عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-Jun-2024

الأضحية تجمع بين الأردن وغزة في رحلة من التكافل والمحبة

 الغد-تغريد السعايدة

 عيد الأضحى المبارك على الأبواب، وهو فرصة لنيل الأجر والثواب على كل من حج وصام وقام وتصدق في هذه الأيام المباركة. وتصل ذروة هذه الأعمال خلال أيام عيد الأضحى المبارك بتقديم الأضاحي لوجه الله تعالى وتوزيعها على المحتاجين.
 
 
وفي هذا العام، تتجه الأنظار نحو غزة لتقديم الحصة الكبرى من الأضاحي للأهل هناك، في ظل الظروف المعيشية الصعبة للغاية، والحرب الشرسة المستمرة منذ أشهر طويلة.
 
ويأتي عيد الأضحى والحال المعيش في غزة يزداد صعوبة، مما يجعل أهالي القطاع بأمس الحاجة للمساعدة والدعم. لذلك، يسعى مقدمو الأضاحي إلى إيصالها للأهل في غزة من خلال عدد من المؤسسات الخيرية التي تعمل على تسهيل هذه العملية. يتم ذلك عبر آلية وبروتوكول محددين بسبب الوضع الأمني الذي يفرض قيوده في أغلب الأوقات.
ويحتاج الأشخاص الميسرون والمؤسسات الخيرية إلى توفير ظروف آمنة لإيصال المساعدات، وذلك من خلال التنسيق الرسمي لضمان وصولها. ومع ذلك، يبقى العديد من الأردنيين حريصين على أن يكونوا جزءا من هذا العمل الخيري العظيم الذي يخدم من هم في أمس الحاجة للمساعدة الغذائية، بسبب استمرار الحرب القاسية على العائلات هناك، وعدم توفر المواد الغذائية الأساسية، بالإضافة إلى غلاء أسعار ما يتوفر منها.
يعد التواصل مع أشخاص داخل القطاع لإتمام مهمة تقديم الأضاحي أمرا في غاية الصعوبة، لإتمام المهمة، خاصة مع ارتفاع أسعار اللحوم والأضاحي بشكل كبير في تلك المناطق. لذا، يجد المتبرعون فرصتهم في تقديم الأضاحي من خلال جهات معروفة ومحددة قادرة على إيصال المساعدات بطريقة منظمة وآمنة.
من أبرز الجهات التي تعمل منذ سنوات على تقديم وتسهيل خدمة إيصال الأضاحي لعدد من الدول المحتاجة شركة تآلف الخير، التي تقدم أيضا خدماتها للمحتاجين في الأردن. تأسست شركة تآلف الخير في العام 2009، وتعد الأولى من نوعها، حيث تقدم خدماتها في أكثر من 22 دولة حول العالم، بما في ذلك فلسطين وقطاع غزة تحديداً. وللشركة العديد من المشاريع والبرامج التعاونية المشتركة مع المنظمات الدولية، بهدف مد جسر الوصل بين المبادرات الاجتماعية والمنظمات غير الربحية لمساعدة المحتاجين في العالم.
وفي هذا العام، سيكون المجهود مضاعفا وفعاليات الخير تتزايد مع ازدياد الحاجة للمساعدة في مناطق منكوبة، أبرزها قطاع غزة، اليمن، الصومال، والسودان، إضافة إلى الأردن. وقد نظمت تآلف الخير، بالتعاون مع إذاعة حياة إف إم، ماراثونا خيريا لجمع أكبر عدد ممكن من التبرعات الخاصة بالأضاحي، التي سيتم تقديمها هذا العام في الدول والمناطق المحتاجة.
"سعادة الغير تصبح أساس الخير" هي حملة أطلقتها "بصمة الخير"، وهي شركة متخصصة في تسهيل العمليات الخيرية في دول منكوبة، مثل حفر الآبار السطحية والارتوازية، وبناء المساجد والمساكن للعائلات الفقيرة. بالإضافة إلى ذلك، تعمل الشركة حاليا على تقديم الأضاحي في تلك الدول، وبخاصة في قطاع غزة خلال هذه الفترة. وتعاونت "بصمة الخير" مع جهات عدة لتسهيل إيصال المساعدات، وذلك نظراً لصعوبة هذه المهمة والحاجة إلى إجراءات آمنة، كباقي المؤسسات التي تقوم بهذه المهام.
كما وفرت "تكية أم علي" فرصة للمواطنين الراغبين في تقديم الأضاحي للأهل في غزة، وذلك من خلال عملها الدؤوب في هذا المجال منذ سنوات طويلة. تعد "تكية أم علي" إحدى أهم الجهات التي يلجأ إليها العديد من الناس لتنظيم عملية تقديم الأضحية دون عناء، وإيصالها للمحتاجين. تزداد أهمية دورها هذا العام مع زيادة حجم الطلب على المساعدة في قطاع غزة.
وتقدم تكية أم علي تسهيلات كبيرة للراغبين في التبرع، سواء داخل أو خارج الأردن، من خلال حملة "أضحيتك للأردن وغزة". وتوفر العديد من الطرق للمتبرعين، مثل التبرع الإلكتروني عبر حسابات التكية على مواقع التواصل الاجتماعي أو في مواقعها المعتمدة، لتسهيل عملية التبرع بثمن الأضاحي. تقوم التكية بجميع الخطوات اللاحقة، بما في ذلك عمليات الذبح والتنظيم وإيصال الأضاحي إلى قطاع غزة في أقرب فرصة ممكنة.
وكما جاء في موقع "التكية" الإلكتروني، فإن الحملة تسلط الضوء على أهمية استمرارية دعم الأسر المحتاجة طوال العام ومساعدة أهل غزة في ظل الظروف الراهنة. تقوم التكية باستقبال توكيلات الأضاحي من المتبرعين وأدائها نيابة عنهم وفقاً للمواصفات الشرعية، بحيث يشمل السعر عمليات الذبح والتقطيع والشحن والتخزين لتوزيعها على 22,000 أسرة محتاجة في 12 محافظة، بالإضافة إلى الأهل في قطاع غزة.
وكان أستاذ الفقه والدراسات الإسلامية، الدكتور منذر زيتون، قد أوضح في حديثه لـ"الغد"، أن هناك الكثير من الأمور التي تضاعف الأجر والثواب في هذه الأيام، وخاصة في عيد الأضحى، ومن أهمها الأضحية التي تخضع لشروط خاصة يجب مراعاتها لضمان توزيعها بالطريقة التي تضمن حصول المضحي على الأجر والثواب من الله، ومن أبرزها توزيعها على المحتاجين والمساكين.
كما بين زيتون أن أفضل الصدقات تلك التي توجه للأكثر حاجة من الفقراء والمساكين الذين يعانون ظروفاً قاسية، والصدقة التي يحتاجها "الجائع" هي في إطعامه، ليصل بذلك الأجر والثواب، بعد أن يكون الهدف منها التصدق لوجه الله تعالى فقط، والأضحية تعد من أعظم الصدقات التي يتم تقديمها خلال أيام عيد الأضحى المبارك.
ونظرا للأجر العظيم لتقديم الأضحية للمحتاجين والمقربين من الأهل، أصدرت دائرة الإفتاء العامة بيانا خاصا يشمل إيضاحا حول الأضحية، بما في ذلك الشروط التي يجب أن تتضمنها وأهميتها الشرعية. فالأضحية سنة مؤكدة عن النبي صلى الله عليه وسلم، للمقتدر، ويأتي في الحديث النبوي: "إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي، فلا يمس شعره وبشره شيئاً".