عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Dec-2019

أطفال غزة لا يؤخذون بالحسبان - بقلم: روغل ألفر

 

هآرتس
 
تفويت الفرصة الكبيرة يستدعي قصة المحاولة الفاشلة للجيش والشباك في تصفية جميع قيادة حماس بواسطة صاروخ واحد في شهر ايلول (سبتمر) 2003. “قطف شقائق النعمان” كان الاسم الذي اطلق على العملية. وفي فيلم أجريت فيه مقابلات مع بوغي يعلون وغيورا آيلاند واسرائيل زيف وغادي شمني ودان حلوتس ويوسي كوبرفاسر، الجنرالات في الاحتياط. وآفي ديختر كان في حينه رئيس الشباك. ومنذ ذلك الحين هو سياسي تسبب بضرر كبير لاسرائيل بتقديمه لقانون القومية الزائد والفاشي، ودعمه لحكومة نتنياهو بصفته عضو كنيست من الليكود وكرئيس للجنة الخارجية والامن. الفيلم يقدم نظرة ممتعة لنمط تفكير ديختر في موضوع قتل مدنيين أبرياء اثناء الحرب ضد حركة حماس في قطاع غزة.
وقبل سنة على عملية “قطف شقائق النعمان” القت اسرائيل قنبلة بوزن طن على بيت كان يوجد فيه صلاح شحادة، وقتلت 14 مدنيا، من بينهم 11 طفلا. يوجد خط مستقيم يربط بين قتل هؤلاء الاطفال الابرياء والطاهرين مثل جميع اطفال العالم وبين قتل تسعة اشخاص من أبناء عائلة السواركة بقصف لسلاح الجو في جولة القتال الاخيرة. هذا الخط اطلق عليه اسم “عفوا، لقد اخطأنا، لم نتعمد، لكن هذا حدث”. هذا حدث وهذا يحدث وهذا ما سيحدث.
ليس فقط دان حلوتس هو الذي شعر بـ “ضربة صغيرة في الجناح نتيجة اطلاق القذيفة”، كما قال في مقابلة معه في ملحق “هآرتس” في تعقيبه على قتل 14 مدنيا خلال عملية تصفية شحادة، بل كل الدولة شعرت بذلك، والشعب اليهودي في اسرائيل، عند رؤية اطفال فلسطينيين يقتلون في غزة. هذا لا يعني أي أحد. العفو، هذا كان خطأ، وهكذا. يعلون قال في الفيلم بأنه بعد تصفية شحادة نظر في المرآة وأحب ما شاهده. وهذا صحيح بالنسبة للجمهور كله في اسرائيل. لأن يديه ملطخة بدماء الاطفال الغزيين.
ولكن في اللحظة الاخيرة قرر يعلون عدم القاء قنبلة بوزن طن على المبنى الذي كانت توجد فيه قيادة حماس خوفا من قتل عدد كبير جدا من المدنيين الابرياء معهم. “توجد امور لدولة اسرائيل لا يمكنها السماح لنفسها بفعلها”، برر يعلون. “نحن دولة فيها قواعد سلوك كدولة في العالم الغربي وليس في العالم الارهابي”، شرح حلوتس. وهؤلاء هم الاشخاص الذين بعد تصفية شحادة شعروا بالرضى. في نهاية المطاف تم اتخاذ قرار القاء قنبلة بوزن ربع طن فقط، وجميع قيادة حماس خرجت من المبنى بدون اصابات.
هذا الاعتبار الاخلاقي (والاعتبار المتعلق بصورة اسرائيل) اطلق عليه ديختر “اصطكاك الركب للحظة الاخيرة”. واضاف باللغة العربية “ألف أم لمخربين تبكي ولا أمي تبكي”. قرار عدم القاء قنبلة بوزن طن أو نصف طن اعتبره “خطأ عملياتيا”، كان ثمنه حياة اسرائيليين كثيرين. بالنسبة له، حقه في قتل مدنيين واطفال غزيين، حياتهم لا قيمة لها. من يقتل بشكل متعمد مدنيين ابرياء؟ هو الاحق بوصف ارهابي. في هذه الاثناء ديختر تبنى “قواعد سلوك دولة في عالم الارهاب”.