- «تروث ديغ»
ان اليأس من وضع السياسة في بلادنا ينتشر في انحاء الطيف السياسي كافة، من اليمين حتى اليسار. اذ ان احد مصادرها، اي مقولة العدالة المذكورة في مناهج الحقوق المدنية الاساسية- ان لدينا جميعا فرصة متكافئة لتحقيق النجاح في حال عملنا بجد واتبعنا القوانين، وان بمقدور المواطنين صياغة السياسات بحق- لم تعد صادقة في نظر معظم الاميركيين.
وتشير استطلاعات الراي الاخيرة الى ان عددا كبيرا منهم يعتقد بان الاقتصاد والنظام السياسي كلاهما فاسد. كما يعتقدون كذلك ان المال يلعب دورا ضخما في عالم السياسة. ويؤمن بوجهة النظر هذه تسعون بالمائة من الديمقراطيين، ولكن ثمانين بالمائة من الجمهوريين مقتنع بها ايضا. وتؤكد الدراسات الدقيقة ما تؤمن به العامة.
لا ينبغي ان يكون اي من ذلك مفاجئا بالنظر الى الانعدام الصارخ للعدالة الاقتصادية الذي يتصف به مجتمعنا في الوقت الراهن. اذ تملك طبقة الاغنياء الاميركيين ونسبتها 1% ما يقارب 40% من حجم الثروات في بلادنا، اي اكثر مما تملكه الطبقة الدنيا من العائلات ونسبتها 90%. بل ان الاسوأ من ذلك ان نسبة اغنى الاثرياء ومقدارها 0.1% تحتكر نحو 20% من تلك الثروات، ما يشكل زيادة بالمقارنة مع نسبة 7% في منتصف السبعينات.
بالمقابل، تقلصت حصة الطبقة الدنيا التي تبلغ 90% منذ ذلك الحين من 35% الى 25%. وعند وضع هذه الارقام في منظور شخصي، نجد ان ثلاث رجال - جيف بيزوس ووارن بافيت وبيل غيتس- امتلكوا في عام 2017 ثروة (قدرها 248.5 مليار دولار) اكبر من طبقة الاميركيين الدنيا التي تبلغ نسبتها 50%.