عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    07-Dec-2018

أثر وإنسان.. يَوميّات (هَيّة الكَرَك).. و(الحَملة الحُورانية) في الصحافة العربية العثمانيّة (1910 _ 1911) (40) -مطرانُ حوران: (أحوالُ المرأة الحورانية، التي عليها موئل النجاح، هي غاية في الانحطاط)..!

 

محمد رفيع
 
(2_2) (1911_2_ 9 الخميس يوم (الأحداث
الراي _ في هذا الجزء الثانيمن الاقتراح، يواصل مطران حوران شرح أحوال الزواج والمرأة التي تتعرض للضرب والإهانة، حتى أثناء حملها ورعايتها لأطفالها، وكذل الأحوال الصحية الرديئة في لواءي حوران والكرك.
_ من المعلوم أنّه بعد إخماد عصياني حوران والكرك فقد أصبح القائد العسكري للحملة الحورانية، سامي باشا الفاروقي، هو أبرز النافذين والمؤثرين في شؤون ولاية سورية كلها. وعليه، فكل الكلبات والالتماسات كانت توجه إليه.
_ في هذه الحلقة الثانية، ننشر الجزء الثاني من خطّة (اقتراح) قدّمه المطران نيقولاس مطران حوران إلى سامي باشا الفاروقي، من أجل إصلاح لواءي الكرك وحوران، بعد إخماد العصيان فيهما. وهو اقتراحٌ بالغ الأهمية، نظراً لما فيه من وصف دقيق لأحوال حوران الاجتماعية والزراعية والصحية والثقافية آنذاك.
_ أما حوران، التي يتحدث عنها المطران، فهي حوران التاريخية التي تمتدّ (من الصَنمين شمالاً إلى عيون موسى والبترا القديمة جنوباً وإلى جهات فلسطين غرباً).
_ أما مطران حوران؛ فهو المطران نيقولاس قاضي رئيس أساقفة بصرى وحوران آنذاك.
ولد في دمشق عام 1864 وتفي في العام 1941 ،ارتسم كاهناً عام 1884 ،ثم مطراناً كرئيس لأساقفة بصرى وحوران عام 1889 ،وعمره 28 عاماً. حيث شغل هذا المنصب لمدة خمسين عاماً، حتى تاريخ استقالته في العام 1939 ،توفي بعدها بعامين. ومن الواضح من الاقتراح المرفق الدرجة العالية لثقافة المطران واطلاعه وتعليمه في تلك الفترة من تاريخ المنطقة الغارقة في الجهل والتخلّف.
مقدّمة تاريخيّة وملاحظات؛
_ هَيّة الكَرَك؛ هي عصيان مدنيّ، ما لبث أن تحوّل إلى ثورة مسلّحّة، ضدّ التجنيد الإجباري وتعداد النفوس. حيث اندلع العصيان في 22 تشرين الثاني (11 (عام 1910، واستمرّ نحو شهرين، وكان أعنف الاحتجاجات ضدّ العثمانيين، التي اندلعت قبيل الحرب العالميّة الأولى، حيث قمعتها السلطات العثمانيّة بعنف شديد.
_ المصدر الصحفي الدمشقي لهذه الوثائق هو من أكثر المصادر الصحفية توازناً في تلك الفترة، وهي صحيفة (المقتبس) الدمشقيّة لصاحبها محمد كرد علي، غير أنّها تبقى صحيفة موالية للسلطة العثمانية، ولا تخرج عن طوعها. لا يتدخّل الكاتب في الوثائق المنشورة إلّا في أضيق الحدود، بهدف الشرح أو التوضيح فقط لا غير. هنا في صفحة فضاءات، سننشر الرواية الصحفية العربية العثمانيّة الرسميّة لأحداث الكرك، والتي استمرّت لما يزيد عن شهرين، كما رأتها السلطات العثمانيّة في حينه، على هيئة يوميات ومتابعة صحفية للأحداث. وتشكّل هذه المادّة جانباً وثائقيّاً صحفياً لـِ(هَيّة الكَرك)، كرؤية رسمية للسلطات آنذاك. أما السلطات العثمانيّة فقد أسمتها؛
(فتنة الكَرَك)..!
الفريق سامي باشا الفاروقي؛ (1847م ـ 1911م)
ولد في الموصل سنة 1847م تقريباً، وهو ابن علي رضا بن محمود الفاروقي. انتسب إلى السلك العسكري، وتخرج من الكلية الحربية العالية في استانبول، برتبة ضابط (أركان حرب)، وتخطى مراحل الترفيع في الخدمة، فوصل إلى رتبة فريق أول. قاد الحملة العسكرية النجدية سنة 1906م. حيث أرسلت حملة عسكرية لنجدة ابن رشيد أمير نجد، حيث كانت مهمة هذه الحملة العسكرية هي الوقوف بين الطرفين المتحاربين آل سعود وآل الرشيد، وقد كان نصيب هذه الحملة الفشل الذريع. قاد الحملة العسكرية على جبل الدروز عام 1910؛ وكانت فيها الضربة القاضية واستطاع رد الدروز إلى طاعة السلطان. وقاد الحملة العسكرية على الكرك عام 1910 ،بعد إخماد ثورة الدروزحيث ثار
عربان بني صخر والمجالي وغيرهم في الكرك وجوارها، ويذكر أن تصرفات القائمقام التركي صلاح الدين بك الشاذة من أكبر العوامل لهذا العصيان، وكانت أشد هولاً وطغياناً من عصيان جبل الدروز. اقترن سامي باشا بكريمة عمّه عبد االله حبيب بك العمري ولم يعقب ولداً. توفي في العام 1911