عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Jan-2020

خيار القتل دائما على الطاولة - يوسي كلاين

 

هآرتس
 
نحن مصابون بالإحباط. فليس كل شيء يدور حولنا. لا يقتلون من اجلنا. لا يعاقبون باسمنا ولا يردعون باسمنا. الحقيقة هي أنهم لا يهتمون بنا. “تصفية” (المفهوم الأكثر ليونة والاكثر لطفا) سليماني تحلق فوق رؤوسنا. نحن فقط احصائيون يأملون بأن ترسل ايران الحساب الى عنوان آخر.
نحن نأمل بأن تقوم “اهداف اميركية” باستقبال الحساب. لكن بأثر رجعي وبالتحديد من خلال تعظيم القتل الناجح، نحن يمكننا أن نسأل اذا كانت عزتنا واهانتهم تساوي الثمن. نحن نفهم بالأسعار. ثمن التصفية في غزة هو اطلاق صواريخ القسام على سدروت. وتصفية هايدريخ التي اثارت اهود يعاري تسببت بالقتل الجماعي.
بصفتنا مرشحين محتملين للقتل الجماعي فمسموح لنا السؤال: ما الذي سنحققه من ذلك؟ هل سيتحسن وضعنا؟ يبدو أن الجواب هو لا. فالتصفيات لا تغير أي شيء. في قطاع غزة قمنا بتصفية عدد لانهائي. التصفيات ليست أكثر من منافسة ذكورية: كل طرف يريد الاثبات بأنه يستطيع. وأن خاصته أكبر.
هل الافتراض بأننا نستطيع، يملؤنا بالفخر؟ هل نتأثر من “اليد الطويلة للجيش الاسرائيلي”؟ بقدر ما اجرام سليماني مبالغ فيه، إلا أن حكمته اكثر اثارة للاعجاب. وتشبيهه بهتلر يجعل ذراعنا اطول. هل هذه هي تصفيتنا؟ لحظة، أليس هذا فعل ترامب؟ أجل، ترامب. ولكن رغم ذلك نحن لن نتنازل. سنصمم وسنعطي الاشارات وسنغمز. ولن ننفي أن التصفية هي تصفيتنا حتى لو لم يسألوننا.
وحتى لو أن التصفية هي من قبلنا فنحن لن نردع أحدا. بدلا من سليماني أ، سيأتي سليماني ب. مثلما جاء نصر الله بدلا من موسوي، ومثلما جاء هنية بدلا من أحمد ياسين. احيانا التصفيات تنجح (التصفية التي قام بها يغئال عمير) واحيانا التصفيات تفجر اتفاقات. عندما يزعج الاتفاق دائما يكون هناك من سيقول بأنه “يستحق الموت، والآن توجد فرصة”.
في ايلول الماضي كانت محاولة لعقد لقاء بين ترامب وروحاني، ربما من اجل التوصل الى اتفاق. وسليماني تفجر والتسوية المحتملة تفجرت معه. ولو لم يتم تفجير سليماني لكان نتنياهو سيتفجر من الغضب. فالاتفاقات تهدده ولا يهم مع من وعلى ماذا؟ (باستثناء بن غبير وبيرتس). اتفاق بين ايران والولايات المتحدة كان سيخرج من بين ايدي نتنياهو الورقة المحببة عليه “يريدون قتلنا، وأنا أنشغل بالحصانة”.
لو أنه لم يكن منشغل بالحصانة لكان لديه بالتأكيد الوقت كي يكتب، أو على الأقل يلمح، بأن التصفية هي تصفيتنا. ليعاري اعاد نتنياهو اللون الى وجهه وأعاد البريق لعيون روني دانييل والعمق بصوت الون بن دافيد. غير بعيد اليوم الذي يستطيع فيه دانييل القول بأنه حسب مصادر اجنبية، من فعلوا ذلك هم نحن. لقد حذرنا، دفعنا، عثرنا على الهدف وخططنا، نحن وضعنا اصبع ترامب على الزناد وقلنا له، الآن اضغط.
والآن، بعد أن قام بالضغط على الزناد، هل اصبح العالم مكان أفضل؟ ربما في الساعتين القريبتين. ما الذي تريدونه منا؟ سيقول من قاموا بالتصفية. ألم تطلبوا منا أن نقوم بالتصفية؟ لقد فعلنا ذلك. والآن أنتم تريدون معرفة ماذا بعد ذلك؟ ما هي الخطة؟ ما هي السياسة؟ اذهبوا الى وزارة التخطيط والسياسات واسألوا هناك.
هذا هو، لا توجد وزارة كهذه. لا يوجد خطة أو سياسات. يوجد منع ولا توجد مبادرة. ربما هذا غير مطلوب، حيث إن خيار القتل دائما موضوع على الطاولة. الخيارات الاخرى صعبة. من الاسهل أن تواجه خامنئي على أن تواجه الحاخام ايلي تسدان. ومن الاسهل القاء نصف طن من المواد المتفجرة على بيت في غزة من أن تنقذ جهاز التعليم وتعالج جهاز الصحة وتصلح البنى التحتية.
عندما لا يعالجون الامور الهامة فان الاذكياء يمتنعون عن الاصغاء لنصائح الدولة. اتركوا المستقبل، تقول الدولة، اليوم كلوا واشربوا لأنكم ستموتون غدا. اذهبوا الى بوخارست وتجولوا هناك على الاقل في درجة حرارة 4 تحت الصفر، لأن المعيشة هناك أرخص. لقد عدنا لنكون يهود من الجيل القديم، يهود لا يثقون بالدولة. واذا كان وريث سليماني سيكون أكثر نجاعة فسيكون لدينا قرب الباب حقيبة توجد فيها ملابس داخلية وادوات الاستحمام وجواز سفر برتغالي.
ربما ايضا سنصمت الى أن نصل بقوتنا الذاتية الى السرير الذي يوجد في الرواق في مستشفى ايخيلوف، وننادي الممرضة التي لن تأتي في أي يوم لأن الميزانيات لجهاز الصحة تأخرت والتطعيمات ضد الانفلونزا نفدت. تكفينا امطار غزيرة كي تذكرنا بأن وجودنا لا يتعلق بـ “تصفية القرن” التي لا توجد صلة لها بالحصانة، بل هي متعلقة بترامب وخامنئي ونظام افضل لتصريف مياه الامطار.