عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Jul-2022

“رؤيتنا للتحرير”.. مقالات لباحثين ونشطاء فلسطينيين عن أنماط المقاومة

 الغد-عزيزة علي

صدر عن المؤسسة العربية للدراسات والنشر كتاب بعنوان “رؤيتنا للتحرير-أحاديث صريحة للقادة والمفكرين الفلسطينيين”، قام بتحريره كل من: د. رمزي بارود، د. ايلان بابيه، وترجمة ابتسام محمد الخضراء. ويضم الكتاب مجموعة من المقالات كتبها عدد من الباحثين والمثقفين والنشطاء الفلسطينيين والعرب والأجانب الذين يرون في النضال الفلسطيني محورا من أجل تحرير فلسطين من الاستعمار بأشكاله كافة.
د. ايلان بابيه مدير المركز الأوروبي للدراسات الفلسطينية بجامعة إكسيتر بالمملكة المتحدة، والمدير المشارك لمركز إكسيتر للدراسات العرقية والسياسية؛ كتب مقدمة للكتاب يشير فيها الى أن النضال الفلسطيني من أجل التحرير يتخذ أشكالا عديدة، ويقوم على أنماط متنوعة من المقاومة، وعادة ما يوصف هذا النضال -وبشكل مفهوم-بأنه جهد جماعي لأمة كانت مستعمرة في أواخر القرن التاسع عشر، وما تزال خاضعة تحت الاحتلال والاستعمار حتى اليوم، فما يزال هذا النضال مستمرا، مبينا أن الشيء المهم في هذه المرحلة الزمنية هو تسجيل النضالات الفردية التي تشكل الجهد الجماعي من أجل التعرف عليها.
ويذهب بابيه إلى أن الفكرة بتسجيل وتوثيق هذه القصص الفردية للنضال من أجل الحرية والتحرير، جاءت بهدف الحصول على صورة كاملة للمساهمة الشخصية والخبرة لكل مساهم في هذا النضال، ففي كل فصل قصة فردية، وقسم خاص بالسيرة الذاتية.
في الفصل الافتتاحي الذي كتبه حمدان طه، يقيم دور علماء الآثار الفلسطينيين في النضال من أجل التحرير، ولمحة عن حياة صبي كان يبلغ من العمر اثني عشر عاما إبان الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية في العام 1967، وفي مقطع مؤثر في الفصل، يتحدث طه كيف أن هذا الصبي والمراهق اللاحق، أصبح أحد علماء الآثار الرواد في فلسطين، وكيف كانت المواجهة الأولى له مع الواقع القمعي الجديد الذي فرضه الاحتلال.
وحتى الوقت الحاضر، يتعين على طه أن يكافح وبشكل يومي، ضد الروايات الإسرائيلية الملفقة عن الآثار، وعن إنكار أصل الآثار الفلسطينية والعربية، وطمس معالمها، ولأن هذه الحملة الشريرة حول ما يتعلق بالآثار، لا تتم فقط من خلال تشويه التاريخ القديم، ولكن من خلال إنتاج خطاب مضلل، واختراع مفردات خادعة، وكيف يمكن أن يؤدي تشويه اللغة إلى تحريف الماضي والحقائق الحالية عن فلسطين.
وهنا قصة حياة إبراهيم عودة، الذي يبرز التزامه المهني، في دور الخطاب واللغة في النضال من أجل التحرير؛ حيث كرس حياته المهنية لمواجهة تلك المفردات الصهيونية المضللة، التي عززت واستمرت في الإنكار الاحتيالي للوجود الفلسطيني منذ البداية، إضافة إلى ذلك كانت طريقته الخاصة في المقاومة الثقافية تعتمد على عمله يوما بيوم.
أسماء أبو شرار لعبت دورا مهما في النضال الإعلامي، وهي تتأمل الخيارات التي يتخذها الفلسطينيون في سياق نضالهم من أجل التحرير، قصة أسماء توضح أن مثل هذا الدور يمكن أن يؤدي إلى عمل رائد في بناء وسائل الإعلام ومعاقل الصحافة المهنية، التي تؤدي إلى اعتراف الناس بالمحنة الفلسطينية، وعلى وجه الخصوص، وتسليط الضوء المستمر على الفلسطينيين وعلى حق اللاجئين في العودة.
