عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    18-Nov-2022

الباحث عاصم الحنيطي يخوض تجربة المكان في شعر أمجد ناصر

 الغد-عزيزة علي

 صدر عن وزارة الثقافة، ضمن منشورات المدن الثقافية الأردنية 2021، كتاب بعنوان “المكان في شعر أمجد ناصر”، للباحث عاصم محمد الحنيطي.
الكتاب يتحدث عن تجربة ناصر الشعرية الثرية النضالية، التي خاضها في أماكن عربية وغربية عدة، كما يكشف الكتاب عن حضور هذه الدول في شعره، فهو لم يقف عند حدود وطنه بل تعدى ذلك إلى أقطار الوطن العربي، حيث يجد القارئ أن المكان ترك بصماته عند الشاعر، وجعل ذاكرته تتغذى به وتحوله إلى صور شعرية، ومرجعيات حياتية، ففي كل جزئية من جزئيات دواوينه التي صاغها، نجد أن المضامين والرؤية الفكرية والتقنيات الفنية المختلفة، حولت المكان إلى عامل أساسي في المخيلة عند الشاعر وصوره الفنية، فهذا المكان لا يمثل في نفسه حيزا فارغا، بل فضاء للشخوص وأصواتها وسياقاتها، وفقا للمؤلف.
يضيف الحنيطي أن الكتاب يلقي الضوء على الرؤية العميقة للمكان كبعد سياسي في شعر ناصر، إذ تداخل البعدين الوطني والقومي في أشعاره، وشكل البعد الوطني للمكان حضورا بارزا في قصائده الانتمائية للمكان-الوطن، الذي يتمسك به وبعشقه ويضحي من أجله، فيما تجاوز في البعد القومي حيز الجغرافيا المغلقة، ليصبح المكان في نظره هوية جامعة تعمق الحس القومي في نفسه.
ويرى المؤلف، أن المكان كان له حضوره البارز والمميز عند الشاعر حيث يحل معه أينما حل فنجده في مكان الألفة، والغربة وذاكرته التي عاشت، ويسترجع صوره ومرجعياته المختلفة سواء في الصحراء أو القرية أو المقهى أو المدينة الأردنية أو غيرها، مبينا أن المكان شكل في نفس ناصر أبعادًا دلالية، تمثلها في المكان والهوية، والاغتراب والقلق، والارتباطات النفسية والوجدانية، وحاول من خلال هذه الدلالات أن يوسع نظرته في المكان وتشكيلاته النصية المختلفة على صعيد البناء النصي لقصيدة النثر، والتشكيل السردي للنص، والصورة الشعرية بمختلف أنماطها.
الكتاب الذي جاء في ثلاثة فصول يتحدث الفصل الأول منه عن: “مرجعيات المكان”، في كل من: الصحراء، والقرية، والمقهى، والمدينة الأردنية، أو العربية، أو الغربية، حيث تم عرض النصوص الشعرية التي تناولت هذه الأماكن، وتم تحليلها، ومناقشتها، ورصد الذات الشاعرة فيها، فيما يتناول الفصل الثاني: “الأبعاد الدلالية للمكان”، والهوية، والاغتراب والقلق، والموقف السياسي، والارتباطات النفسية والوجدانية، وتم تحليلها ومناقشتها، ورصد الذات الشاعرة فيها.
بينما خصص المؤلف الفصل الثالث للحدث عن “البناء النصي لصورة المكان”، حيث يستعرض في هذا الفصل البناء الدلالي التقابلي، والسردي، والتصويري، واستجلاء جماليات القصيدة النثرية في استخدامها للغة، وفي توظيفها للسرد، ثم مصادر الصورة الشعرية الذاتية والعربية لدى هذا الشاعر.
أما المنهج الذي سلكه المؤلف في هذا الكتاب، فهو المنهج الوصفي التحليلي في تناول الموضوع، الذي يقوم على استقراء المادة من مصادرها المختلفة، ورصدها والوقوف على دقائقها وتفصيلاتها التي تكشف ما بداخلها في مجموعات أمجد ناصر الشعرية، وتحليلها تحليلًا يظهر تجليات المكان شعريًا، وما ارتبط به من رؤى ومواقف وتصورات، وما مثلته من جماليات، وبيان دوافعها وبواعثها، وغاياتها التي ترمي إليها، وبما يحقق النتائج العلمية المرجوة والوصول بها إلى قيمتها الحقيقية.
ويذكر أن الشاعر الراحل أمجد ناصر، هو شاعر أردني أقام في لندن، كان يعمل في صحيفة القدس العربي في لندن منذ صدورها العام 1989، يعتبر من رواد الحداثة الشعرية وقصيدة النثر. صدر أول ديوان شعري له في العام 1997 بعنوان “مديح لمقهى آخر”.
وصدر لأمجد ناصر العديد من المجموعات شعرية هي “مديح لمقهى آخر”، “منذ جلعاد كان يصعد الجبل”، “رعاة العزلة”، “وصول الغرباء”، “سُرَّ من رآك”، “أثر العابر”، “مرتقى الأنفاس”، “وحيدا كذئب الفرزدق”، “حياة كسرد متقطع”، وفي مجال الرواية صدر له “حيث لا تسقط الأمطار”، “هنا الوردة”، وفي أدب الرحلات صدر له “خبط الاجنحة”، “في بلاد ماركيز”.