عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    10-Nov-2022

“كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية” ينظم ندوة “عرار واللغة الفارسية”

 الغد-أحمد التميمي

 رأى أكاديميون أن عرار صاحب تربة خصبة للبحث والنقد والتساؤلات، فهو رمز من رموز الثقافة العربية والأردنية، فقد حجز لوطنه، وعن جدارة، موضعاً في الصدارة المبكرة في المشهد الإبداعي الشعري على المستويين القومي والإنساني.
جاء ذلك في الندوة التي نظمها كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية، وقسم اللغات السامية والشرقية، بالتعاون مع المكتب التنفيذي لاحتفالية إربد العاصمة العربية للثقافة للعام 2022، ومديرية ثقافة إربد، ندوة بعنوان “عرار واللغة الفارسية”، وذلك في جامعة اليرموك.
شارك في هذه الندوة كل من رئيس “كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية” د.نبيل حداد، د.بسام ربابعة، وبحضور مدير مديرية ثقافة إربد، د.عاقل الخوالدة، وعميد كلية الآداب الدكتور موسى ربابعة الذي أشار إلى أن ندوة “عرار واللغة الفارسية”، تشي بصلة عرار بالثقافة الفارسية، التي تجسدت بترجمته لـ”رباعيات الخيام”، لافتا إلى أن وعي عرار بتجربة الخيام وإدراكه لأهمية الرباعيات بما تشكله من رؤية للعالم قد جعلاه ينهض بترجمتها.
وأضاف ربابعة، أن صلة عرار باللغة الفارسية تجلت في ترجمته لرباعيات الخيام؛ حيث جاءت ترجمة عرار في بواكير الترجمات العربية للرباعيات، مشيرا إلى أن شخصيتي كل من عرار والخيام قد اتسمتا بالتعدد والتنوع، فالخيام شاعر وفيلسوف ورياضي وفلكي، وعرار شاعر وكاتب ومترجم ومعلم ومحام، فأفق كل واحد منهما يمكن أن يستوعب الآخر.
ومن جانبه، ثمن د.عاقل الخوالدة جهود جامعة اليرموك التي كانت الحاضنة لعشرات الفعاليات الثقافية التي أقامتها احتفالية إربد العاصمة العربية للثقافة للعام 2022، مما يؤكد الاهتمام الذي توليه إدارة الجامعة بالجانب الثقافي، مؤكدا أن “عرار” ما يزال تربة خصبة للبحث والنقد والتساؤلات؛ هل يوجد شيء غير رباعيات الخيام ترجمه “عرار”، وهل ترجمته لرباعيات الخيام كانت استجابة لثقافة تلك الفترة؟
وبدوره، ألقى شاغل “كرسي عرار للدراسات الثقافية والأدبية” الدكتور نبيل حداد، كلمة قال فيها “إن تنظيم هذه الندوة يأتي من إدراك متزايد بأهمية ما تركه لنا رواد حياتنا الأدبية من إرث نفيس، فمهما بدت عليه الوثيقة للوهلة الأولى من ضآلة الشأن وانعدام الفائدة لتنجلي الأمور بعد ذلك عن كنز تاريخي مدفون ستتضح قيمته مع الأيام”.
ووجه حداد تحية لذكرى ورمز الثقافة العربية الكبير شاعر الأردن مصطفى وهبي التل الذي حجز لوطنه، وعن جدارة، موضعاً في الصدارة المبكرة في المشهد الإبداعي الشعري على المستويين القومي والإنساني.
وثمن حداد دعم إدارة كلية الآداب مما كان له الفضل الكبير في المضي قدما في فعاليات الكرسي وبرامجه المقبلة، وفي إنجاز هذا الحدث الثقافي.
رئيس قسم اللغات السامية والشرقية الدكتور بسام ربابعة، ألقى كلمة أشار من خلالها إلى أن تنظيم ندوة “عرار واللغة الفارسية”، جاء بهدف التعريف بجهود عرار وإنجازاته في اللغة الفارسية، مؤكدا أن الواجب الوطني والقومي يحتم علينا أن نحتفل بشاعر الأردن الكبير، والاعتراف بفضله، ودوره، وإنجازاته، وريادته في الترجمة عن اللغة الفارسية مباشرة، لاسيما وأن عرار قد انفتح على اللغات والثقافات الأخرى ومنها اللغة الفارسية منذ العام 1912؛ عندما تعرف على رباعيات عمر الخيام التي كانت مدعاة له حتى يتعلم اللغة الفارسية، ويقدم على ترجمة 155 رباعية من هذه الرباعيات، ويبدع في ترجمتها. وأشار إلى أنه من هنا تكمن أهمية هذه الترجمة كونها الترجمة العربية الأولى التي تمت عن اللغة الفارسية مباشرة.
وأضاف أن “عرار” أقدم العام 1925 على نشر 52 رباعية من ترجمته في مجلة “منيرفا” اللبنانية، وأنه لم يكتف بترجمة الرباعيات؛ بل ظل مشغولاً ومسكوناً وباحثاً عن الخيام، وشخصيته، وفلسفته، وآثاره العلمية، والأدبية، وترجمة الرباعيات باللغات الثلاث التي كان يعرفها وهي: العربية، والفارسية، والتركية، إضافة إلى سعيه إلى تأليف كتاب عن الخيام؛ فكتب مقدمة الكتاب، التي بين فيها العوامل التي يتأثر فيها الأدباء والمفكرون، وتحدث عن شخصية الخيام، وسيرته، والبيئة التي نشأ فيها.
وأشار ربابعة إلى أن “عرار” قد عرف كبار الشعراء الفرس، وقرأ آثارهم، واستشهد بأشعارهم، ومن أشهرهم: جلال الدين الرومي، المعروف في الأدب الفارسي بمولانا، وسعدي الشيرازي، وحافظ الشيرازي، لافتا إلى أن الشاعر الأردني الكبير انطلق بشعره وترجمته نحو العالمية فأضحى مشهوراً داخل الوطن العربي وخارجه، ولا سيما لدى الناطقين باللغة الفارسية؛ فأصبح معروفاً لدى المثقفين الإيرانيين، وقد حظي باهتمام الباحثين والدارسين المهتمين بعمر الخيام وترجمة رباعياته، وبدراسات الأدب المقارن في الأدبين العربي والفارسي، كما حظيت ترجمته بالعناية والاهتمام؛ فأضحت ترجمته ومختارات من أشعاره تُدرّس في العديد من الجامعات الإيرانية، وقد كتبت حوله، وحول ترجمته للرباعيات عشرات الأبحاث والدراسات باللغتين العربية والفارسية من قبل الناطقين بهذه اللغة.
وتضمنت فعاليات الندوة التي حضرها عدد من أعضاء الهيئة التدريسية في كلية الآداب، والمهتمين من المجتمع المحلي، وجمع من طلبة الجامعة، جلسة علمية ترأسها الدكتور نبيل حداد، وتضمنت مواضيع “عرار وترجمة رباعيات الخيام” للدكتور يوسف بكار، و”عرار واللغة الفارسية” للدكتور بسام ربابعة، و”عرار ورضا توفيق من الائتلاف إلى الاختلاف”.