عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    01-Jul-2025

كيف ستكون المواجهة المقبلة بين طهران وتل أبيب؟

  الغد

عواصم - في قراءة للحرب الخاطفة بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران يتجلى الأمر بأنها لا تشبه أي حرب أخرى سابقة في الشرق الأوسط.
ويتساءل محللون لماذا توقفت على هذا التوازن بين الأطراف؟ وهل وضع اتفاق وقف النار نهاية فعلية للحرب، أو أن الأمر مجرد نهاية لمعركة واحدة فقط من حرب قد تستمر بصورة أخرى، أم أن المواجهة بين البلدين ستتخذ شكلا آخر؟
 
 
ويبدو أن مشاركة الولايات المتحدة المباشرة في الحرب، عبر ضربات مركزة على منشآت نطنز وأصفهان وفوردو النووية الإيرانية كانت تهدف إلى ما هو أبعد من مجرد دعم إسرائيل، فالمفارقة أن هذه المشاركة شكلت تمهيدا عمليا نحو وقف إطلاق النار، وأشارت إلى أن الأميركيين لا يسعون إلى حرب شاملة بل إلى ضبط الإيقاع وفق حسابات تفوق إسرائيل الأمنية، وليس بالضرورة مواجهة عسكرية مباشرة مع طهران.
ورجّحت تحليلات أن تكون المفاوضات حول وقف إطلاق النار قد بدأت بالفعل مبكرا وقبل رد إيران بقصف قاعدة أميركية في قطر، وأن الضربة كانت "الطلقة الأخيرة" في معركة سمحت لإيران بتأكيد كرامتها، ولواشنطن بالتحرك نحو التهدئة.
وتميزت هذه الحرب عن سابقاتها في الشرق الأوسط بطابعها عن بُعد، واعتمادها على تقنيات متقدمة، ولا سيما في الطائرات المسيّرة والصواريخ الدقيقة، وقد افتتحت دولة الاحتلال المعركة بسلسلة ضربات استهدفت قادة الحرس الثوري ومراكز القيادة بطهران، وردّت إيران بصواريخ بعيدة المدى استهدفت مواقع إسرائيلية إستراتيجية.
لكن شيئا فشيئا، ومع انخراط الطرفين في قصف متبادل، بدا أن كفاءة الدفاعات الجوية للاحتلال بدأت تتآكل. ففي البداية، تصد الاحتلال لـ80 % من الصواريخ، لكن النسبة انخفضت إلى 50 % مع توالي الأيام. وفي المقابل، بدأت إيران تفقد مواقع إطلاقها تدريجيا، مما يشير إلى نية خوض معركة طويلة لا الهجوم الكاسح.
وقد ألحقت ضربات الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة بالأميركية، ضررا بالغا ببعض المنشآت والعلماء، ولا سيما في أراك، وربما نطنز وأصفهان. لكن المنشآت المنتشرة الأخرى، والعقول العلمية العاملة بالمئات، لا تزال خارج دائرة الدمار. أما فوردو، فظل مصيره محل تباين بين الروايات الإيرانية والأميركية.
وقد يعول الاحتلال مستقبلا شبكات من العملاء في كافة أنحاء إيران والذي استثمر فيهم على مدى أكثر من عقدين، والذين تعدى قيامهم بتزويد إسرائيل بالمعلومات الضرورية حول المواقع وطبيعتها وحول البشر، بل أيضا تنفيذ عمليات باستخدام الصواريخ والمسيّرات.
وعلى الجانب الآخر، ورغم أن الرد الإيراني كان أقل دمارا من الهجمات الإسرائيلية، فإنه نجح في شل مؤسسات حساسة مثل معهد وايزمان، فخر البحث العلمي في إسرائيل منذ عقود، ومعهد الأبحاث البيولوجية، ومصفاة حيفا ومطار بن غوريون. كما تسببت الصواريخ بدمار داخل مربعات سكنية في تل أبيب وحيفا وبئر السبع، وأربكت الاقتصاد الإسرائيلي، وأثارت موجة نزوح خارجي.
ويُعد أحد أبرز الأسباب خلف صعوبة تقدير مدى نجاح وفعالية الرد الإيراني هو التكتم الإسرائيلي البالغ حول طبيعة الأهداف التي استهدفتها الصواريخ الإيرانية.
وتُظهر الوقائع أن كلا الطرفين خرج من الحرب دون تحقيق أهدافه بل بخسائر كبيرة، ما يجعلهما يفكران مطولا قبل خوض غمار مغامرة أخرى مشابهة تستنزف المزيد من المقدرات، فالجولة الاخيرة لم تحقق هدف الاحتلال في القضاء على البرنامج النووي الإيراني، ولا إسقاط النظام، ولا حتى تعطيل قدرات إيران الصاروخية أو المسيّرات بالكامل.-(وكالات)