عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    23-Apr-2020

“كلمة” تقدم الدعمين النفسي والمعنوي للمتضررين من “كورونا”

 

منى أبوحمور
 
عمان - الغد-  مع الأضرار الكبيرة التي ألحقتها جائحة كورونا، وأصابت العالم بشلل اقتصادي، تأثر الجانب النفسي لأغلب شرائح المجتمع، ما استدعى وجود استراتيجيات وخطط جدية وواضحة لتقديم الدعم في مواجهة أزمة كورونا للخروج بأقل الخسائر.
هذا ما يسعى إليه أخصائي علم النفس الدكتور يوسف مسلم من خلال مبادرة “كلمة” التي تقوم بتقديم الدعم للمتضررين من جائحة كورونا مجانا من قبل فريق محترف ومتميز على مستوى الوطن العربي، يقدمون خلالها النصائح والإرشادات النفسية للتخفيف من الأضرار النفسية التي ألقت بها أزمة كورونا على المجتمع.
وانطلقت هذه المبادرة، وفق مسلم، بالتزامن مع أزمة كورونا، لافتا إلى أن الظرف الاستثنائي الذي تعيشه الأسرة الأردنية منذ بداية أزمة كورونا ألقى بظلاله السلبية على الجانب النفسي لدى الكثير من الأفراد صغارا وكبارا، كما أنه تسبب أيضا بانتكاسات للبعض تستدعي تدخلا في أسرع وقت.
تعمل مبادرة “كلمة” تحت مظلة مركز للتطور السلوكي والنفسي الذي يعد وفق المؤسس الدكتور يوسف مسلم المركز الأول المتخصص بموضوع العلاج السلوكي المعرفي في الأردن، وهو من أشكال المعالجة النفسية الاحترافية، يستخدمها المرشدون والمعالجون النفسيون لمساعدة الناس على معالجة الاكتئاب والاضطرابات المختلفة.
وتأتي مبادرة “كلمة” لتقديم الدعم النفسي في جائحة كورونا كواحدة من سلسلة مبادرات يقوم بها المركز كجزء من المسؤولية الاجتماعية، مسخرين خبرتهم ومهاراتهم لخدمة أبناء المجتمع ودعم المتضررين نفسيا والاستماع إلى مشاكلهم النفسية وما يتعرضون له من قلق وتوتر واضطراب جراء أزمة كورونا عبر منصات التواصل الاجتماعي الخاصة بالمبادرة والرسائل النصية مجانا.
ويشترط في قبول التواصل مع طالب الخدمة النفسية أن يكون ما تعرض إليه حصل بالتزامن مع أزمة كورونا أو كان يعاني من أزمة نفسية وشفي منها، وتسببت جائحة كورونا بانتكاسة له من جديد.
إلى ذلك، يتم ربط أصحاب الحالات التي تتواصل مع المبادرة واستفساراتهم مع أطباء نفسيين متخصصين، بحيث يتم متابعة الحالات التي تطلب استشارة جنبا إلى جنب مع الطبيب الذي يقوم بدوره بتشخيص حالته النفسية وتوجيهه إلى الطبيب المختص، حيث تشتمل مبادرة “كلمة” على عدد كبير من الخبراء والأخصائيين المحترفين على مستوى الوطن العربي.
ويؤكد مسلم أن فريق “كلمة” للعمل التطوعي كل أعماله تطوعية، ولكن ليس فزعة وتنتهي، فهي منظمة جدا بحيث يكون عمل هذا الفريق منظما حتى يصبح مؤسسيا، لاسيما في ظل النجاح والإقبال على هذا الفريق الذي يضم 300 شخص من أنحاء الوطن العربي كافة، وكل واحد منهم متخصص بتقديم خدمات معينة.
كما نشرت مبادرة “كلمة”، وفق مسلم، إلى هذه اللحظة، أدلة نفسية؛ الأول حول كيفية الإجابة عن أسئلة الأطفال وكيفية التعامل معها، والدليل الثاني كيفية الاعتناء بالجانب النفسي في ظل أزمة كورونا، والدليل الثالث تبيلغ الأخبار المزعجة وهو للمتخصصين في المجال الصحي الذين قد يحتاجون لتدريب حول كيفية تبليغ المصابين بإصابتهم بالعدوى أو انتقال المرض إليهم من خلال دليل متخصص وتقديم دورة أون لاين يمكن من خلالها أخذ الدليل بصورة pdf والحصول على الدورة مجانا، والدليل الرابع مساعدة الطواقم الصحية العاملين في المجال الصحي والطوارئ ومساعدتهم دعمهم نفسيا حتى يتجاوزا هذه الأزمة التي يمر بها العالم.
“في مبادرة كلمة انتهجنا أن نقدم دورة مصورة أون لاين مجانية مع كل دليل نقوم بإصداره”، فخدمات المبادرة ليست للفريق وإنما للجميع وتوفير مواد متخصصة تخدم أي فرق أو زملاء في قطاع كان يواجه ضغوطات نفسية أثناء تعامله مع أزمة كورونا.
إلى ذلك، تقوم وحدة الأبحاث والدراسات الاستقصائية على تفسير سلوكيات الأردنيين عموما وردود فعلهم، المعرفية والنفسية والانفعالية والعاطفية تجاه الأزمة الحالية، كما تعكف المبادرة على القيام بالعديد من الدراسات، وفق مسلم.
وتقوم وحدة التدخل العلاجي والإرشادي بنشر الطمأنينة بين الناس وللشخص الذي يعاني من توتر أو خوف أو قلق جراء الأزمة والضغوطات التي تسبب بها وباء “كوفيد 19” من خلال رسائل يتواصل من خلالها المتابعون مع الأطباء النفسيين والتي تصل يوميا إلى ما بين 25 و45 رسالة.
الفريق الإرشادي يستقبل هذه الرسائل لفهم المشكلة، بعدها التواصل مع صاحب المشكلة وفهم أزمته وتحويله إلى الأخصائي المعني من خلال فريق “كلمة”.
كما أبدت نقابة الممرضين الأردنيين التعاون مع فريق “كلمة” فيما يخص الضغط النفسي الذي تتعرض له الكوادر الصحية بسبب أزمة كورونا.
كما تقوم المبادرة، وفق مسلم، وبناء على طلب بعض المدارس بتجهيز فيديو موجه للأهالي والأولاد، حول كيفية التعامل مع الأطفال في ظل أزمة كورونا والدراسة والامتحانات خصوصا مع قدوم رمضان.
ويسعى مسلم إلى جعل مبادرة “كلمة” مؤسسة مستقلة قريبا تحتوي على فريق مرخص ومستقل وله مؤسسته حتى يستمر هذا العمل القيم الذي بدت ثماره في أزمة كورونا.