفي أبوقسیس أن تنام بھدوء ولا موشیھ كحلون أیضا.
وكذا قائمة الیمین الجدید لشكید وبینیت من شأنھا ان تتضرر انتخابیا من الأحزاب السیاسیة في
اعقاب إقامة مناعة لإسرائیل. ولكن معظم الأضواء تتجھ نحو مستقبل یوجد مستقبل. وسیضطر یائیر لبید لان یتخذ قرارا مصیریا: الارتباط بغانتس نعم أم لا. غانتس، یعلون، لبید وربما أیضا غابي اشكنازي یخلقون قوة كفیلة بأن تكون ثوریة، ولكن من أجل تنفیذ ھذه الخطوة التي ستغیر وجھ السیاسة، مطلوب قبل كل شيء تنازل عن الأنا.
ان من فحص بزجاجة تكبیر خطاب غانتس كان یمكنھ أن یجد فیھ النقاط الأساسیة لبرنامج الطریق الثالث. ولمن نسي، فإن حزبا أسسھ المنفصلون عن حزب العمل افیغدور كھلاني وعمانویل زیسمان في 1996 ونال في الانتخابات للكنیست الـ 14 بـ 4 مقاعد. القائمة التي ضمت أیضا یھودا ھارئیل والبروفیسور الكسندر لوبسكي قامت على خلفیة المعارضة للانسحاب من ھضبة الجولان.
كانت فیھا ارتباطات مشوقة من مواقف یمینیة ویساریة، مثلما عرضت في برنامجھا قبیل الانتخابات: ”القدس الموحدة الكاملة عاصمة إسرائیل ومركز الشعب الیھودي ستبقى إلى الأبد بسیاسة إسرائیل الكاملة؛ حق الشعب الیھودي في بلاد إسرائیل وطنھ التاریخي وحق إسرائیل في أن تبقي في أیدیھا أراض احتلت في حرب دفاعیة؛ إقامة حكم ذاتي فلسطیني مستقل وفصل
سیاسي بین السكان الفلسطینیین والإسرائیلیین في یھودا والسامرة وغزة؛ إسرائیل ھي دولة دیمقراطیة تضمن لأبناء كل الأدیان حریة الضمیر؛ رؤیا یھودیة اكثر، تشریع دیني اقل؛ غور الأردن والجادة الشرقیة على طولھا من ھضبة الجولان وحتى ایلات یشكلان الحدود الشرقیة لإسرائیل لضمان امنھا ومستقبلھا“.
ھذا خلیط بین الیمین والیسار، كان على ما یبدو سیحظى في ھذه الأیام بتأیید أوسع في الشعب
مما ھو في حینھ. غانتس، الذي اعلن كیساري واضح من قبل اللیكود، إلى جانب یعلون، یوعز ھندل وتسفي ھاوزر المتماثلون مع الیمین، یمكنھم أن یتسببوا بغیر قلیل من وجع الرأس لرئیس الوزراء نتنیاھو ومؤیدیھ.
في اللیكود ھناك من حاول التھدئة والادعاء بأن لبید، غباي ولفني یجب أن یقلقوا من انفجار غانتس، والذین سیأخذ منھم الأصوات، لا من الحزب الحاكم. ولكن بات واضحا منذ الآن بان مناعة لإسرائیل قام كي یكون بدیلا سلطویا – أي ان یحل محل حكومة نتنیاھو. وكما یبدو ھذا الیوم، ففي السلوك الصحیح وبالارتباطات الناجعة ھذا ممكن بالتأكید. فمعظم الإسرائیلیین یتطلعون إلى قیادة أخرى، موحدة وراصة للصفوف، رسمیة ومنصتة لمشاعر الشعب، في ظل الحرص على طھارة المقاییس والقدوة الشخصیة. وھذا بالضبط ما یعد بھ غانتس.