عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    09-May-2020

إدمان الألعاب الإلكترونية بالحظر.. تراجع بصحة الطفل البدنية والعقلية!

 

ديما الرجبي*
 
عمان-الغد-  سابقا كنا نكافئ أبناءنا بمنحهم وقتاً لممارسة ألعابهم الإلكترونية، وذلك من خلال فترة زمنية نحددها لهم، وباتفاق مبرم بيننا وبينهم لا يحتمل الخروقات، إن صح التعبير.
منذ أزمة كورونا وما ترتب عليها من حجر صحي وبقاء في المنازل، أصبحت فترات اللعب ممتدة، غير محدودة، بدون ضوابط من الأهالي أو التزام من الأبناء، وبدأ التراخي من الطرفين نظراً للقيود المفروضة عليهم وشح الأنشطة التي تقلل من الالتصاق أمام شاشات “الآكشن”، وبالرغم من استمرار الدراسة عن بعد، إلا أن الوقت المبذول في إنجاز الواجبات أو الاستعداد للاختبارات لا يكفي لإشباع وتفريغ الطاقات المكبلة.
التسامح مع أبنائنا ومنحهم الحرية المطلقة باستخدام الألعاب الإلكترونية يؤثر على صحتهم الجسدية والنفسية ويؤدي الى الإدمان؛ حيث إن الجلوس مطولا أمام هذه الشاشات يقلل من نشاطهم البدني والعقلي. وانشغال الأمهات بالمسؤوليات المتصاعدة خلال فترة الحجر الصحي جعل الرقابة على أبنائهن شبه مفقودة.
وفي غياب الحلول البديلة لدى الأسر ومدى الضغوطات التي يتعرضون لها، أصبحوا يتراخون بالتعاطي مع هذه القضية التي ستخلف تبعات كارثية على نمو أبنائنا الصحي، لذلك نجد من الضروري أن يلتفت الأهالي إلى ضبط ما أمكن من ساعات اللعب واستبدالها بمهام منزلية أو نشاطات بدنية ورياضية.
كذلك، توجيههم لما تفرده وزارة الثقافة من منصات وفعاليات توظف فراغهم بعيداً عن إدمان الألعاب الإلكترونية التي صنفتها منظمة الصحة العالمية بالاضطراب الذي يصيب الصحة العقلية، ويعيق أنشطة الحياة اليومية، وهو ما نخشاه بعد انتهاء هذه الأزمة، لا يجب أن يتراخى الأهالي بوضع أبنائهم بين مطرقة كورونا وسندان الألعاب الإلكترونية.
ويجب على الأهالي العمل على إرشاد أبنائهم لكيفية التعامل الصحيح مع الألعاب الإلكترونية، ونجد بأن من أنجع الطرق للسيطرة على إسراف الوقت في هذه الألعاب التي تنتج سلوكيات ضارة لهم ولمجتمعهم، ضرورة استعداد الأهل للجلوس معهم أكبر وقت ممكن ومشاركتهم المسؤوليات على اختلاف أعمارهم وإمكانياتهم البدنية والعقلية، مثلا ابتكار ألعاب عائلية تنافسية تشارك بها العائلة أحد البدائل الممكنة التي تشغل الوقت وتقوي العلاقات الأسرية.
السماح لهم بقيادة روتين المنزل في بعض الأحيان يمكنهم من تفريغ طاقاتهم السلبية، مشاركتهم بعض الأحيان في هذه الألعاب للاطلاع على محتواها، والتحكم بساعات اللعب أحد الحلول المتاحة، نعلم بأن النصائح مجانية والتطبيق على أرض الواقع ليس بالأمر الهين، ولكن يجب أن ندرك بأن تبعات أي إهمال بما يخص نموهم سيكلفنا فاتورة باهظة سندفعها مستقبلا ندماً وألماً لا قدر الله.
لابد أن نستعد لكل ما تخلفه كورونا في بيئتنا الاجتماعية ونعمل على خطوات استباقية تنقذ أبناءنا من تصرفاتهم المستحدثة وتبطئ عجلة الانحدار نحو الحياة الجافة التي تسهم في تخلفهم عن الخروج من هذه الأزمة بصحة نفسية وعقلية وبدينة.
 
كاتبة متخصصة في مجال قصص الأطفال ومدربة صعوبات تعلم