عناوين و أخبار

 

المواضيع الأكثر قراءة

 
 
 
  • تاريخ النشر
    11-May-2019

انهیار الاستراتیجیة
ھآرتس
 
في ھذا الأسبوع سافر موشیھ فیدر في شارع 34 ،صاروخ مضاد للدبابات قتلھ في سیارتھ. من
اجل تھدئة السكان تم وعدھم باقامة حائط مانع في غرب الشارع بعد أن احاط بنیامین نتنیاھو
إسرائیل بأسوار من كل الجھات، یدخلھا الآن إلى مرحلة الانغلاق الثانیة: جدران داخلیة توازي
الجدران الخارجیة. إذا لم تكف ھذه، دائما توجد امكانیة لطبقة جدران اخرى، ثالثة، التي منھا ”ربما
یأتي الخلاص“. إذا اردتم، ھذه الجدران ترمز إلى خلاصة انھیار استراتیجیة نتنیاھو ولیس فقط في
غزة.
یضاف إلى الإھانة والغضب وخیبة الأمل من نتائج الجولة الأخیرة الشعور القاسي بفقدان الطریق.
المواطن خائب الأمل یجد صعوبة في فھم لماذا تسمح إسرائیل لحماس (والجھاد) جولة بعد جولة،
بأن تقرر متى یجب البدء باطلاق الصواریخ ومتى یجب وقفھا. التفسیر السائد جدا ھو أن
استراتیجیة إسرائیل، أي استراتیجیة نتنیاھو، ھي ”فرق تسد“ بحیث تسیطر حماس على القطاع
ولیس السلطة الفلسطینیة. إذا سیطرت السلطة ایضا في القطاع فستوجد ھناك دولة فلسطینیة موحدة وحماس ستسیطر علیھا مثلما سیطرت في العام 2005 على قطاع غزة. في نظر نتنیاھو الثمن الذي یجبیھ الغزي یعادل المعاناة المعقولة لسكان بلدات الجنوب، وحتى فقدان الردع أمام إیران
وحزب الله.
ظاھریا تم إنجاز الجزء الأساسي في ھذه الاستراتیجیة: منع إقامة دولة حماس في یھودا والسامرة.
خلافا للوضع في الجنوب، ملایین المواطنین الذین یعیشون على طول السھل الساحلي غیر مضطرین للركض نحو الملاجئ، البالونات الحارقة لا تحرق حقولھم ومراكز حیاتھم، والصواریخ المضادة للدبابات لا تطلق على شارع 6 مثلما اطلقت ھذا الأسبوع على شارع 34 .ولكن لیس بسبب استراتیجیة الفصل بین یھودا والسامرة وغزة اسرائیل تنجح في منع انتاج صواریخ في طوباس والخلیل، بل بسبب المصالح المشتركة بینھا وبین السلطة الفلسطینیة، ھذه الشراكة یتم التعبیر عنھا ضمن أمور أخرى، بالقدرة التي توجد لدى الجیش الإسرائیلي على احباط ایضا في مناطق السلطة إنتاج الوسائل القتالیة أو تنظیمات إرھابیة.
بعد الجولة الأخیرة المخیبة للآمال، التي انضمت إلى عدد غیر قلیل من الجولات المحبطة السابقة،
حان الوقت لأن یعترف نتنیاھو ولو لنفسھ، بأن حماس لا تعمل حسب السیناریو الذي رسمھ لھا،
ولیست ذخرا استراتیجیا یمنع اقامة الدولة الفلسطینیة في یھودا والسامرة. ھذه لم تقم ومشكوك فیھ أن تقوم في أي یوم لأسباب مختلفة تماما. إضافة إلى ذلك، الثمن الذي یدفعھ سكان الجنوب غیر
معقول، ھو باھظ إلى درجة الانفجار. خلافا لیھودا والسامرة، في الجنوب الجیش الإسرائیلي نام
اثناء الحراسة وھو یسمح للتنظیمات الإرھابیة بانتاج أو تھریب صواریخ متقدمة یمكنھا أن تضرب وتضرب الجبھة الداخلیة الإسرائیلیة ولیس فقط منطقة الجنوب. بسبب ضعفھ معظم السكان في
إسرائیل كانوا رھائن – والدولة قابلة للابتزاز – لحماس والجھاد (وحتى حزب الله).
لقد حان الوقت للتنقیح بـ 180 درجة. اساسھا: مساعدة فعالة للسلطة للعودة والسیطرة على القطاع.
ھذه الخطوة ستحظى بدعم العالم، بما في ذلك العالم العربي السني. سیكون ھناك توحید بین غزة
والضفة الغربیة، لكن إسرائیل التي منعت سیطرة حماس على یھودا والسامرة یمكنھا فعل ذلك ایضا خلال الوحدة. ھكذا تستطیع، بدون حاجة الى السیطرة مرة اخرى على القطاع، أن تمنع إنتاج الصواریخ وأن تمكن سكان الجنوب وسكان البلاد جمیعھم من العیش حیاة طبیعیة، بدون جدران واقیة (ایضا للشوارع) وبدون قبة حدیدیة وبدون كوابیس صافرات الانذار