عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    22-Apr-2019

والد محمد یتهم المستوطنین بإطلاق النار علیه وهو مصاب - بقلم: جدعون لیفي والیكس لیبك
ھآرتس
 
ھذا میدان دائري یضج بالحركة، مفترق طرق في شارع 60 ،محور الحركة الرئیسي في الضفة بین حاجز حوارة ومفترق تفوح، على بعد قلیل من المیدان، الذي یسمیھ الفلسطینیین میدان بیتا.
القمامة توجد على جانب الشارع، ھذه ھي المنطقة الصناعیة في حوارة التي لا یوجد فیھا صناعة
سوى الكراجات والمطاعم التي تطل على الشارع. في یوم الاربعاء في 3 نیسان وجد ثلاثة شباب
انفسھم في المیدان وحدھم. الثلاثة كانوا في الطریق للعمل. فقط اثنان بقیا على قید الحیاة، والثالث الذي رشق الحجارة اطلقت النار علیھ وقتل. منظمة ”بتسیلم“ قالت ھذا الاسبوع بأن ھذا كان اعداما وأن الجیش الاسرائیلي اھتم باخفاء الحقائق وتدمیر البینات.
كل شيء حدث في رمشة عین. قبل وقت قصیر من الثامنة صباحا وصل محمد عبد الفتاح الى
المیدان الدائري، وھو عامل عمره 23 سنة، متزوج وأب لطفلة عمرھا سبعة اشھر، كان في الطریق من شقتھ في بیت عمھ في قریة بیتا الى مصنع عمھ للطوب في قریة جماعین حیث كان یعمل.
كما یبدو، نزل من السیارة، شھود عیان شاھدوه وھو یقف على جانب الشارع ویدخن السجائر. ما
الذي كان یدور في رأسھ؟ ماذا كان یخطط؟ ما الذي دفعھ؟ ھذا كما یبدو لن نعرفھ في أي یوم. بعد
ذلك قطع الشارع الى الجانب الغربي ووقف على جانب الشارع. على بعد قلیل من السیارات التي
تمر من الشمال الى الجنوب وعلى بعد امتار من المیدان، المكان الذي تبطئ فیھ السیارات بشكل
كبیر. الحركة كانت مكتظة، الساعة الثامنة والنصف صباحا، رشق حجرین أو ثلاثة حجارة غیر كبیرة على السیارات المارة. ھذه الحجارة لم تصب أحدا. ھذا لم یكن مكانا مثالیا لرشق الحجارة بدون القاء القبض علیك أو قتلك.
ایضا عند زیارة بیت عائلتھ لم ننجح في ایجاد تفسیر لماذا قام برشق الحجارة. ”ھو لم یعد شابا صغیرا، لم یعتقل في أي یوم، كان متزوجا وأبا لطفلة ولدیھ مكان عمل ثابت، وكان في طریقھ إلى
العمل. قبل ایام من ذلك كان في رحلتھ الاولى الى داخل اسرائیل، زار القدس وأكل السمك في یافا
ھو وزوجتھ. ربما أن السر یكمن في ھذه الرحلة. لا احد یعرف بشكل صحیح ما الذي دفع ھذا الشاب المتزوج والأب لطفلة إلى رشق الحجارة أو محاولة طعن مستوطن في ذاك الصباح.
إحدى السیارات التي رشق الحجارة علیھا، سیارة الـ ”رینو“ بیضاء مع اعلان بالازرق لاتحاد احزاب الیمین ملصق على النافذة الامامیة، كان سائقھا یھوشع شیرمان احد سكان الون موریھ ومدیر اتحاد الیمین في الانتخابات في المنطقة. فیلم فیدیو مشوش لكامیرا حمایة یظھر سیارة شیرمان التي كانت تسافر من الشمال إلى الجنوب وھي تتوقف. مرت 15 ثانیة تقریبا وشیرمان نزل من السیارة ومشى نحو الطرف الآخر وكما یبدو اطلق النار على عبد الفتاح الذي ظھر وھو ملقى خلف السیارة.
ما حدث بعد الـ 15 ثانیة لا یمكن رؤیتھ لأن السیارة تخفي ذلك. في ھذه الاثناء توقفت ایضا شاحنة
اسرائیلیة وظھر سائقھا وھو ینزل منھا. الباحثان في ”بتسیلم“، سلامة الدبعي وعبد الكریم سعدي،
قالوا إن شھود عیان سمعوا اطلاق رصاصتین، وھم یعتقدون أن شیرمان اطلق النار من داخل السیارة قبل النزول منھا.
