عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Jul-2019

حکومة إسرائیل وغزة: سیاسة الاخفاء - یوسي بیلین
إسرائیل ھیوم
 
یحظى بنیامین نتنیاھو بالنقد من جانبي الطیف السیاسي بسبب سیاسة التجلد التي ینتھجھا تجاه
حماس في غزة. یقل منتقدوه في طرح البدائل، بمن فیھم وزراء الدفاع والتعلیم في حكومتھ سابقا.
من الصعب الا نسلم بما یحصل لنا: قبل 14 سنة قاد رئیس الوزراء ارئیل شارون انسحابا من طرف واحد بلا اتفاق مع القیادة الفلسطینیة برئاسة الرئیس محمود عباس وبلا معرفة حقیقیة بما ھو
كفیل أن یحصل في قطاع غزة بعد انسحابنا. اعطاه الیمین الید، لانھ كان یقف على رأس المعسكر،
واعطاه الیسار الید لانھ لم یكن مستعدا لان یصوت ضد انھاء جزئي للاحتلال.
جاء صعود حماس إلى الحكم في القطاع في 2007 فجعل غزة منطقة تطلق منھا الصواریخ نحو إسرائیل. ردت إسرائیل باغلاق وثیق على القطاع، وكي تفتحھ شددت حماس والجھاد الإسلامي حجم النار، وھذه الدائرة الشاذة – لتقلیص وتوسیع منطقة الصید، تقیید الاستخدام للكھرباء في
القطاع والقید على البضائع التي تصل إلى غزة – حیال انواع مختلفة من استخدام القوة ضد إسرائیل – لا تتوقف. لقد ادى الخروج غیر المتفق علیھ من القطاع، والذي وقف على نقیض من المبدأ الذي اتفق علیھ بین إسرائیل وم.ت.ف وبموجبھ قطاع غزة والضفة الغربیة ھما وحدة سیاسیة واحدة.
حملة عسكریة تعید السیطرة الإسرائیلیة على القطاع أو على اجزاء منھ، تبدو في نظر الكثیرین كخطوة واجبة، ولكنھا تنطوي على خطر مؤكد وخطر محتمل: المؤكد ھو أخذ مسؤولیة إسرائیلیة
متجددة على المنطقة وعلى تقدیم الخدمات فیھا، وھذا عبء كبیر، ولیس فقط من حیث المیزانیة
حیث یدور الحدیث عن 9.1 ملیون نسمة. الخطر المحتمل یتعلق بالعدد الكبیر من الضحایا في
المعارك.
نتنیاھو، الذي في بدایة عملیة الانسحاب ایدھا بصفتھ وزیرا في حكومة شارون، وبعد ذلك عارضھا بل وترك الحكومة بسببھا، یفھم جیدا الخطرین، ولھذا فھو یحاول منذ زمن بعید، ولا سیما منذ 31 اذار من العام الماضي ان یجد حلولا تكتیكیة كھذه او تلك.
قسم من ھذه الحلول (مثل توسیع وتقلیص مجال الصید) یبدو مثیرا للشفقة حقا وعدم المعنى
الردعي، وقسم یبدو مثل استسلام ودفع المال للمافیا. بالنسبة لزعیم سیاسي، الذي تكون عبارة
التندید الاكثر جسامة على لسانھ ھي ”یسروي“، والذي یترأس ”المعسكر الوطني“، والذي وعد
بالتصرف تجاه حماس بطریقة تختلف عن اسلافھ وضربھا ضربة قاضیة، قبل أن یعاد انتخابھ لرئاسة الوزراء، والذي عدم الاستسلام كان علمھ على مدى عشرات السنین، فان ھذا سلوك اشكالي بعض الشيء.
ولكن الآن ایضا، عشیة الانتخابات الإضافیة، وحین یعرف بان ھذه ھي نقطة ضعفھ الأكبر والتي سیستغلھا الیمین والیسار على حد سواء، یحافظ نتنیاھو على الصمت، ویفضل احتواء من یطالبونھ
بان یضع حدا للتجلد. كما أنھ یتصرف بشكل غریب من حیث ان الاسرائیلیین یتلقون المعلومات
عن حالات وقف النار على انواعھا، احیانا مع البالونات واحیانا بدونھا، من منشورات حماس العلنیة فقط. كما ھم ایضا یعرفون بان ھذه التقاریر مصادقة بشكل عام، بینما یصمت الناطق بلسان الجیش الاسرائیلي، وتؤكد محافل حكومیة مغفلة للصحفیین بان الحدیث بالفعل یدور عن ھذه التوافقات أو تلك مع حماس التي لا ندیر معھا بالطبع ”اي مفاوضات“.
لقد حان الوقت لان یشرح رئیس الوزراء الأمر بلسانھ. فكشف الحقیقة ھو، كما ھو الحال بشكل عام، التفسیر الافضل. حان الوقت لان تعلن إسرائیل وقف النار أو عدم النجاح في الوصول الیھ، ان تعترف بانھا تجري اتصالات مكثفة مع حماس – الجھة الحاكمة في القطاع – ولا یمكن دفن الرأس في الرمال. حان الوقت للإعلان اذا كانت وجھة إسرائیل نحو اتفاق طویل المدى (تھدئة)، ام ربما یوجد حل سیاسي یتضمن السلطة الفلسطینیة بمساعدة المصریین. ان صمت نتنیاھو المتواصل في ھذا الموضوع ولیس سلوكھ الحذر، ھو مشكلة.