انتبهوا ... ترامب في خطر !!*رجا طلب
الراي
الديمقراطية في الولايات المتحدة الاميركية ولربما في بعض دول العالم الغربي الليبرالي هي عملية مركبة من سلطة المال واصوات الناخبين، وهو ما يعني ان صوت الناخب ليس حاسما ، فالمال في مثل هذه "الديمقراطية " له اثر فاعل ، والمال هنا يدخل الى العملية الانتخابية بهدوء وسلاسة والاخطر بشكل مشروع لا يُحاسب عليه القانون عبر ما يسمى "بمجموعات الضغط " او "اللوبيات " ، ولذلك نجد ان منظمة مثل منظمة "الايباك" تملك نفوذا طاغيا على من يترشح من الحزبين الكبيرين سواء اكان من الديمقراطيين او من الجمهوريين ويصل عدد هذه المنظمات تقريبا الى خمسين منظمة ومن ابرزها "الايباك " ، ومنظمة "قف مع اسرائيل" ، ومنظمة "الاغلبية الديمقراطية لاسرائيل" " Democratic Majority for Israel " ، ومعهد واشنطن لسياسات الشرق الادنى وغيرها .
وخلال الثلاثة عقود الماضية وتحديدا منذ تسلم رونالد ريغان منصبه كرئيس لاميركا عام 1981 وجدنا ان الحزب الجمهوري اصبح يتميز بصهيونية "فاقعة" غطت على تلك الصهيونية في الحزب الديمقراطي، ورغم هذه الصهيونية الفاقعة تميز الحزب الجمهوري بانه "اكثر جرأة " وقوة في قول "لا" لاسرائيل ، واستطيع القول ان الرئيس جورج بوش الاب كان من بين هؤلاء الرؤساء الاميركيين الذين فرضوا على اليمين الاسرائيلي ( اسحاق شامير وقتذاك ) ارادة واشنطن السياسية مستغلا توظيفه لحربه ضد صدام وتحرير الكويت من الاحتلال العراقي عام 1990 ، ليكون جورج بوش الرئيس الثاني من الحزب الجمهوري بعد ايزنهاور الذي يهدد اسرائيل ، وهدد معها بريطانيا وفرنسا بعد العدوان الثلاثي على قناة السويس عام 1956 .
الرئيس ترامب هو الاكثر صهيونية وانحيازا لاسرائيل وهو امر لم يعد فيه مجالا للنقاش على الاطلاق الا ان التحول الدراماتيكي في موقفه وموقف اداراته تجاه غزة والضفة الغربية بعد لقاء نيويورك مع ابرز القادة العرب والمسلمين ( الثلاثاء الرابع والعشرين من سبتمبر الماضي ) يعد محطة فارقة وتاريخية اذ نتج عنه وسريعا خطته لوقف الحرب على غزة وهو الحدث الذي لم يكن نتنياهو يريده على الاطلاق ، وتم فرضه عليه فرضا بعد ان وظف القادة العرب والمسلمين اجتماع نيويورك لاحداث تغيير في نظرة واشنطن للمنطقة ولمصالحها الاستراتيجية .
وقد برز هذا التحول في مواقف ترامب بشكل كبير من خلال ما يلي:
• فرض خطته المكونة من " 20 " نقطة .
• مقاومته القوية لمحاولات نتنياهو وائتلافه وتحديدا بن غافير وسموتيرش نسف الاتفاق بحجة تسليم جثث الاسرى .
• التحول الاكثر وضوحا للدرجة التى يمكن معها وصف هذه الرؤية "بخارطة طريق" هو ما صرح به الرئيس ترامب في لقائه مع مجلة التايم ويمكن التوقف عند النقاط التالية المهمة في تلك المقابلة والتى فاجأت الحكومة الاسرائيلية:
• استمرار دعمه لخطة وقف الحرب على غزة وتحدث بلا مواربة انه هو من اوقف هذه الحرب ولولاه فان نتنياهو كان سيواصل الحرب لسنوات .
• تلميحه بانه قد يعمل من اجل الضغط على اسرائيل للافراج عن مروان البرغوثي الذي يعد في نظر الحكومة الاسرائيلية "ارهابيا كبيرا" لا يمكن الافراج عنه .
• تاكيده على مشروع السلام الابراهيمي وتحديدا مع السعودية، وهو ما يعني ان حساباته تجاوزت مصلحة اسرائيل ونتنياهو .
• اما النقطة الاخطر على الاطلاق والتى لا اعتقد ان اسرائيل ككل سوف تتسامح فيها مع ادارة ترامب رغم كل الذي قدمه ويقدمه لها هي قوله بصريح العبارة "ان اي خطوة لضم الضفة الغربية ستؤدي الى فقدان اسرائيل الدعم الاميركي الكامل، مشيرا الى انه وعد الدول العربية بعدم حدوث ذلك"
اعتقد ان جدية ترامب في هذا الموقف قد تكلفه اثمانا باهظة قد تصل الى ان تكون الكلفة حياته، ففي شهر سبتمبر الماضي قتل الناشط والاعلامي تشارلي كيرك بعد ان انقلب على مواقفه الصهيونية المتشددة، واعلن مواقف عديدة تدعم بقوة حقوق الشعب الفلسطيني ، وكلنا يذكر كيف قتل اسحاق رابين بعد توقيعه اتفاق اوسلو مع ياسر عرفات، وتوقيعه اتفاق السلام مع الحسين رحمه الله مع بدء صعود اليمين الاسرائيلي الديني .
في اميركا الاغتيالات الغامضة باتت امرا عاديا، منها اغتيال جون كيندي، ومنها واقعة موت جيفري ابستين الذي "شنق" نفسه في السجن ومنها تشارلي كيرك.