عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    05-Jun-2023

المخدرات والأرقام الصادمة*نسيم عنيزات

 الدستور

القبض على أكثر من ألف شخص بين تاجر ومروج للمخدرات والتعامل مع أكثر من 600 قضية في هذا الخصوص خلال شهر أيار الماضي حسب تصريحات صدرت عن جهاز الأمن العام أمس الأحد، الا يعني هذا الرقم شيئا للمواطن والدولة معا؟؟
الا يعتبر هذا الرقم كبيرا ومرعبا، يجب ان لا يمر مرور الكرام كما يدق ناموس الخطر في دولة يمتاز مجتمعها بعادات وتقاليد عريقة لدرجة ان تدخين السيجارة كان عيبا ومرفوضا؟؟
فاذا كان القبض على هذا العدد الكبير خلال شهر واحد فكم شخصا ما زال متواريا عن الانظار او يعمل في اوكار سرية لم تطله يد العدالة لغاية الآن؟.
وامام هذا الرقم الكبير من التجار والمروجين، وبمعنى اخر المجرمين، نتساءل عن حجم السوق الذي يروجون به بضاعتهم وعدد المتعاطين او مستخدمي هذا المواد السامة.
حيث أشارت التصريحات ايضا، إلى أرقام وأحجام كبيرة كافية بأن تجعل الشعب كله مدمنا في حال دخولها السوق المحلي.
من خلال الارقام سواء على صعيد التجار او الكميات فإنها تشي بأن هناك امرا خطيرا وان هذه المواد منتشرة بشكل كبير ولها زبائن اعدادهم ليست بقليلة مما يتطلب من اجهزتنا إعلان حالة الاستنفار لا بل حربا دون هوادة او رحمة على جميع الأطراف من متعاطين وتجار ومروجين وان تدرس الامر بعناية ودقة والأسباب التي أدت إلى هذا الانتشار الواسع لمعالجته ايضا وبخط متواز مع المواجهة والتصدي.
فبعض الاسباب باعتقادنا معروفة لا تحتاج الى عناء او دراسة خاصة موضوع البطالة امام شبابنا وقلة فرص العمل واوقات الفراغ القاتلة والمملة التي تقود بعض هذا الشباب إلى الهروب من واقعهم الى أكثر سوءا وأقرب الى الانتحار خاصة مع رخص بعض هذه المواد السامة التي تصنع بمواد كيماوية قاتلة .
ولا ننسى ايضا موضوع الحدود السورية وقيام بعض العصابات والمافيات بتهريب او محاولة تهريب كميات كبيرة عبر حدودنا مما زاد من كميات العرض وسهولة الحصول عليها في بعض الأحيان.
كما اننا وحسب اعتقادنا نحتاج الى تعديل التشريعات والقوانين وتغليظها على المجرمين باعتبار أفعالهم جرائم قتل مع سبق الإصرار والترصد وان لا تأخذنا بهم رأفة ولا رحمة.
فموضوع التوعية الذي يقوم به جهاز الأمن العام على اهميته الا انه غير كاف ولن يحقق الهدف المنشود وهذه النتائج حاضرة امام أعيننا وتؤكد ما ذهبنا اليه.
مما يتطلب استدارة كاملة واتباع إجراءات جديدة حفاظا على أمننا الوطني وحماية لشبابنا الذين سرقت بعضهم سكينة المخدرات وأصبحوا يتعاطونها في مناطق وأحياء كثيرة نخشى معها ان تدخل جامعاتنا ومدارسنا ومؤسساتنا واماكن العمل .
فأوقفوا هذه الآفة وامنعوها من الزحف والانتشار قبل ان تغزو بيوتنا وتصبح متطلبا للكيف والجلسات العائلية.