أنور مخلوف يروي قصة “النادي الرياضي الفلسطيني”، في تشيلي، وهو أحد أفضل أندية كرة القدم في القارة، يوجد فيه الآن أولئك الشباب الذين “يمتلكونه كليا”، ولكنهم ما يزالون ينتمون إلى جذورهم وهويتهم وأمتهم الفلسطينية، وفي أصعب الأوقات، فدعمهم يؤكد أن تلك الحقائق الملفقة للاحتلال والاستعمار الإسرائيلي، لن تحرم الشعب الفلسطيني متعة الرياضة، ولا أهميتها الحاسمة في حياتهم ومستقبلهم، ولا يقلل في الواقع، كون المرء فلسطينيا خارج فلسطين في معظم حياته، من التزام بقضيته، ومساهمته في النضال من أجل التحرير.
وهنا تتذكر غادة كرمي عندما دعيت لسرد قصة حياتها في سياق حدث خاص طلب فيه من المشاركين القيام بذلك، ولكنها بعد أن فعلت ما طلب منها، تم حظرها من قبل المنظمين الذين يخشون أن تكون قصة حياة تلك الفلسطينية قصة “استفزازية”، أو “محرضة”، وقد حدث هذا في لندن.
بينما توضح رندة عبدالفتاح أن الكفاح في الخارج، هو كفاح يومي، وجزء من حياة الفرد وهويته من خلال تسليط الضوء على المقاومة الفلسطينية في سيدني. بينما تبدأ سماح سبعاوي رحلة شعرية في التاريخ والهوية من ساحل ريدلاندز في كوينزلاند بأستراليا، وأثناء زيارة والدها المسن، تقول “كانت الخلفية الجغرافية والتاريخية حاضرة دائما، بوعي وفي حياة امرأة فلسطينية تكتب عن العلاقة بين المنفي والصدمة، بل وتختبرها يوميا، وتتأمل في وسطها ما بعد الذاكرة. إثبات الذات ساعد سماح على تحدي الإلغاء والإنكار، بل وعلى نقل هذا التصميم إلى الجيل المقبل، لا يمكننا المضي قدما بينما يرزح أحباؤنا تحت القنابل المتساقطة، والحصار والاحتلال، ولذلك فإننا إن لم نوثق ما يجري، فسوف ينتقل هذا إلى أطفالنا”.
أما حكاية خالدة جرار، التي كانت وما تزال في السجن أثناء إعداد هذا الكتاب، فقد حرمت من حق المشاركة في جنازة ابنتها.
تكتب جرار “في حين أنه من المهم أن تفهم المعاناة التي يتعرض لها السجناء، مثل العديد من أعمال التعذيب الجسدي والعذاب النفسي والعزل المطولة، يجب أن تدرك قوة الإرادة البشرية، عندما يقرر الرجال والنساء المقاومة من أجل استعادة حقوقهم الطبيعية، واحتضان إنسانيتهم، حيث لا تتطلب المقاومة الشعبية الالتزام والشجاعة فسحب، بل تتطلب تنظيما أيضا. القصص الفردية المختلفة في هذا المجلد، لا تغطي جميع جوانب هذا النضال، ولا يمكنها أن تمثل كل الجماعات والمواقع والأجيال التي أبقت النضال من أجل التحرير حيا ومستمرا، ولكنها كعينات، هي شهادة على رأس المال البشري، الذي أنعمت به فلسطين قبل النكبة واستطاعت على الرغم من الكارثة المستمرة، أن تتجدد وتتوسع، وسيتأتى يوم يوظف هذا الكنز البشري لصالح كل من يعيش بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، ومن أجل جميع الذين طردوا من هناك على مر السنين”.
وعن دور التراث في النضال التحرير في وضعه الثقافي، يقدم تيري بلاطة لمحة عامة عن هذا الدور، يقول “أزعم أنه بالنسبة للغالبية العظمى من الفلسطينيين خارج الوطن، بمن فيهم أنا، أن كونك فلسطينيا ليس قرارا بقدر ما هو انعكاس لحقيقة هويتنا الوجودية، وإعادة هيكلة من نحن”. بينما تقيم فرح نابلسي التي ولدت في لندن دور السينما في قمع ومقاومة النضال التحريري.