عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Apr-2020

حـلـم المطعــــوم متى ســيتحـقق؟؟ - الدكتور فايز أبو حميدان

 

الدستور- التخلص من مرض الكورونا يتم عبر ثلاثة طرق علاجية أفضلها وأسرعها وأقلها تكلفة هي إيجاد لقاح لهذا الفيروس الشرير، أما الثانية فهي مناعة القطيع والتي تتلخص في ترك المرض ينتشر لكي يكتسب الناس مناعة تلقائية بعد إصابة 50-70 % منهم بالمرض، ولكن لا احد يدرك الثمن الباهظ الذي ستدفعه البشرية جراء ذلك من ناحية الخسائر البشرية والمادية والاقتصادية، والطريقة الثالثة هي علاج المرض وأعراضه بأكبر قدر ممكن من الإمكانيات الطبية المتوفرة وأساليب العزل الى ان يتم إيجاد لقاح وهذا ما تتبعه معظم دول العالم وما تنصح به منظمة الصحة العالمية حالياً. يوجد حالياً 50-60 من المشاريع المخبرية لشركات ادوية ومنشآت بحثية في مختلف دول العالم تتسارع فيها جهود الباحثين وتتسابق مع الزمن لاكتشاف وتطوير لقاح فعال ينقذ البشرية من هذا الوباء مسجل منها لدى منظمة الصحة العالمية 54 اختراع وهي موزعة على دول متعددة حول العالم امريكا، المانيا، الصين، اليابان، فرنسا وكوريا الجنوبية. 
 
في الوضع الطبيعي تمر عملية تطوير لقاح جديد برحلة طويلة ومعقدة تستغرق عادةً عدة سنوات وذلك لان الروتين العادي للانتاج يمر بمراحل ستة تبدأ في اكتشاف الفيروس وتحليله ومعرفة تركيبته الوراثية، ومن ثم تحديد المادة المضادة له وطريقة عملها وتجربة تأثيرها على الحيوانات، وبعد ذلك اجراء التجارب السريرية على الانسان وهذا يمر في ثلاث مراحل ايضاً تبدأ بتجربة اللقاح على عدد قليل من المتطوعين ومن ثم يتم زيادة عدد الاشخاص لتقييم اللقاح من ناحية السلامة والفعالية والتأثيرات والأعراض الجانبية، وبعد نجاح هذه التجارب يتم تقديم طلبات الموافقة على ترخيص وانتاج المطعوم من قبل الجهات المختصة وفي حال الحصول على التراخيص والموافقات يتم البدء بتصنيع كميات كافية تطرح في الاسواق.من المعروف بأن إنجاز كل مرحلة من هذه المراحل يقتضي فترة زمنية معيّنة وأن اختبارات السلامة والفعالية تستغرق الوقت الاطول الا ان الوضع الاستثنائي الراهن لا يحتمل الانتظار كثيراً فتقليص الإطار الزمني لإنتاج لقاح فعال عامل حاسم في انقاذ ملايين الارواح حول العالم من هذا المرض الفتاك والمطلوب هو التسريع في هذه الاجراءات، وهناك العديد من الشركات التي بدأت في مراحل الفحص السريري على الانسان مثل شركة جيليد ساينسز الأميركية Gilead Sciences « وشركة كور فاك الألمانية « CureVac « حيث وعدت هاتان الشركتان بان المطعوم سيكون متاحاً قبل نهاية هذا العام. 
 
وينطوي انتاج المطعوم على ثلاث طرق إما عن طريق استخدام فيروس مساعد يسمى Vector Virus حيث يقوم العلماء باستخدام فيروس غير ضار يتم تحميله ببعض الصفات الوراثية لفيروس كورونا المستجد (SARS-COV-2) وخاصة البروتينات مما يؤدي الى تنشيط الجهاز المناعي للانسان ضد الكوفيد 19، أما الطريقة الثانية فهي باستخدام بروتينات فيروسية من (SARS-COV-2) عبر حقنها لجسم الانسان مباشرة تؤدي الى نشوء مناعة كما هو الحال في مقاومة التهاب الكبد البائي، اما الطريقة الثالثة فهي تلقيح الانسان باجزاء من الحامض النووي للفيروس مثل ( m-RNA ) والتي تنشط نظام المناعة من خلال تحفيز الخلايا في الجسم لصنع بروتينات للوقاية من المرض أو مكافحته. فطرق الحقن المعروفة هي الوخز بالابر لكن هناك ابحاث علمية تسعى للاستغناء عن وخز الابر وذلك بادخال اللقاح عبر الانف مما سيجعل الامر سهلاً على الاطفال مثلاً.
 
ما يميز الجهود البحثية الرامية لإيجاد لقاح لفيروس كورونا هو التضامن الدولي والتعاون العلمي وتبادل الخبرات في سبيل تطوير لقاح في اسرع وقت ممكن وذلك لحجم الضرر الكبير والانتشار السريع لهذا المرض وارتفاع حصيلة ضحاياه على نطاق واسع في مختلف دول العالم والذي غيّر مجرى حياة الملايين من البشر وتسبب بركود اقتصادي في مختلف دول العالم، لذا فإن تطبيق معايير البحث العلمي المتعارف عليها ومراعاة الاطار الزمني المفترض وآلية الحصول على الموافقات سوف يشكل عقبة امام تطوير لقاح في ظل حالة الطوارئ العالمية الراهنة وهذا بدوره دفع الدول الى المجازفة بتطوير أساليب مختلفة خالية من البيروقراطية لضمان تصنيع وإنتاج واستخدام اللقاح بأمان خلال فترة زمنية قصيرة فالعمل لا يزال مستمر ومتواصل على قدم وساق لإنتاج اللقاح المرجو.