”جنودنا الابطال“ عبد الفتاح حاول، حسب اقوالھم، الاختباء خلف سیارة قمامة متوقفة على جانب الشارع. حسب اربع شھادات مشابھة لشھود عیان جمعتھا ”بتسیلم“ فقد اطلق السائقان الاسرائیلیان النار من مسافة قصیرة عدة رصاصات حتى بعد أن سقط وھو مصاب على الشارع. ”بتسیلم“ اتھمت الجیش الاسرائیلي الذي قام بحذف مقاطع الفیدیو التي ظھر فیھا اطلاق النار على المصاب. وجاء في وسائل الاعلام الاسرائیلیة أن ”ارھابیا فلسطینیا اطلقت النار علیھ وتم تحییده من قبل سائقین بعد محاولتھ طعن رجل وابنتھ قرب حوارة في جنوب نابلس“.
”من تقریر بتسیلم: في ھذه المرحلة كان عبد الفتاح موجودا بین حاویات القمامة، شیرمان اقترب منھ وأطلق علیھ بضع رصاصات اخرى. شاحنة كانت تسافر على الشارع توقفت ونزل سائقھا منھا. وھو وقف قرب شیرمان وقاما باطلاق بضع رصاصات اخرى على عبد الفتاح الذي كان في ھذه المرحلة ملقیا وھو مصاب على الارض. عبد الفتاح توفي متأثرا بجراحھ بعد فترة قصیرة ف مستشفى بلنسون“. خالد حواجبھ، شاب یعمل في احد المحلات المجاورة، اصیب ببطنھ باحدى الطلقات. وقد تم نقلھ الى مستشفى رفیدیا في نابلس وسرح إلى بیتھ بعد بضعة أیام. بعد دقائق من اطلاق النار على أیدي المستوطنین جاءت الى المكان سیارات عسكریة وجنود وقاموا بتفریق السكان الذین بدؤوا بالتجمع بواسطة قنابل الصوت. حسب ”بتسیلم“، بعد ذلك على الفور دخل ثمانیة جنود الى محلین تجاریین في المنطقة لفحص كامیرات الحمایة فیھا. في احدى الكامیرات قاموا بتفكیك جھاز الـ ”دي.في.آر“ وغادروا المكان. بعد عشرین دقیقة تقریبا عاد الجنود الى ھذا المحل واعادوا تركیب الجھاز وشاھدوا الصور. جندیان صورا الشاشة بھواتفھم المحمولة. وبعد ذلك حذفوا التوثیق من جھاز الـ ”دي.في.آر“ وغادروا المكان.
في فیلم قصیر نشر في الشبكات الاجتماعیة الاسرائیلیة سمع تفسیر المصور بالعبریة: ”الارھابي
حاول القفز على سیارة الیھودي وطعنھ. جنودنا الابطال قاموا بتصفیتھ. لا یوجد أي مصابین“.
شیرمان قال بعد الحادثة مثلما نشر في الشبكات الاجتماعیة ”في مفترق البیوت قفز على السیارة
ارھابي مع سكین وحاول فتح الباب. نزلت من السیارة وخلال محاولة الارھابي تجاوز السیارة نحوي قمت بتحییده باطلاق النار علیھ بمساعدة احد السكان من مستوطنة مجاورة كان یسیر خلفي“.
في وسائل الاعلام نشر أن ابنتھ جلست في المقعد الخلفي في السیارة. الادعاء كان أن عبد الفتاح
حاول فتح باب السیارة وطعنھا. والدھا ظھر في الفیلم الذي ارفقتھ ”بتسیلم“ مع التقریر وھو یسیر
ببطء وھدوء نحو الشاب الذي اختبأ خلف السیارة. ماذا حدث ھناك بالضبط؟ في ”بتسیلم“ مقتنعون
حسب الشھادات التي جمعوھا بأن اطلاق النار استمر من مسافة قصیرة ایضا عندما كان المصاب
ملقیا على الشارع.
في ھذا الاسبوع نشر أن المجلس الاقلیمي شومرون قرر منح المستوطنین اللذین اطلقا النار وسام
تقدیر. خلافا لاقوال شیرمان والجیش فان ”بتسیلم“ قالت استنادا الى التحقیق بأن السائقین اطلقا النار على عبد الفتاح بدون مبرر، بعد ابتعاده عن السیارة وجلس وراء حاویة القمامة في المكان. حسب ”بتسیلم“، قوات الامن التي وصلت الى المكان لم تفعل أي شيء لاعتقال المستوطنین. وسارعت الى ابعاد الفلسطینیین من المكان وتوجھت لحذف توثیق الحادثة ”بھدف ضمان عدم كشف الحقیقة وكي لا تتخذ ضد المستوطنین أي اجراءات“.
