الناصرة ـ «القدس العربي»: تزعم مصادر في إسرائيل أن ظاهرة معاداة اليهود في أوروبا تتصاعد، وتقول إنها ترفع رأسها في بولندا وألمانيا بشكل مقلق، وبالتزامن كشف عن فوز يهودي بمنصب رئيس الحكومة في انتخابات شهدتها أوكرانيا. وتوضح « لجنة ضد التحريض» الإسرائيلية أن سكان «فروخنيك» القريبة من مدينة كراكوف في جنوب بولندا أقاموا محكمة ميدانية لدمية تمثل يهودا الاسخريوطي، رمز الخيانة التي تعرض لها السيد المسيح. وبعد المحكمة الميدانية تم التنكيل بالدمية وإشعالها.
وحسب لجنة ضد التحريض، فقد اجتمع مئات من سكان البلدة البولندية في شارع على اسم بابا الفاتيكان يوحنان بولس الثاني حول الدمية مع أنف طويل وقبعات دينية يهودية كتب عليها «يهودي خائن 2019 « قبل تعليقها على عمود عال.
وخلال طقوس المحاكمة والحرق وهي استمرارية لتقاليد قديمة منذ العصور الوسطى، وبعد الحكم بالإعدام على دمية يهودا الاسخريوطي شنقا تم جرها في شوارع المدينة، فيما كان العشرات يضربونها 30 ضربة كل منهم، وانتهى الطقس بحرقها.
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن صحيفة بولندية قولها إن البلدة البولندية توقفت عن إجراء هذه الطقوس لكنها عادت هذا العام لتجددها. ونوهت الإذاعة أن السفيرة الأمريكية في وارسو جورجيت موسباتشر تمنت عيد فصح مباركا لليهود في بولندا وما لبثت أن تعرضت لردود فعل غاضبة في منتديات التواصل الاجتماعي. وقالت أوساط يمينية متطرفة في بولندا إن السفيرة الأمريكية أعانت الدولة الكاثوليكية بتهنئتها اليهود قبل أن تفعل ذلك للمسيحيين الذين يحتفلون هم أيضا بعيد الفصح المجيد. كما اعتبرت عضو الحزب الحاكم اليميني في بولندا كريستينا فاوليتش أن تهنئة السفيرة استفزازية، أما الناشط روبيرت بكيبوفيتش المقرب من المؤسسة الحاكمة في بولندا فقال «إن يسوع قد مات وقام من أجلكم أنتم اليهود الوثنيين والخونة».
واعتبرت الإذاعة الإسرائيلية كل ذلك تعبيرا عن موجة القومية المتشددة التي تشهدها بولندا .وأشارت الى عدة اعتداءات لا سامية في عدة مواقع بولندية في الشهور الأخيرة. وتشير صحيفة «يديعوت أحرونوت» في هذا السياق إلى أن هذه السفيرة تنتمي للتيار التقليدي في الحزب الجمهوري، ولتعبر عن مواقفها حيال تقليص حرية الرأي في بولندا يتم تفسيرها أحيانا أنها موجهة ضد الرئيس دونالد ترامب أيضا، كنقدها شخصيات جماهيرية تهاجم وسائل الإعلام وصحافيين يقومون بعملهم كالمعتاد. وتقول الصحيفة إن المؤسسة الحاكمة في وارسو تتحفظ من السفيرة الأمريكية، وليس مفاجئا أن تتحول تهنئة اليهود بعيد الفصح الى « فضيحة».
وبالتزامن كشفت مؤسسة بحثية مختصة بـ «اللاسامية» أن مدينة برلين التي يقيم فيها عشرات آلاف الإسرائيليين شهدت خلال العام المنصرم 1083 اعتداء لا ساميا مقابل 951 اعتداء في 2017 أي بارتفاع نسبته 14%. كما قالت إن عدد الاعتداءات الجسدية على يهود في برلين قد ارتفع من 18 اعتداء عام 2017 إلى 48 اعتداء في 2018 ، كما أن التهديد بالاعتداء عليهم ارتفع كثيرا ويأتي 15% من هذه التهديدات من جهات إسلامية، فيما أصيب أو تعرض للضرر 368 يهوديا في برلين نتيجة اللاسامية في 2018 مقابل 213 شخصا خلال 2017.
ونوهت الى حملة تشهدها منتديات التواصل الاجتماعي خلال الشهر الأخير يصرح فيها شبان ألمان أنهم غير نادمين على المحرقة يتم رعايتها من قبل أوساط نازية جديدة ومتنكرة للكارثة اليهودية. وقالت إن هذه الأوساط تدعو الشباب لزيارة معسكرات التركيز النازية التاريخية وتصوير أنفسهم والقول بأشرطة فيديو إنهم لا يأسفون للمحرقة النازية. وقد تم رصد 12.8 مليون مشاهدة في قناة يوتيوب.
يذكر أن نحو 60 ألف إسرائيلي يقيمون اليوم في برلين منذ سنوات بحثا عن حياة آمنة وعن رخاء اقتصادي وهربا من غلاء المعيشة في البلاد بالأساس، كما أوضحت تحقيقات تلفزيونية في الماضي عن هجرة الشباب الإسرائيليين وعن هجرة العقول.
وفي هذه التحقيقات قال بعضهم إن الصهيونية تهمهم لكن جودة الحياة أكثر، فيما قال آخرون إن الحياة تغيرت وإن العالم صار قرية واحدة كبيرة، بينما ذهب آخرون للإشارة للرغبة بالعيش بهدوء وبعيدا عن الصراع.
يشار الى أن تقارير إسرائيلية أخرى تتحدث عن استشراء اللاسامية ضد اليهود في فرنسا ودول أخرى في غرب أوروبا.
في المقابل يشار الى أن مهرجا يهوديا انتخب رئيسا لأوكرانيا رغم عدم تمتعه بأي كفاءات سياسية دبلوماسية. والمفارقة أن المهرج الأوكراني من أصل يهودي، فالديمير زالانسكي قد فاز بفارق كبير على الرئيس الحالي بيترو فوروشينكو تماما كالدور الذي لعبه في المسلسل التلفزيوني ضمن شخصية «خادم الشعب «، وكذلك سبق أن قام الرئيس الفائز بمحاكاة الرئيس الخاسر في برامج تلفزيونية ترفيهية في الماضي.
وفاز زالانسكي بأغلبية ساحقة من الأصوات(73%) وبفارق غير مسبوق في تاريخ الانتخابات الأوكرانية رغم اتهامات كثيرة باللاسامية توجهها أوساط يهودية لأوكرانيا. في خطاب النصر قال زالانسكي إنه يعد الأوكرانيين بأنه لن يخيب أملهم، أما الرئيس الخاسر فأعلن قبوله هزيمته، لكنه قال إنه لن يغادر عالم السياسة.