عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    17-Jan-2019

حتى يبقى العراق عربياً!!*صالح القلاب

 الراي

لا شك إطلاقاً في أن غالبية العراقيين، مسؤولين كباراً ومواطنيين عاديين سنة وشيعة، ما عادوا قادرين على تحمل كل هذا التدخل الإيراني العسكري والأمني و"الميليشياوي" وأيضاً الإقتصادي..وكل شيء وهذا جعلهم ينتظرون وعلى أحر من الجمر أيُّ ظهور عربي في بلدهم وبخاصة إذا كان هذا الظهور قد تجسد في الزيارة الأخيرة التي قام بها جلالة الملك عبدالله بن الحسين إلى بغداد وحيث أكثر ما لفت نظري وتوقفت عنده طويلاً هو لقاؤه الحميم مع السيد عمار الحكيم الذي يعتبر من الرموز الدينية والسياسية الوازنه في بلاد الرافدين.
 
إنَّ المفترض أنه معروف أن معظم كبار المسؤولين العراقيين، بمن فيهم رئيس الدولة الكردي برهم صالح، ميولهم عربية وأنهم لا يثقون لا بـ "الولي الفقيه" ولا بكل من حوله ويكرهون قاسم سليماني ككرههم لأي جنرال إسرائيلي وأنهم لا يطيقون سماع إسم "الحشد الشعبي" وهذا ينطبق أكثر ما ينطبق على الرجل القومي والعروبي الدكتور إياد علاوي الذي حسب مذكراته وبخاصة الجزء الأول منها كان قد ذاق الأمرين خلال تجربته المرة مع الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين رحمه الله على أي حال.
 
وهنا فإن المفترض أن الأشقاء الأكراد العراقيون منهم والأتراك والإيرانيون قد أدركوا وتوصلوا إلى قناعات لا شك فيها إطلاقاً بأن مشكلتهم الأساسية ليست مع العرب، أي ليست مع العراق وسوريا، وإنما مع إيران أولاً وبالدرجة الأولى ثم مع تركيا وإن ما يؤكد هذا ويعززه كل هذا الذي يجري في المثلث العراقي – التركي – السوري الملتهب وحيث أن الوحيدين من كرد هذه المنطقة الذين حصلوا ولو على الحد الأدنى من حقوقهم هم الكرد العراقيون وبقيادة هذا الرجل الحكيم والقائد الفذ فعلاً مسعود بارزاني.
 
في سوريا وحدها كان هناك خمسة من الرؤساء الذين تعاقبوا على القصر الجمهوري من الأشقاء الأكراد وكان بعض من كبار البعثيين أيضاً وبالطبع فإن هذا لا يكفي وإن المطلوب هو ليس إستيعاب هؤلاء لا في تركيا ولا في إيران إذْ أن المفترض أن لهذا الشعب حقوق الشعوب الأخرى وأنه من حقه أن يقرر مصيره بنفسه وأن يقيم دولته الوطنية والقومية المستقلة ومثله مثل غيره من أهل هذه المنطقة.
 
والمهم وبالعودة إلى العراق فإن أكبر وأخطر مصيبة تعرض لها هذا البلد العربي، والذي بقي عربيا منذ فجر التاريخ وحتى في زمن المغول والصفويين والأتراك، هو عندما فتح الأميركيون حدوده الشرقية بعد إسقاط نظام صدام حسين لزحف إيراني لا يزال مستمراً حتى الآن وقد إتخذ هذا الزحف طابعاً مذهبياًّ بغيضاً مع أنه في الحقيقة كان ولا يزال يشكل إحتلالاً إيرانياً قومياًّ عنوانه قاسم سليماني وباقي جنرالات الدولة الإيرانية.
 
ولهذا فإن الإنفتاح العربي على العراق وعلى كل المستويات يعتبر واجباً أكثر من ضروري فترْكنا لأهلنا في بلاد الرافدين كما كنا تركنا فلسطينيي (الداخل)، أي فلسطينيي عرب عام 1948، يعني التخلي عنهم لإبتلاع إيراني لا علاقة له لا بالتشييع ولا بالشيعة وحيث أنَّ الهدف الحقيقي هو إستعادة ما يسمى: "أمجاد فارس" القديمة والعودة إلى "إيوان كسرى" للإنطلاق منه في إتجاه دولٍ عربية أخرى إنْ كإحتلال فعلي وإن كإحتلال مقنع وبحيث تصبح طهران مرجعية للشرق الأوسط كله مع إمتداد في إتجاه الغرب حتى ملامسة جبل طارق!!.