«رياديّات»… موقع فلسطيني جديد لتمكين النساء في الإعلام المحليّ والعالميّ والحيّز العام
وديع عواودة
الناصرة – «القدس العربي»: أطلق مركز» إعلام» داخل أراضي 48 موقع «رياديّات» بهدف تمكين وتعزيز وجود النساء في الإعلام العربيّ، والعبريّ والعالميّ، والحيّز العام. وأوضح «إعلام» وهو مركز يعنى بحماية الحقوق الإعلامية أن المبادرة تتطلع لخلق دليل للنساء العربيّات الرياديّات في المجالات المختلفة والمتنوّعة والتأكيد على أهميّة دورهنّ كشريكات في كلّ المضامين الإعلاميّة والمعرفيّة.
في بيانه لفت «إعلام» معللا إطلاق المبادرة إلى أنه، في العادة، وعندما تكون هناك حلقة نقاش حول قضايا سياسيّة، مقابلات حول مسائل أمنيّة، محاضرات عن العلم والتكنولوجيا أو حتى نقاشات حول مباراة كرة القدم، يبحثون عن الرجال. وأكد أن النساء العربيات سجلن إنجازات كبيرة شملت الكثير من المعرفة والخبرة والثقافة. منوها أن الموقع الحالي يحمل مقولة مهمة، «نساؤنا مُختصات في كل المجالات»، وهو مُعد لخدمة منظمي المؤتمرات، قنوات الراديو والتلفاز المختلفة الباحثة عن مُختصات للمشاركة في الحلقات الحواريّة، والمحاضرات والورشات المجتمعيّة في جميع المجالات.
وعن فكرة الموقع، قال المبادر الإعلامي بليغ صلادين لـ «القدس العربي» إنها جاءت بعد أن لاحظت أن قنوات تلفزة محليّة، ووسائل الإعلام بشكل عام، دائمًا ما تبحث عن رجال لاستضافتهم في البرامج الحواريّة المختلفة، من السياسة إلى الرياضة وغيرها من المجالات لتبقى مجالات المطبخ وتربية الأطفال فقط من حصّة النساء. وأكد أن هذا الأمر يشجّع على غرس الصورة النمطية عن المرأة، ويعطي شعورا بأن النساء غير قادرات على الحديث في السياسة أو الرياضة أو العلوم وغيرها. وتابع «لذلك جاء الموقع كي يوفّر دليلا سهلا للمُنتجين ومُعدي البرامج والتقارير والنشرات في وسائل الإعلام، حيث يُمكن البحث بسهولة عن نساء رياديات لمُقابلات أو مُداخلات تلفزيونيّة، أو مُشاركات في حلقات ومؤتمرات عن كل المجالات، ما يشمل المجالات التي تُعتبر ذكوريّة». واعتبر أنه بهذه الطريقة يمكن رفع التمثيل النسائي في الإعلام، وأيضًا كسر الصور النمطيّة والتوضيح بأن المرأة قادرة على الحديث في جميع المواضيع.
أما مديرة مركز «إعلام» خلود مصالحة، فنوهت إلى أنّ الأدبيات السابقة والأبحاث في مجال الإعلام أشارت إلى حالة الإقصاء والنمطية في تغطية النساء العربيات والفلسطينيات. وردا على سؤال «القدس العربي» قالت مصالحة «إنّ هذا الموقع يحمل مقولة مهمة، فهو أبعد من إبراز إنجازات نسائنا للإعلام، إنما يضع نساءنا في صلب الأجندة العامة وفي الحيز العام الذي يسيطر عليه الرجال حاليًا». وأضافت أنّ الموقع سيكون منصة لكل ريادية في مجالها، سواء في السياسة أو الهايتك أو الاقتصاد أو الصحة وما إلى ذلك، مشيرة إلى أن الشعب الفلسطيني مليء بالرياديات اللاتي وصلن إلى مناصب كبيرة، محليًا، قطريًا، وعالميًا».
وخلصت للتوضيح أنّ الموقع أطلق بصيغته الأوليّة إذ سيتم العمل على إثراء دليل الشخصيّات والاستمرار بالبحث وإضافة شخصيات نسائيّة رياديّة في مختلف المجالات العلميّة الفنيّة والثقافيّة. وتابعت «يؤكد مركز إعلام، حرصه على الاستمرار في عمله مع النساء والتواصل معهنّ، وحثّهنّ وتفعيلهنّ مجتمعيًا من خلال مشاريع مستقبليّة في هذا المجال وفي مجالات أخرى، عليه ندعو النساء الراغبات بالانضمام إلى موقع الرياديات وأخذ دور فعّال ضمن هذا النشاط الدخول إلى الموقع وتعبئة نموذج الاستمارة لإضافة تفاصيلهنّ ضمن دليل الرياديّات».
وفي سياق متصل شهدت أراضي 48 ضجة واسعة في منتديات التواصل الاجتماعي بعد النشر عن أن اجتماع لجنة المتابعة العليا أول من أمس قد شمل نحو مئة مشارك كلهم من الرجال. وكانت «المتابعة العليا» قد التأمت في بلدية باقة الغربية للتداول في قضية استشراء العنف والجريمة وإهمال الشرطة الإسرائيلية المقصود للظاهرة. واعتبرت أوساط نسائية واسعة أن ذكورية الهيئات السياسية القيادية الفلسطينية في أراضي 48 هو بحد ذاته شكل من أشكال العنف. من جهته سارع رئيس اللجنة الفرعية داخل لجنة المتابعة العليا النائب السابق طلب الصانع للقول إن لجنة المتابعة العليا قد دعت نساء للاجتماع المذكور بدون أن تحضر أي منهن.
يشار إلى أنه من بين عشرة نواب عرب في الكنيست هناك سيدتان فقط وهما عايدة توما – سليمان (الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة) وهبة يزبك (التجمع الوطني الديموقراطي) أما تمثيل النساء في الهيئات القيادية داخل الأحزاب العربية فما زالت ضعيفة ودون المطلوب وفي الحكم المحلي هناك نحو 100 من رؤساء السلطات المحلية العربية كلهم رجال. واللافت برأي مراقبين هنا أن ملامح المجتمع الذكوري ما زالت مهيمنة على فلسطينيي الداخل رغم الإقبال الواسع جدا للنساء على التعليم الجامعي في البلاد وخارجها.
ويذكر أنه على سبيل المثال أن نسبة النساء من بين طلاب جامعة حيفا العرب الذين يشكلون ثلث الطلاب فيها تبلغ اليوم 66%. وفي الميدان تنشط عشرات الجمعيات الأهلية النسوية منذ عقدين لم تتمكن حتى الآن من تغيير الموازين الجندرية السائدة كما يجب بسبب تجذر الذكورية في المجتمع الفلسطيني والعربي عامة كما تؤكد مديرة جمعية « كيان النسوية « رفاه عنبتاوي لـ «القدس العربي». وتلفت إلى أن مسيرة التغيير تسير ببطء، مشددة على أنها ليست معركة النساء فحسب داعية كل القوى المتنورة للسعي من أجل إشراك النساء في الحيز العام بكل ميادينه.