عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    06-Feb-2019

عدسات الموصلیین توثّق دمار مدینتهم
الموصل (العراق) – یتنقل أشرف الأطرقجي قرب ركام مرقد النبي یونس في الموصل حیث ّ نمت أعشاب ھنا وھناك، لیلتقط لھ مصور صورا في الموقع الأثري ھدفھا توثیق الدمار الذي خلفتھ المعارك مع تنظیم الدولة الإسلامیة في أكبر مدن شمال العراق.
ویبدو عدد كبیر من سكان الموصل التي استعادتھا القوات الأمنیة قبل عام ونصف عام من تنظیم داعش الإرھابي مصممین على الاحتفاظ بصور المعاناة والمعارك والذكریات المؤلمة.
یبلغ أشرف الأطرقجي 38 ّ عاما، وھو أب لثلاثة أطفال. وقد دفع ھذا الفنان لأحد المصورین الكثیرین الذین یجوبون شوارع الموصل ھذه الأیام، لتخلید ذكرى آثار الحرب.
ویقول لوكالة فرانس برس وھو ینظر إلى حجارة مبان متناثرة في المكان ”كل حجر مرتبط بتاریخ مدینتي وھویتھا“.
وشھدت المدینة معارك ضاریة استمرت تسعة أشھر قبل أن تستعید القوات العراقیة السیطرة علیھا في تموز (یولیو) 2017.
وتعرضت الموصل، مركز محافظة نینوى، إلى دمار شبھ كامل. وخطف وقتل فیھا آلاف المدنیین، بینھم من ینتمون الى الأقلیة الأیزیدیة التي اغتصبت نساء منھا وتعرضن للسبي. كما تعرضت مواقع أثریة فیھا، بینھا الحضر إلى تدمیر ونھب، على أیدي المتشددین.
ّ ویقول الأطرقجي ”“أرید توثیق ما فعلھ الإرھابیون لیطلع أطفالي مستقبلاً على التدمیر الذي حل بھذا الجامع“.
على مقربة من المكان، تقف أم محمد، وھي ربة منزل (32 عاما)، إلى جانب زوجھا ”لالتقاط صور قرب الأنقاض تبقى ذكرى وشاھدا على بشاعة ما فعلھ داعش بالموصل“، كما تقول.
ّ وتتجھ المدینة التي عرفت التصویر الفوتوغرافي للمرة الأولى على ید الآباء الدومینیكان نھایة القرن التاسع عشر، للعودة إلى حیاة طبیعیة بعد ثلاث سنوات من تحررھا من دولة ”الخلافة“ وما فرضتھ من ظلم وقھر وتطرف طول سنوات. لكن إعادة بنائھا تتأخر.
ویفضل سكان آخرون من الموصل، بینھم محمد ضیاء الذي كان یتجول مع طفلیھ، التقاط صور لھما وھما یرتدیان أجمل ملابسھما قرب زھور حول ساحة عامة في وسط الموصل تم إعادة ترمیمھا حدیثا.
ویرید الرجل نشر الصور على حساباتھ على مواقع التواصل الاجتماعي لیراھا جمیع أصدقائھ.
ویتواصل نحو عشرین ملیون عراقي، أي نصف سكان العراق عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
ویقول الرجل الذي یرتدي سروالاً أبیض وقمیصا یتناسب مع لون حذائھ، قبل أن یدفع لمصور ثمن خدماتھ، إن الصور التي یلتقطھا المصورون ”جمیلة جداً، وھذه طریقتي لمساعدة المصورین الشباب“.
ویقوم محمد باسم (24 عاما) بالتقاط صور ونسخھا على أجھزة زبائنھ النقالة باستخدام شریحة إلكترونیة، مقابل ألف دینار أو ألفین (حوالى 5,1 دولار).
ویقول الشاب صاحب الشعر الأسود والذقن المھذبة بدقة، لوكالة فرانس برس ”أقوم بھذا العمل خارج أوقات الجامعة، وھو یوفر لي ولعائلتي مورد رزق“.
وككثیرین مثلھ، یحلم بالمشاركة في معارض محلیة ودولیة، لتوفیر مبلغ لشراء كامیرا حدیثة.
ویقول عمر النعیمي (23 عاما) ”أسعار كامیراتنا تتراوح بین 200 و600 دولار“.
وبھدف تحسین الموارد یعرض البعض تصویر مشاھد أطول أو العمل لساعات طویلة، للحصول على مبالغ تتراوح بین 25 ألف دینار و75 ألفا (20 إلى 60 دولار تقریباً)، ویقوم أغلبھم بالبحث عن أفكار لكسب الزبائن بینھا جلب آلات موسیقیة أو البحث عن مواقع جذابة مثل أمكنة انعكاس صور من بركة ماء.
قبل أقل من عامین، لم یكن بالإمكان تصویر الكثیر من المشاھد في مدینة الموصل، لأن المتشددین كانوا یفرضون قوانین صارمة بعد سیطرتھم على المدینة منتصف العام 2014، فأغلقوا 300 ّ صالة تصویر، ما أجبر المصورین على إخفاء معداتھم خوفا من تعرضھم لعقوبات جسدیة.
ُ لكن غالبیة الأشخاص الذین یقبلون على تصویر أنفسھم الیوم ھم من الرجال، في ھذه المدینة المحافظة ذات التقالید العشائریة.
وتقول نھى أحمد، وھي موظفة حكومیة (25 عاما) بینما تراقب عن بعد تحركات مصورین وأشخاص یریدون تصویر أنفسھم، ”أخاف استخدام صوري“ وأن یشاھدھا آخرون. وتضیف أن ”ھذا الأمر یخلق مشاكل“ كثیرة لھا. – (أ ف ب)