عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Feb-2019

«إسرائيل» ما بين الفكرة والدولة القومية الحلقة الرابعة والخمسون - عبدالحميد الهمشري

 

غايات ودوافع الاستيطان في محافظة الخليل  ج 2
 
الدستور - تشجيعاً على الاستيطان في الخليل هناك حافز مغر تقدمه الحكومة الصهيونية لترغيب وتشجيع المهاجرين الجدد، هذا الحافز شكل أداة جذب لهؤلاء المهاجرين الجدد لهذه المستوطنات ويتمثل بتكاليف السكن المنخفضة على سبيل المثال لا الحصر. وبحكم وجود الاستيطان القصري داخل التجمعات الفلسطينية وفي محيط محافظة الخليل، عمل الاحتلال على زرع مستوطنين يحملون صفات إضافية من الحقد والتطرف، فالمستوطنون في هذه المحافظة هم الأكثر عدوانية والأكثر تعصباً من الناحية الدينية، كما أنهم الأشد تطرفاً من الناحية السياسية.
اليهود الذين استوطنوا الخليل في الأساس ومنذ ما بعد عام 1929 كانوا غالباً من المنبوذين وغير المرغوب فيهم في المجتمع اليهودي، وكانت لهم سوابق جنائية ومخالفات قانونية في الدول التي أتوا منها، ففي بدايات الاستيطان في الضفة الغربية بعد عام 1967، وفي سبعينيات القرن الماضي، كان المستوطنون في معظمهم ينتمون إلى المجموعة «الأيديولوجية»، وهي مجموعة تضم المستوطنين المتطرفين، أعضاء جماعة «غوش إيمونيم»، وهم في الغالب من اليمين الديني، المستندين في استيطانهم للأراضي الفلسطينية إلى «أيديولوجية أرض إسرائيل الكبرى»، وتستوطن هذه المجموعة مستوطنات تقع على مقربة من السكان الفلسطينيين، مثل كريات أربع، وغيرها.
وبخصوص تقسيم مدينة الخليل فهو حالة استثنائية في فلسطين التاريخية ، فقد تم تقسيمها إلى قسمين هما H1 وH2 ، حيث أن H1 هي أراض محتلة تتبع أمنياً للسلطة الفلسطينية، و H2 أراض محتلة تتبع أمنياً لسلطات الاحتلال، والمنطقتان تقدم لهما الخدمات بلدية الخليل. أما البلدة القديمة في المدينة، فتقع ضمن المنطقة المسماة H2، وهي منطقة جغرافية داخل مدينة الخليل، تمتد من حدود البلدة القديمة حتى الشارع الالتفافي المحاذي لمنطقة الفحص، وباقي مستوطنات المحافظة تقع ف مناطق C. فالاحتلال معني بضم المستوطنات والبؤر الاستيطانية في المدينة وما حولها، لتشكل كتلة واحدة وهذا ما جعل حكومة الاحتلال تمنح كريات أربع صفة بلدية.
* كاتب وباحث في الشأن الفلسطيني