عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Aug-2020

“الوئام الديني في الأدب”.. إصدار جديد للشاعر راشد عيسى

 

عزيزة علي
 
عمان – الغد-  يشير الشاعر والناقد د. راشد عيسى في مقدمة كتابه “الوئام الديني في الأدب”، الى إنه منذ الطفولة راوده حلم بعولمة المحبة عن طريق عالمية الأدب، وايمانه بأن الأديان ينبغي ان تناصر القيم الأخلاقية المشتركة، وليس من حقها أن تلغي الخصوصيات العقائدية المغايرة، فطوبى للأدب الذي يمجد حرية الجمال وحضارة المحبة ووحدة الإيمان من دون انتباه لعرق أو جنس أو جين أو لون أو قومية أو لغة.
ويقول المؤلف إن تعايش الأديان في الأدب هو امر واقع، وقد اجتهد في هذا الكتاب لإثبات ذلك من خلال نماذج من أدباء من الشرق والغرب، وإبراز أهمية الأدب في التخفيف من حدة الصراعات الحضارية وسائر أنماط التعصب الديني، لافتا الى ان النماذج المدرسة في هذا الكتاب تبين أن عالمية الادب تستطيع تحقيق قسط ما من عالمية الاحترام بين الشعوب، حيث إن عالمية الاحترام قد تؤدي الى عولمة المحبة وذلك أقدس الأهداف واجل الاحلام.
جاء الكتاب الذي صدر عن دار خطوط وظلال للنشر والتوزيع، بالأردن، في ثلاثة أبواب كل باب يتكون من ثلاثة فصول في الباب الأول اضاءات تمهد لإمكانية قيام الأدب بدور فاعل في توضيح مسألة الوفاق الديني. وجاءت صفحات تعايش الأديان وإشكالية الحوار المباشر، وتجليات التلاقي بين الأدب والدين اضاءات تكشف عن مدى حاجة الشعوب للمحبة التي يقترحها كل من الدين والأدب، كما تضمنت توضيحا لآليات الحوار ومفرداته. فيما أوردت عرضا موجزا لـ”جسور القيم الفكرية العالمية في الأدب”، بصفتها نماذج سابقة يمكن الاحتذاء بها، وتطويرها لصالح فكرة التعايش الديني.
وبينما تناول المؤلف في الباب الثاني بالتحليل نصوصا شعرية لأبرز رواد التعايش الديني في الأدب مثل: “الحلاج وعمر الخيام وابن عربي وجلال الدين الرومي واحمد شوقي وسعيد عقل وغوته وبوشكين ساروجيني نايدو”، فانه منح الرومي مساحة ضوئية أوسع من سواه بسبب سعة تأثيره المستمر في مسألة المحبة الكونية والوئام الديني.
اما الباب الثالث، فقد خصصه عيسى لأثر السرد في تعزيز مفهوم التعايش الديني، فناقش بإيجاز ألف ليلة وليلة، وقصة حي بن يقظان وتأثيرها في الدين والأدب، ثم كشف عن استلهام الرواية المعاصرة لفكر كل من ابن عربي والرومي، وقدم المؤلف إنارة عن أثر المؤسسات الثقافية والدينية في إبراز فاعلية الشعر في التسامح الديني.
عيسى يقول إنه اعتمد في هذه الدراسة على المنهج التاريخي الاجتماعي في الفصل الأول، والمنهج الأسلوبي في الفصلين الثاني والثالث مع اجتهاد في التحليل الجمالي، لافتا الى ان الهدف من هذا الكتاب هو إبراز المواطن الأدبية الثرية التي كشفت عن مظاهر التعايش الديني في تلك المواطن وعن حنين الأدباء العظام إلى شراكة المحبة في البيئات الإنسانية كلها. ويرى عيسى أن الأدب في مخرجاته الحضارية هو وسيط عظيم في نشر ثقافة الوئام العالمي، مشيرا الى انه في هذه الدراسة انحاز الى فضاء الشعر بصورة أشمل.
ويذكر ان راشد عيسى هو شاعر واكاديمي وناقد صدر له العديد من المؤلفات منها في مجال الشعر”في عينيك عنواني”، مشترك، “شهادات حب”، “امرأة فوق حدود المعقول”، ” بكائية قمر الشتاء”، “وعليه أوقع”، “ما أقل حبيبتي”، “حفيد الجن”، “يا وطن”، شعر للفتيان، وفي مجال النقد والفكر صدر له “خصوصية المرأة”، “معادلات القصة النسائية السعودية”، نقد، “اسراب الحنين” نقد مشترك مع محمد المشايخ، “حسني فريز روائياً”، “الأعمال الشعرية الكاملة لحسني فريز”، تحقيق مشترك، وفي مجال الرواية صدر له “مفتاح الباب المخلوع”، وفي ادب الأطفال “التشكيل الجمالي في أدب الأطفال”، “استدعاء الطفولة في الأدب”.
وقد نالت أغنية الربيع والسلام من تأليفه المركزَ الأول في مهرجان أغنية الطفل العربي الذي نظمته وزارة الثقافة في العام 1996، ونالت أغنية دعني لحزني جائزة مهرجان الأغنية العربية من إذاعة المغرب في العام 2004.