المتحدث بلسان الجیش الاسرائیلي قال ردا على ذلك للصحیفة ”الارھابي اطلقت النار علیھ من قبل
مواطنین وتم تحییده بعد رشق الحجارة على سیارات اسرائیلیة. وبعد ذلك اقترب من احدى السیارات وحاول القیام بعملیة طعن. الحادثة قید التحقیق“.
لم تتم إعادة الجثمان
خربة قیس ھي قریة صغیرة على سفح بلدة سلفیت. بیت والد عبد الفتاح، الأب عبد المنعم عبد
الفتاح (50 سنة)، یعمل حارس في رام الله وأب لستة اولاد. البیت جید ومحمد كان الابن البكر،
أنھى الثانویة ولكن للأسف الشدید، على حد تعبیر والده، لم یواصل تعلیمھ وذھب للعمل. في تشرین الاول 2017 تزوج من ابنة عمھ رائدة عوض الله من قریة عین عریك قرب رام الله. قبل سبعة اشھر ولدت ابنتھما البكر جوان. كانوا یأتون للزیارة في نھایة الاسبوع، نھایة اسبوع في بیت عائلة العروس ونھایة اسبوع عند عائلة الزوج في قریة خربة قیس. في یوم الجمعة الاخیر في حیاتھ كانوا في عین عریك. لأنھما كانا سیذھبان في الیوم التالي في رحلة منظمة في حافلة الى القدس ویافا. وقد ابقیا الطفلة عند جدھا وجدتھا. وعندما عادا من الرحلة سافرت الأم الى عائلتھا لاحضار الطفلة وبقیت ھناك بضعة ایام. محمد بقي وحده في الشقة في بیتا المجاورة لمكان عملھ.
في یوم موت ابنھ كان الوالد في عملھ في رام الله، أحد ابناء العائلة اتصل معھ وابلغھ أن محمد أصیب. بعد وقت قصیر اتصل معھ شخص من الشباك وأمره بالحضور الى قاعدة عسكریة في حوارة. ھذا الشخص قال لھ إن ابنھ حاول طعن جندي. وبعد ذلك قال لھ إن ابنھ رشق الحجارة.
الأب اجاب بأنھ من غیر الممكن أن یقوم ابنھ بفعل شيء كھذا.
في التحقیق معھ سئل الاب اذا كان محمد نشیط في أي حركة، وھل حاول احد اقناعھ برشق الحجارة أو الطعن، وھل كان یعاني من مشكلة نفسیة أو مشكلات في العائلة أو العمل. ربما تشاجر
مع زوجتھ. الأب اجاب بأنھ لم تكن لابنھ أي مشكلات عائلیة وأنھ لم یكن في أي یوم نشیط في أي
تنظیم. المحقق كرر الاسئلة مرتین وثلاث مرات.
الأب ما یزال لا یعرف أن ابنھ توفي. رجل الشباك قال لھ إنھ اصیب وتم نقلھ الى مستشفى بلنسون،
وأوصاه بالتوجھ الى مكتب التنسیق والارتباط الفلسطیني من اجل تنسیق المصادقة على دخولھ الى اسرائیل من اجل زیارتھ. في نھایة المطاف قال لھ ”من الآن أنت واولادك تحت الرقابة، انتبھ. ھذا
تحذیر، ھذا ضوء احمر. من سیرفع رأسھ نحن سنقطعھ“. الأب مكث ثلاث ساعات في حوارة.
عند عودة الأب الى البیت كان ھناك تجمع من جمیع القریة قرب البیت وفھم أن ابنھ توفي. في الشبكات الاجتماعیة كتب أنھ قتل من قبل مستوطنین. لماذا رشق الحجارة؟ أنا لا اصدق أنھ فعل
ذلك، قال الأب، ”لقد كان في طریقھ الى العمل، لكن حتى لو حدث ذلك، احیانا المستوطنون یستفزون الناس الذین یقفون على الشارع، یبصقون علیھم ویشتمونھم ویحاولون دھسھم. وحتى لو
أنھ رشق الحجارة فھو لم یعرض حیاة أحد للخطر. القانون یقول بأنھ اذا كان أحد ما ملقى وھو مصاب فمحظور اطلاق النار علیھ. قوموا باعتقالھ، لكن لماذا قمتم بقتلھ؟“.
جثمان عبد الفتاح لم تتم اعادتھ من اسرائیل حتى الآن. وكل جھود العائلة للحصول علیھ لم یستجب
لھا. في مقبرة القریة الصغیرة حفروا القبر. والآن توجد كومة تراب والقبر ما تزال مفتوح وفارغ