عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    02-Apr-2020

مظاهرات بعد الكورونا - يوسف غيشان

 

الدستور- من الآن شرع المفكرون في رصد التغيرات الاجتماعية والاقتصادية لمجتمعات ما بعد الكورونا. لكن أحدا لم يرصد بعد التغيرات على طبيعة المظاهرات السياسية والاجتماعية والبيئية وغيرها (ضد أي شيء).
 
قبل فترة ليست بالقصيرة قامت مجموعة من الألمان بوضع صورهم ومعلومات مفصلة عنهم تصل حتى نمرة الحذاء، يعلنون عن استعدادهم للقيام بالمظاهرات مقابل أجر. نعم، يحملون شعاراتك، يهتفون، يحملون أحدهم على الأكتاف، وربما يشتبكون مع الشرطة.... مقابل أجر مادي يتفق عليه، طبعا عليهم الآن إضافة صور عن شهادات خلو من الكورونا لل (سي في) .
 
إنه مشروع ناجح يا جماعة الخير، من يشاركني في إنشاء شركة مسجلة في وزارة الصناعة والتجارة والموافقة مضمونة على الطريقة الأردنية. كل ما علينا هو استئجار مكتب والإعلان عن فرص عمل للطموحين من مختلف الأعمار، إذ ينبغي ان يشترك الشيوخ والشباب والنساء والأطفال حتى تظهر المظاهرة بشكل لائق وحقيقي أمام الفضائيات.
 
لا داعي للتفرغ، وكل ما على المشترك في برنامجنا هو الحصول على إجازة أو مغادرة من موقع عمله لمدة ساعتين، والقدوم إلى المكتب لاستلام الشعارات والهتافات والانطلاق إلى موقع المظاهرة.
 
للعلم، أنا شاطر في تأليف الشعارات والهتافات الموزونة وقد شاركت في الثمانينيات في كتابة الكثير من الهتافات للمظاهرات التي كان يقوم بها أو يقودها طلبة الجامعة الأردنية، ولا يزال صديقي عامر الجابر يحتفظ بمعظمها بخط اليد.
 
هكذا يستطيع الحزب الشيوعي مثلا، ان ينطلق بمظاهرة عرمرمية أكبر من أي مظاهرة يمكن ان يقترفها حزب آخر، مقابل بضعة آلاف (سعر المظاهر عندنا أرخص بكثير من ألمانيا) فهو-أي الحزب-أولا يتخلص من فائض القيمة، وهو ثانيا يجعل راياته (أي حزب) ترفرف في سماء الوطن دون ان تلتهب حناجر اعضائه وعضواته. من كثرة الزعيق.
 
بالمناسبة، أستطيع (مط) هذا المقال ليكون أطول من مظاهرة، لكني مشغول في البحث عن شركاء لتنفيذ الفكرة ... فالزبائن ينتظرون-رفع حظر التجول-على أحر من الشطة.