عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    19-Aug-2025

نتنياهو واحلامه..بعيدا عن السياسة*سميح المعايطه

 الراي

حكاية التطرف الصهيوني والأحلام الصهيونية تحت عنوان اسرائيل الكبرى ليست جديدة لكنها ستبقى في خانة الأحلام وسلاح سياسي تستعمله القوى السياسية في كيان الاحتلال وهم يعلمون انهم غير قادرين على اي توسع فهم منذ احتلال الضفة الغربية وغزة عام ١٩٦٧ لم يستطيعوا ضمها ولم يستطيعوا توفير ما يسمى " امن اسرائيل " لاسرائيل الصغرى،ولم يستطيعوا ان يحسموا ملف الضفة وغزة رغم كل العنف والإرهاب والتدمير.
 
ورغم خطورة الفكر الصهيوني التوسعي والعدواني ليس على الاردن فقط بل على المنطقة ودولها الا اننا في الاردن دولة راسخة تثق بنفسها وشعبها لكن لايمكنها الصمت على مثل هذه الخرافات الصهيونية،لكننا ندرك طبيعة هذا الكيان ونقاط ضعفه وتاريخه وقدراته حتى وان كان في هذه المرحلة يحقق اهدافا في الإقليم، لكن كيان الاحتلال ليس قدرا الهيا بل كيان محتل تعرض للهزيمة اكثر من مرة ومنها على يد الاردنيين في معركة الكرامة وغيرها.
 
وبعيدا عن السياسية فان لقصة الاردن في نصوص التوراة مسارا مختلفا،فقد اطلعت عبر صديق على بعض النصوص الخاصة بالاردن في كتاب اليهود التي ترسم مسارا مختلفا لهذه الارض المباركة.
 
فعبر التاريخ كان اليهود يرحلون الى بابل واليمن وحتى الأندلس لكنهم لم يعبروا الى شرق الاردن لانها في نظرهم ارض شؤم عليهم.
 
ففي سفر التنثنية:-" لايدخل عموني ولا موآبي في جماعة الرب، حتى الجيل العاشر لا يدخل احد منهم احد في جماعة الرب الى الابد.."،فهي القطيعة العقائدية التي لا تمحى التي تحول شعوب شرق الاردن الى رمز للرفض الابدي.
 
وفي سفر العدد نجد قصة بلعام الذي استدعي من ارض موآب ليلعن بني اسرائيل، والتصق اسم موآب باللعنة،وفي سفر اشعياء تصور مدن اردنية قديمة مثل ديبون ونبو وميدبا على انها خرائب للنوح والدموع.
 
والغياب اليهودي عن شرق الاردن يكمن في البيئة النفسية التي خلقتها نصوصهم وشعور بالرهبة من هذه الأرض وسكانها.
 
ومابين هؤلاء والاردن حسب معتقداتهم ليست فقط الجغرافيا بل حدود نفسية وعقائدية وتشاؤم متوارث بان هذه الأرض بان شرق الاردن ارض لا تصلح لهم فهي ارض شؤم عليهم.
 
في العهد القديم ظل شرق الاردن ارض اللعنة والتشاؤم عليهم،وحتى حجارة شرق الاردن مثل مسلة ميشع وهي نقش مؤابي قدبم وعليها نقش يتفاخر فيه ميشع بانتصاره على بني اسرائيل،وتاريخ هذه الأرض يقول ان شعوبها التي سكنتها ظلت تقاوم وتصنع النصر،فهي ارض انتصار لأهلها وسكانها وأرض شؤم ولعنة عند بني اسرائيل كما ورد في نصوصهم.
 
مابين نصوص العهد القديم وأحلام نتنياهو وكل المتطرفين الصهاينة ومابين السياسة والواقع الذي نؤمن به تبقى الحقيقة واحدة ان كيان الاحتلال رغم كل قواه وتحالفاته عاجز عن حسم مصير الضفة وغزة والقدس وسيبقى عاجزا عن اي توسع حتى لو غرق في أحلامه فما هو أصدق من أحلامه صدق الاردنيين وقوة دولتهم السياسية وغير السياسية وإيمان راسخ بان هذا الكيان مسكون بخوف حتى من أحلامه وان القلق سيبقى جزءا من حياته حتى تتحقق نبؤة زواله.