عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Aug-2019

مجتمعنا كان ولا يزال آمنًا - خالد الزبيدي

 

الدستور - ظاهرة النفخ في احداث محدودة ومرفوضة بكافة المعايير من اعتداءات في شارع عام او موقف اصطفاف المركبات واحيانا ينشب خلاف بين شخص او اكثر في الطريق مفهوم فالناس ليست على سوية واحدة من حيث التربية الاسرية والتعليم، فرجال الأمن والقانون هما الحكم في نهاية المطاف، وما يحدث في عمان التي يقطنها اكثر من اربعة ملايين نسمة ربما نصفهم من غير الاردنيين موجود في عدد كبير جدا من العواصم الا ان الفارق الكبير ان التعاطي الاعلامي مع هذه الاحداث يتم تداوله والتعليق عليه في وسائل الاعلام والتواصل الالكتروني في الاردن بشكل مبالغ فيه، والاكثر صعوبة انسياق بعض وسائل الاعلام الرصين وراء مثل هذه الاحداث، والنتيجة الاكيدة انها تربكنا جميعا من جهة وتضر ببيئة الاردنيين التي لطالما كانت مضرب المثل في السياحة الآمنة والنظيفة الخالية من شوائب العابثين من جهة اخرى.
الاردنيون يحظون باحترام من يتعامل معهم في المملكة وفي دول المهجر فهم الاكثر تسامحا وصفحا وقبول اعتذار المخطئ، فالاردني يقلب الصفحة باقتدار ويواصل حياته، الا ان مجموعات من الأخبارالمتكررة حول ضبط خارجين عن القانون، وحوادث المرور المريرة وحالات الاحتيال والسرقات ومشاجرة هنا او هناك وغيرذلك من الحوادث يقدمها ناطقون اعلاميون وكأنه إنجاز يتصدر الاخبار ووكالات الانباء والتلفزة ومواقع الكترونية، وهذا يتم إما بحسن نية او سوء نية  فهي لا تخدمنا لا بل تسيء للاردن والاردنيين.
اي من الاحداث والاعتداءات الفردية يفترض ان لا تحظى بكل هذا الاهتمام في وسائل الاعلام المختلفة، فالمصلحة الوطنية العليا تتطلب التعامل القوي من قبل السلطات الامنية والقضائية، بحيث يأخذ كل صاحب حق حقه بدون هذا الصخب الاعلامي الذي ينفر السياحة ويضر ببيئة الاستثمار، ومن يزور دولا في الاقليم والعالم يجد حوادث اكثر بكثير مما نتابعه في بلدنا، ومع ذلك فإن ما يحدث يتم تصويره وكأننا دولة تفشت فيها الجريمة والمخدرات والعصابات والخاوات، علما بأن السلطات الامنية تعرف السواد الاعظم ممن يقوم بهذه الاعمال وهي قادرة على ملاحقتهم وضبطهم في ساعات.
أخطر ما نواجهه جرّاء تضخيم ما يجري من حوادث هامشية يساهم في التغطية على جرائم حقيقية  توصف بأنها ارهاب الدولة يمارسها الكيان الصهيوني يوميا، وعلينا التركيز على الملفات الداخلية الكبرى التي تنشغل فيها الدولة الاردنية بمكوناتها .. من اصلاح سياسي وعلاقة مختلة مع الكيان الصهيوني الذي يهددنا يوميا بطروحاته العداونية من صفقات سيئة من الغاز الى القرن المرفوضة..الاردن آمن سابقا وحاليا وعلينا الانتباه لمحاولات ذر الرماد في العيون، وشد الانتباه لقشور لا تؤثر على المسيرة.