الدستور
«الحمار «..بثقاقتنا عنيد ويحتاج لضربه بالعصا، كي يسير كما يريد صاحبه، وفي الثقافة الاغريقية كبير المهندسين، وفي الثقافة الأمريكية ايقونة سياسية وعلامة تجارية، وشعار للحزب الديمقراطي الذي ينظر اليه كرمز سياسي..، فيا ترى لماذا نحن العرب نردد عبارة «لا تلوموا الحمار»وهل لها علاقة بالسياسية مع الإدارات الأمريكية المتعاقبة؟!.
بداية..فإن المرشح الديمقراطي أندرو جاكسون اتخذ لأول مرة عام 1828م، الحمار شعارا له في الانتخابات، واختار لونه الرمادي وكتب عليه «لنترك الشعب يحكم «، ومن بعده وفي عام 1860م، ترشح ابراهام لينكولن للانتخابات واتخذ الفيل شعارا له، ثم جاء رسام الكاريكاتير توماس ناست عام 1870م، واختار حمارا أسودا عنيدا ، رسمه كرمز سياسي وكتب عليه «الصوت الديمقراطي» يتبارز مع فيل ضخم مذعور كرمز للحزب الجمهوري للدلالة على كثرة المال، وانه يحطم كل ما تطأه قدماه، وإذا اسقطنا هذه الشعارات على سياسات الحزبين والرؤساء القابعين في البيت الأبيض، نجد أن سياسة تدوير الخيارات والتلاعب على الجميع، وتبني شعارات والتراجع عنها والنفاق وو...إلخ، هي نسخة مكرورة عند الحمار العنيد والفيل الضخم الذي يحطم كل شيء..ولهذا لا تلوموا الحمار بافعاله..ولا تخافوا الفيل لضخامته، ونقول هذا بمناسبة تراجع الرئيس بايدن الذي رفع أثناء حملته الانتخابية شعار إعادة فتح القنصلية الأمريكية بالقدس، منتقدا سياسة منافسه الرئيس الجمهوري السابق ترمب الذي اغلقها ونقل سفارة بلاده إليها، لكنه اليوم (اي بايدن) يتراجع، ويقرر تعين الديبلوماسي ذي الأصول اللبنانية هادي عمرو مبعوثا أمريكيا للشؤون الفلسطينية، بمنصب نائب مساعد وزير الخارجية للشؤون الفلسطينية والاسرائيلية.
العالم كله.. وليس قضية فلسطين وحدها عالقة ما بين الحمار الديمقراطي والفيل الجمهوري، فلا تلوموا الحمار على تراجعه، وانتظروا الفيل ليأتي ويحطم كل شيء، وهذا ممكن في ملفات وقضايا وحروب مفتوحة على مستوى العالم، ولا غرابة أن يأتي الفيل في انتخابات 2024,م، وينقلب على السلطة الفلسطينية ويقرر تصفيتها وينقلب على أوروبا واوكرانيا ويتحالف مع روسيا، أو يقرر ودون سابق إنذار إشعال حرب اقليمية وضرب إيران، ثم يأتي الحمار بعده بوعود وعهود ويتراجع، فإذا كنت لا تملك عصا غليظة فلا تلوموا الحمار، وإذا كنت لا تملك القوة فلا تلوموا الفيل إذا حطم كل شيء.