عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    30-Jun-2020

كل شيء قابل للتراجع - البروفيسور ايتان غلبوع

 

معاريف
 
في النقاش على الضم تطرح الحجة في أن أمام إسرائيل نافذة فرص نادرة ينبغي استغلالها إذ انها لن تتكرر. والسياق هو السياسة العاطفية لإدارة ترامب وخطتها للسلام التي تتضمن ضما بحجم 30 في المائة من أراضي يهودا والسامرة. والفرضية هي انه حتى لو انتصر بايدن والديمقراطيون، الذين يعارضون الضم بشدة في الانتخابات القريبة للرئاسة، فانهم سيسلمون بالخطوة وسيقبلون بالضم كحقيقة ناجزة. وبالفعل، من أجل تحقيق تواصل سلطوي، فان الحكومات المنتخبة في الدول الديمقراطية تحترم بشكل عام القوانين والقرارات المبدئية للحكومات السابقة، ولا سيما في شؤون الخارجية والأمن. والمثال الأفضل هو بالذات موقف الليكود من اتفاقات اوسلو. زعماؤه، بمن فيهم نتنياهو، هاجموا بحجة الاتفاقات واقامة السلطة الفلسطينية ولكنهم لم يلغوها. فضلا عن ذلك، عندما وقف نتنياهو أمام مسألة تنفيذ اتفاق الخليل ونقل معظمها إلى حكم عرفات، رغم الضغوط الجسيمة، فعل ذلك. إذا انتصر بايدن وأصبح رئيس الولايات المتحدة يمكنه ان يستخدم نموذج التحولات السياسية والدبلوماسية التي خلقها ترامب نفسه. فقد الغى ترامب الاتفاق النووي مع إيران الذي اصدره أوباما ووقع عليه. وأعاد فرض العقوبات المتشددة على طهران والتي كان الغاها الاتفاق. وسمح أوباما بقرار موضع خلاف في مجلس الأمن قضى بان المستوطنات الإسرائيلية في يهودا والسامرة ليست قانونية وتخرق القانون الدولي. اما إدارة ترامب فقضت وصرحت بالنقيض التام وذلك الى جانب نقل السفارة إلى القدس، ووقف المساعدة الأميركية للسلطة الفلسطينية ولوكالة الغوث والاعتراف بضم هضبة الجولان لأول مرة منذ 1981.
يعد بايدن سياسيا معتدلا وله سجل من التأييد لإسرائيل، ولكنه كان نائب أوباما وهو عرضة لضغوط شديدة من الجناح الراديكالي في الحزب الديمقراطي. وهو يحتاج إلى الناخبين من هذا الجناح والذي يقف على رأسه خصوم سابقون في ترشيح الحزب للرئاسة، مثل بارني ساندرز واليزابيت وورن، واعضاء كونغرس صاعدون يسمون انفسهم “تقدميين” مثل نساء “العصبة”: الهان عمر، رشيدة طليب، الكسندريا اوكسيو كورتيج وايانا بارسلي. كل اولئك هم سياسيون متطرفون لا يكتفون بالإصلاحات بل يريدون تنفيذ ثورة حقيقية في مبنى الإدارة وفي الشؤون الداخلية والخارجية للولايات المتحدة. لقد انتقد الجناح الراديكالي بحدة كبيرة التغييرات الدراماتيكية التي احدثها ترامب في علاقات الولايات المتحدة – إسرائيل ويطالب بقلبها رأسا على عقب. هذا الجناح يتعزز. وفي الأسبوع الماضي، خسر اليوت آنجل، أحد مؤيدي إسرائيل الاهم، رئيس لجنة شؤون الخارجية في مجلس النواب، لصالح مرشح راديكالي في الانتخابات الديمقراطية في محافظته في نيويورك.
لقد صرح بايدن بانه سيستأنف الاتفاق النووي مع إيران، سيتجاهل خطة السلام لترامب، سيستأنف المفاوضات مع الفلسطينيين على أساس مبادئ أوباما وسيعيد المساعدة للسلطة وللوكالة. من جهة اخرى قال انه لن يعيد السفارة إلى تل أبيب ولن يشترط المساعدة العسكرية، مثلما يطالب الراديكاليون، بتغييرات في سياسة إسرائيل تجاه الفلسطينيين. وحذر من الضم وشرح بانه سيلغي كل اعتراف أميركي به. والمعنى هو أنه يكاد يكون كل شيء قابلا للتراجع واذا كان التأييد الأميركي للضم يعد اليوم حرجا، فماذا ستكون أهميته إذا خسر ترامب والغاه الرئيس بايدن في غضون وقت قصير.